الاعمدةعز الكلام

ما قاله البرهان يجب أن يُقال !

في زاويته (صوت اليراع)، كتب السيد العميد الدكتور أبوهاجة بأن الفريق أول البرهان، القائد العام لقوات الشعب المسلحة، غير راغب في السلطة.. لكنه حريص على تسليمها لأيدٍ أمينة!!!
ومؤكد أن العميد أبوهاجة لم يكتب هذا الكلام من بنات أفكاره أو أنه مجرد حديث مرسل لا معنى ولا قيمة له، والرجل القريب من مكتب البرهان يحس بنبض الرجل ويقرأ أفكاره ويتوقع خطواته، لذلك جاء حديثه بهذا الشكل والمعنى ولو أن الفريق البرهان قال أو فكر في غير ذلك لوجهنا له صوت اللوم وتململنا في مقاعدنا ضيقا وألماً، لأن موقع المسؤولية الذي يجلس عليه يفرض عليه قول ذلك!!!
لكن في البداية دعوني أقول إن ما ذكر عن أن القائد العام للقوات المسلحة غير حريص على الاستمرار في السلطة فهذه أبصم عليها بالعشرة لأن الأقدار خططت للرجل أن يكون في هذا الموقع ووضعته في هذا الامتحان الصعب، ولا أظن أن عاقلاً يتمنى أن يجد نفسه رئيساً للسودان في هذه الظروف وهذه الأزمات والتحديات التي تحيط به من كل اتجاه، والرجل لم يخطط للقفز على كرسي الحكم، لكنها تدابير السماء التي وضعته في هذا المكان وهذا الزمان وبالتالي لا أعتقد أنه شغوف أو مولع بالسلطة و(حيكنكش) فيها ضد إرادة شعبه ومواطنيه.
أما الحديث عن أنه حريص على تسليم السلطة لأيدٍ أمينة فإنه لو لم يقل ذلك فإنه لا يستحق أن يكون في المكان الذي هو فيه الآن ومسؤوليته التاريخية تتطلب منه أن يغادر موقعه والسلطة في يد هي خيار الشعب واختياره، أما أن كان الرجل يريد أن يترك البلاد في مهب الريح وعرض البحر وهناك من يسعى ليغرس خنجراً في ظهر قواتنا المسلحة وتسريحها لصالح جهات أخرى وهناك من يريد أن يضعنا تحت الوصاية الدولية لتقرر مصيرنا القوات الأممية فإنه يكون قد خان الأمانة وأخلف الوعد ونقض العهد.
والبرهان يجب أن يسلم الأمانة ليد تعيد الطريق نحو العدالة والحرية والتحول الديمقراطي فإن لم يفعل ذاك يكون قد خذل شعبنا وأهلنا الذين يعلقون الآمال على المستقبل الأخضر المبني على أسس الديمقراطية وفق خيارهم الذي يختارونه عبر صندوق انتخابي حر هو وحده الفيصل والحكم.
لذلك إن لم يقل البرهان هذا الحديث، لطالبناه أن يقوله، لأن المفروض أن يقوله ويكرر قوله لأن ما يحدث الآن من ضياع لأهداف الثورة بسبب تراخي وتشاكس المكون المدني يجعل بلادنا في كف عفريت ويجعل الرؤية ضبابية وغير واضحة المعالم.
فيا سعادة الفريق إن لم تقل حديثك هذا صراحة فإننا نطالبك بقوله على الملأ، وهو الحديث الذي يجب أن يكون، لأنه يطمئننا أن بلادنا في أيدٍ أمينة وأن هناك من يحرسها ويحرص عليها ليس طمعا في محاصصة ولا ثروة ولكنه امتثال لنداء الواجب وهو النداء الذي ظلت تلبيه قواتنا المسلحة على مر تاريخها وما تدافع شعبنا نحو القيادة العامة في ابريل إلا عن قناعة أنها ستسند ضهره وتشد عضده وتستجيب لأمره وهو ما حدث بالفعل، والبرهان (ده ذاتو) أليس هو من نزل ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة ونقل صوت الشارع الرافض لاستمرار الفريق ابنعوف وانصاع لإرادة المعتصمين وتقدم الصف؟ فيا سادة ما قاله البرهان هو ما يجب أن يقوله بالنص، لأن أي حديث غير (كده) هو هروب من المسؤولية وخيانة للأمانة وللأمنيات بأن نعبر هذا المنعطف المظلم إلى أفق الحرية والعدالة والمساواة.

كلمة عزيزة

لا أدري حتى متى سنظل ندور في فلك الكيد السياسي والضرب تحت الحزام؟ (هي عليكم الله بلدنا دي فضل فيها شنو متشاكلين عليه؟ يا أخي اتقوا الله في شعبنا الصابر).

كلمة أعز

كل عام وبلادنا بألف خير وأمنياتنا أن يعود علينا العيد القادم ونحن نغني أغنيات الحصاد.
العفو والعافية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية