المجهر تعيد نشر آخر حوار اجرته مع الراحلة نجوى قدح الدم
هذه قصة زواجي من الألماني “أحمد نومان”.. و”شرحبيل” كان فنان العرس*. لا أنتمي لأي حزب سياسي رغم أنني خليط بين الأمة والاتحادي استمع لـ”كابلي” و”أحمد المصطفى”.. وتعجبني ضحكة “السر قدور” في (أغاني وأغاني).... أشجع المريخ.. وتعلمت لبس الثوب قريباً.. وفشلت في تعلّم البيانو
كان ظهور نجم د. نجوى قدح الدم التي رحلت صباح اليوم متأثرة بفيروس كورونا لافتا فقد تزامن مع قيادتها جهود لازابة جبل جليد فصل علاقات السودان ويوغندا فاستطاعت ان تقرب الشقة بين البلدين وان تظهر بجانب البشير ويوري موسفيني عند اعلان التصافي بين البلدين وازالة الجفوة بين الرئيسين… حينها سارعت (المجهر) لسبر اغوار تلك السودانية ومعرفة خلفيات ظهورها اللافت فكان هذا الحوار
بداية لماذا تركتِ ألمانيا؟
_ لأنني وجدت فرصة في جامعة زيمبابوي، فبدأت أدرس فيها وأنشئ مركز للدراسات العليا لنيل درجة الماجستير وأقمت علاقات مع جامعة الخرطوم وأحضرت عدداً من الأساتذة للتدريس فيها.
{ يقال إنك تزوجت من ألماني؟
_ نعم.
{ هل هو مسلم؟
_ بالتأكيد، فأنا مسلمة وسليلة أسرة دينية فلا يمكن أن أرتبط بشخص غير مسلم.
{ وكيف تعرفت به؟
_ التقيت به أول مرة بالأردن، ووقتها كان مديراً للسنتر الأول للطاقات الجديدة والمتجددة، وقدمت له أوراقي فرفض، فزعلت جداً كيف يرفض طلبي وأنا أول دفعتي وحاصلة على درجة الماجستير.
{ فماذا فعلت؟
_ ذهبت للوالد محتجة وقلت له لازم نتخطاه، وبالفعل كتبنا خطاباً لمدير الجامعة وأرسلت الخطاب إلى ألمانيا وخلال شهرين جاءتني فرصة العمل مع (ناسا)، فسافرت إلى مدريد، بعدها اتصل عليّ شخص عزيز من جامعة الخرطوم وقال لي لديك خطابات مرمية بالجامعة لها فترة وفيها واحد فيه قبول من ألمانيا، وقتها بدأت العمل مع (ناسا)، فاتصلت على ألمانيا تلفونياً وقلت لهم الفرصة التي منحتموني إياها للدراسة أرغب في تحويلها لسوداني آخر.
{ من هو هذا الشخص؟
_ كانت صديقتي “أميمة دفع الله الحاج يوسف” درست معي بكلية الهندسة ميكانيكا، وكانت لها الرغبة في مواصلة دراساتها العليا.
{ ما ورد الألمان عليك؟
_ رفضوا بحجة أن المنحة لا تحول لشخص آخر.
{ ذكرت أن الشخص الذي تقدمت بأوراقك له رفضها بأية حجة؟
_ لم يكن رفضاً ولكن خطـأ في التعبير، كان يريد أن يقول لي إن شهاداتي أكبر من الوظيفة.
{ وأصبح زوجك في ما بعد؟
_ نعم.
{ كيف تعرف عليك بعد ذلك؟
_ تعرف على والدي ونحن في أسبانيا، وأصر والدي أن ينزل معنا بالشقة فربطت علاقة بينه والوالد وأذكر في اليوم الذي كان فيه الوالد مغادراً إلى السودان ووقتها كان طول اليوم على “المصلاية”، في الصباح دخل عليه “أحمد نومان” وهو الاسم الحقيقي له وأصبح فيما بعد “أحمد نعمان”.. والدي في ذلك اليوم كان يدعو له.
{ ماذا كان يقول؟
_ كان يقول اللهم أجعله ابناً صالحاً لي في دنياي ومعاشي وعاقبة أمري.. اللهم أعز به الإسلام وأعز الاسم به، في تلك اللحظة دخل عليه “نومان” وسألني ماذا يقول أبوك، قلت: ارفع يديك وقل آمين وفعل حسب ما قلت له.
{ وبعدها؟
_ تلك العلاقة جعلته يزور السودان كل فترة، وخلال زيارته كان يذهب إلى الوالد بالمنزل، فبدأ الوالد يشرح له الإسلام وبدأ يمشي معه إلى الحسن الإدريسي وحمد النيل، فبدأ يتعرف على تقاليدنا وتراثنا.
{ اعتنق الإسلام؟
_ نعم.. وكان لوالدي فضل كبير في ذلك.
{ وكيف تقدم لخطبتك؟
_ جاء إلى الوالد وطلب يدي منه.
{ ماذا كان رد الوالد؟
_ قال له: ننتظر “نجوى” حتى تأتي.
{ هل وافقت على طول بعد حضورك؟
{ سألت الوالد أولاً: هل استخرت؟ قال: نعم، ووجدت الخيرة فيه طيبة.
{ ثم ماذا بعد ذلك؟
_ قال له الوالد نحن ما بنتزوج فرد وإنما بنزوج أسرة لأسرة، فلابد أن يحضر أهله، وبالفعل ذهب إلى ألمانيا وأحضر سبعة وثلاثين من أسرته بمن فيهم والدته البالغة من العمر خمسة وثمانين عاماً وأخواته وأزواجهن وأولاد وبنات عمه.
{ العرس كان أسطورياً؟
_ نعم.
{ من الذي غنى فيه؟
_ العرس استمر أسبوعاً، وغنى فيه “شرحبيل أحمد” وقبل أيام مرت عشرين عاماً عليه فطلب زوجي أن يأتي “شرحبيل” مرة أخرى.
{ هل غنى فنانون آخرون؟
_ غنى “عز الدين أحمد المصطفى” و”عاصم البنا” في رحلة نيلية و”عقد الجلاد”.
{ كم لك من الأبناء؟
_ بنت واحدة سميناها “نفيسة”.. الآن بإحدى الجامعات الألمانية.
{ إذا أعدناك للماضي.. هل كانت لك علاقة بالسياسة وإلى أي التيارات تنتمين؟
_ السياسة في كل شيء، في أكلنا وفي شرابنا، والسياسة هي الوطن.. فأنا ليس لي انتماء محدد ولحزب محدد.
{ أنتِ من أسرة أنصارية ووالدك اتحادي وأسس مع آخرين حزب الأشقاء فإذا خيرت إلى أي حزب تنتمين الأمة أم الاتحادي؟
_ لا استطيع أن أحدد لأي حزب أنتمي، لكن سأجمع بين الاثنين، وكل ما يفيد الوطن سأكون معه.
{ ذكرتِ أن الوالدة رحلت عن الدنيا وهي صغيرة حدثينا عنها؟
_ الوالدة “نفيسة سالم عمر” من أوائل المعلمات اللاتي تخرجن في كلية المعلمات وكانت لها بصمات واضحة في حياتنا، فكانت فنانة تشكيلية عرضت رسوماتها في لندن مع “شفيق شوقي”، ومن زميلاتها “نفيسة أحمد الأمين”، “عمائم آدم”، “ثريا أمبابي”، “فاطمة طالب” و”السريرة مكي”.. ووقفت إلى جانب الوالد في عمله السياسي، وكانت تجهز المنزل لاجتماعاته وتكتب التقارير بخط يدها، وكان لها دور مع الوالد في الحركة الوطنية، فزرعت فينا حب الوطن.
{ هل لك برامج تحرصين على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
_ أتابع نشرات الأخبار بـ(B.B.C) و(CNN) و(الجزيرة)، وعندما افتح القنوات السودانية أشاهد برنامج (أغاني وأغاني) وأستمتع بضحكة الأستاذ “السر قدور”.
{ النساء مغرمات بدخول السوق.. هل أنتِ منهن.. وما هي المقتنيات التي تحرصين على شرائها؟
_ علاقتي بالسوق ضعيفة.
{ ولا شراء الذهب؟
_ لست من محبي شراء الذهب، لكن ممكن الأحجار الكريمة.
{ والثياب؟
_ بدأت ألبسها قريباً بعد المبادرات التي قمت بها، وقلت لا يمكن أن أدخل القصر أو على مكتب السيد الرئيس بالبنطلون والبلوزة أو اللبسة الأفريقية التي كنت أرتديها خلال فترة عملي بالأمم المتحدة.
{ هل كانت لك هوايات؟
_ أنا أكاديمية.. لكن فشلت في تعلّم البيانو.
{ وفي مجال الفن والغناء لمن تستمعين؟
_ “كابلي”، “أحمد المصطفى” و”شرحبيل أحمد”.
{ وعلاقتك بالمطبخ؟
{ في ﭬينا كنت حريصة على دعوة أي وفد سوداني لزيارة منزلي، لذلك أجيد عمل “الضلع” بالفرن والبطاطس.. الحاجة الوحيدة الما بعرف أعملها “عواسة الكسرة”.
{ الناس مفتونة بــ(هلال- مريخ).. أيهما تشجعين؟
_ أنا مريخابية.
{ مباراة عالقة بذاكرتك طرفها المريخ؟
_ مباراة المريخ ومازيمبي الأخيرة بالخرطوم.
{ هل تدخلين الاستاد؟
_ عندما كنت طالبة بجامعة الخرطوم كنت أشارك الزملاء الذين يمارسون الرياضة، فكنت أشجعهم وعند الانتصار كنت ألوح بطرحتي البيضاء.
{ مدن ودول عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
_ داخلياً مدني وبورتسودان وعدد من مدن الجنوب.. أما خارجياً فعمان عاصمة الأردن وهراري ويوغندا ورواندا وتايلاند والصين وبورما وباكستان والهند ونيبال.
{ وأم درمان؟
_ المدينة عشقتها وتربيت فيها، وسنحاول أن نجعل منها مدينة نظيفة باستجلاب عدد من المستثمرين، وألاحظ الآن الأستاذ “أمير عبد الله خليل” بدأ في عملية النظافة بواسطة شباب الحي، لأن النفايات تقلقني جداً.
{ وأسرتك الممتدة؟
_ لدى عدد من الأخوات “علم الهدى” اختصاصية نساء وتوليد رحلت عن الدنيا بأزمة مفاجئة لم يستطع الأطباء إنقاذها ولم يمضِ على زواجها عشرة أشهر، وشقيقي “ناجي” يعمل الآن بالمملكة العربية السعودية وآخرون في وظائف مختلفة.
{ وماذا تعملين الآن؟
_ أنا نائب رئيس المجلس الأعلى للجاليات بالخارج، ومستشارة للعديد من دول العالم.
حوار – صلاح حبيب- المجهر