الاعمدة

الكل يقر بالفشل!!

كلما أستمع الى حوار مع مسؤول من الحكومة أو الأحزاب المشاركة بإسم الحرية والتغيير الا ونطقوا بفشل الحكومة وعدم تقديمهم ما كان بصبوا اليه الشعب.
أمس الأول وفى حديثه فى منبر سونا إن جاز ان نسميه اعترف الباشمهندس عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السودانى بفشل الحكومة وعدم إستطاعتها تقديم بند وتحد مما كان ينتظره الشعب منها خلال التسعة أشهر الماضية بل قال إن المعتقلين بالسجون الان من النظام السابق للأسف لم يقدموا الى المحاكمات كما قالها من قبل الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة.
اذا الكل يعترف بالقصور وعدم الإيفاء بمتطلبات الثورة فما الحل والفترة الانتقالية تشارف على إكمال عامها الاول، لم يتوقع المواطن أو الثوار الذين ضحوا بآلاف من الشهداء أن يكون المصير بهذه الطريقة لأن الكل حينما خرج الى الشارع كان يتوقع أن تعود الى المواطن كرامته وان يعود الإقتصاد اكثر عافية لكن للأسف الكل حتى منسوبى النظام السابق أحبطوا لما آلت اليه البلاد من ترد في الخدمات وانفلات في السوق الذى أصبح ماردا لم تستطيع أى قوة كبح جماحه.
ثورو ديسمبر التي رواها الشباب بدماءهم الطاهرة كنا نتوقع لها المضى فى المسار الصحيح وأن تعود البلاد الى أمنها وإستقرارها لكن للأسف اندلعت الصراعات في كسلا ودارفور وراح ضحية تلك الصراعات نفر من ابناء هذا الشعب الأبي الصابر ان اعتراف أعضاء الحرية والتغيير او مسؤولى الحكومة الإنتقالية يؤكد أن الكل ليسوا على قلب رجل واحد فالكل يريد ان بحقق مكاسبه الشخصية على حساب هذا الشعب المسكين..نسمع كثير من اولئك المسؤولين ان النظام السابق ترك خرابا ودمارا ليس بمقدور هذه الحكومة إصلاحه في فترة وجيزة، صحيح ترك خراب ودمار ولكن كما قال البشمهندس عمر الدقير لم يستطيعوا انهاء بند واحد لمصلحة الشعب حتى المعتقلين من النظام السابق لم يقدموا الى المحاكم ليقولوا والله هؤلاء حاكمناهم وطوينا هذا الملف لنمضى الى بقية الملفات الاخرى،، كل الاحاديث التى تدور من قبلهم اننا نعمل على هيكلة الاقتصاد وهيكلة الاجهزة الامنية والشرطية طيب هل هذه الهيكلة تتطلب كل هذا الوقت الانقاذ حينما جاءت خلال فترة وجيزة اصدرت كشوفات المحالين الى المعاش ممن تعتقد انهم يقفون فى طريقها لم يمض وقت طويل على معرفة من هم مع الثورة ومن هم ضدها..ان ثورة ديسمبر تعرف تماما من هم رموز النظام السابق فاما تتركهم يعملوا معها طالما رفعت شعار حرية سلام وعدالة واما ان تصدر قوائمها باحالتهم الى الصالح العام حتى تتمكن من تنفيذ متطلبات الفترة الانتقالية ولكن ان يخرج الينا كل فترة مسؤول ويقول والله ناس النظام السابق ما خلونا ننفذ برنامجنا فهذا الفشل بعينه لان الفترة الانتقالية لن تقف فالايام ماشه فان لم تفعل فيها شيئا فالتاريخ لن يرحمك فمن الأفضل أن تقيل كل من يقف فى طريق الثورة ومن ثم تحاول ان تدافع عن قناعاتك بما تراه مناسب ولكن البكاء على اللبن المسكوب لن يجدى والشعب بدأ يتململ من الحالة المتردية التي يعيشها وللظروف الاقتصادية التي يعيشها فحتى الزيادات التي طرأت على مرتبات الموظفين بعد إجازة الهيكل الراتبي لن تكفى لأن السوق سوف يبتلعها في لحظات فالألف جنيه أو المليون بالقديم الآن يمكن أن تشترى به طماطم وخضار ولبن، أما بقية متطلبات الحياة من تعليم وصحة فلن يكفى المرتب فمن الاجدر لهذه الحكومة أن تعمل على ضبط السوق وان توقف الزيادات غير المبررة في السلع الإستهلاكية خاصة وان معظمها ينتج داخل البلاد فلم يتم استيراد الطماطم او اللبن او العدس او الفاصوليا او الفول فكلها منتجات زراعية جادت بها الارض السودانية والمياه السودانية فليس هناك اى مبرر لكى يكون سعر كيلو الطماطم ١٣٠ جنيه او رطل اللبن ثلاثون جنيها فالحكومة قبل أن تعمل على زيادة المرتبات كان من المفترض ان تجلس مع المنتجين لمعرفة الاسعار الحقيقية ووقف السماسرة والوسطاء حتى تصل السلع الى المواطنيين باسعارها الحقيقة بدلا من أن تذهب كل تلك الاموال الى العاطلين من السماسرة والفاشلين.
. ان الحكومة الانتقالية طالما اهلها اعترفوا بهذت الفشل نقول بركة الجات منك يا بيت الله ولكن عليهم ان يفكروا فى المعالجات السريعة قبل الانهيار الكامل وافساد كل الذي ضحى من اجله الشباب الذى فقد روحه وتضحياته من اجل مستقبل زاهر وغد مشرق لوطن كان يحلمون ان ينهض مثله ومثل بقية الدول من حولنا

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية