الاعمدةعز الكلام

العالقون في مصر …وجع الوجع !!

شاهدت في إحدى (قروبات) تطبيق (الواتساب)، (فيديوهات) يبدو أنها وجدت حظها من الانتشار لوقفة احتجاجية للسودانيين العالقين في جمهورية مصر، أناب بعض منهم الآخر للحديث عن معاناتهم التي استمرت لأربعة أشهر طويلة، بسبب جائحة كورونا التي حبستهم هناك، ودعوني أقول إن حديث العالقين في مصر تعدى مرحلة الغضب والألم من أوضاعهم السيئة وظروفهم العصيبة التي يكابدونها بعد أن تقطعت بهم السبل، تعدى كل مشاعر الغضب إلى مشاعر الحسرة والغبن والوجع من موقف حكومتنا العاجز والسلبي تجاه أشخاص وصل بهم الحال أن يقولوا في العلن وعلى الهواء مباشرة إننا أصبحنا نخاف على بناتنا أن يجرفهن الشارع، بسبب المعاناة والحاجة وسيدات كريمات احترفن التسول في شوارع القاهرة، بدلاً من أن يحترفن شيئاً آخر يندي له الجبين وتهتز له السماء، (سامع الكلام ده يا دولة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، سامع الكلام ده يا وزير الصحة دكتور أكرم)!! (في ذمتكم دي وربنا يسألكم أليس أكرم لنا جميعا أن نموت بكورونا ولا يموت شرفنا وتستباح كرامتنا في شوارع الجيزة و٦ اكتوبر والهرم)؟ وما يحدث الآن للعالقين بالخارج هو تنصل من الحكومة تجاه مسؤولياتها، بل هو ليس تنصلا ولكنه (تخرت) مفضوح وكريه لا يشبه النخوة والرجولة السودانية، بالله عليكم (بتنومو كيف) وعشرات المرضى السودانيين اختاروا الموت بكرامة داخل شققهم، يعتصرهم الوجع والقهر وكسر الخاطر والألم خوفا من أن يموتوا على أسرّة المرض داخل المستشفيات المصرية لتحتجز جثامينهم ويفقدوا آخر ذرة في كرامتهم المهدرة بدفنهم مثل بقية خلق الله.!؟
بالله عليكم كيف تتأخرون ثانية عن نجدة حرائر وكنداكات يصرخن في القاهرة (وا سوداناه)؟ لأنه لا معتصم لدينا يسمع ويلبي النداء.!
الذي أود أن أقوله إن أوضاع السودانيين العالقين في مصر بأعداد كبيرة اختار بعضهم الطريق الصعب وهو طريق العودة بالتهريب، رغم مشقته وخطورته، وهي أوضاع مأساوية لا تقبل التأجيل ولا التأخير، وليس منطقيا أن وزير الصحة مشغول بمعارك على الهواء مباشرة مع وزير المالية الأمر الذي يؤكد أن هذه الحكومة منقسمة ومشتتة وما عندها رأس وليس لديها (سيستم) وإلا ما كانت ستجد هذه الاتهامات طريقها خارج قبة المجلس، المكان الذي تناقش فيه قضايا الأمة وحراك الحكومة، لكنهم للأسف ناشطون تعودوا على الصراخ في الوسائط وتعجبهم (اللايكات) وتطربهم طلبات الصداقة ليتفضل عليهم مارك بالعلامة الزرقاء، وشعبنا حياته تمضي لتصبح أسود من كحل الصبايا .
أقول لرئيس الوزراء حمدوك يا أخي أركب طائرة خاصة واذهب للعالقين في مصر وعد بهم مكرمين معززين، أعد لهم انسانيتهم وآدميتهم وكرامتهم المسفوكة على أسفلت شوارع القاهرة كدماء الأبرياء، وهي مأساه تتضاءل أمامها مآسينا التي تتضاعف كل صباح وأزماتنا التي تتدحرج وتكبر كجبل الجليد.. فيا سادة لم يعد موضوع العالقين في مصر أو غيره أمراً يمكن السكوت عليه، وكأن الإنسان السوداني بلا قيمة، وكأن جوازه الذي يحمله لا يساوي الحبر الذي طبع به.. أين أنت أيها الراحل الكبير الطيب صالح لتعيد سؤالك التاريخي: من أين أتى هؤلاء؟؟ ليصبح كيف جاء هؤلاء؟؟؟ الله غالب.

كلمة عزيزة

إذا كانت الإنقاذ قد ظلمت شعبنا بسياسة التمكين، فإن ما يحدث الآن ليس له اسم يشبههه بشاعة إلا سياسة الاستيطان التي تمارسها إسرائيل، ودونكم ولاية الخرطوم التي تفرق دم وظائفها لمنسوبي حزب البعث، وواضح أنها قصة ونهايتها (لسه)، لأنني سأعود لها بالتفصيل الممل.

كلمة أعز

لك الله يا شعبنا الصابر، لك الله وكل (الخطاوي الصعبة تمشيها) بإيمان، حتى لو كانت فوق الشوك والجمر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية