في جولة قبل انطلاقة مارثون انتخابات القضارف: ضعف الخدمات وأزيز البعوض .. تحديات تنتظر التغيير في الولاية
مع اقتراب نهاية جدول الحملة الانتخابية لمنصب والي ولاية القضارف، بات حال مواطن الولاية رهينة لمنافسات المنتخبين الذين يتسابقون على كرسي حكم أغنى بقعة يقطنها أفقر شعب.
ومنتخبو القضارف اتخذوا حياة الناس هنالك حلبة للتعارك والمزايدة من أجل كسب جولة الانتخابات التي لم يسمع بها ثلثا سكان الولاية الذين يفتقرون لأدنى مستويات العيش الكريم.
جولة في ميادين الصراع السياسي
مع انطلاقة الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية قامت (المجهر) بجولة ميدانية شملت معظم قرى محليات القضارف لرصد هموم وقضايا المواطنين هنالك ومدى ملامستها لتلابيب الساسة المقبلون على تبوّء مقعد الحكم الوثير.
القضارف مدينة في رداء قرية!!
الذي يرى مدينة القضارف لأول مرة حتماً سيصاب بالدهشة، خاصة إذا كان يعلم أنها من المدن التاريخية، ولكنها الآن وقد تحولت إلى مدينة ترتدي ثوب قرية، تعوزها كافة الخدمات خاصة الصحية على حسب إفادة وزير الصحة بالولاية الدكتور “موسى بشير موسى” الذي أكد أن بالولاية مستشفى مرجعي واحد فقط، في الوقت الذي تحتاج الولاية لاثني عشر مستشفى مرجعياً توقع قيامها في عام 2016م.
وأما على مستوى الرعاية الأولية فيقول: “لدينا عجز في عدد القابلات نسبته 41%، كما أعلن عن نقص حادٍ في المراكز الصحة الأولية في كل المحليات.
بيئة تحتاج لإنقاذ عاجل
رغم الموقع المتميز لمدينة القضارف على سفوح الجبال والتلال الذي منحها مسحة من جمال فريدة، إلا أن بيئة المدينة تحكي عن تدهور مريع في خدمات الصحة ونظافة البيئة، مما أدى لتكاثر الناموس و الباعوض بصورة تجعل النوم محرماً على سكانها منذ الغروب وحتى شروق الشمس، معظم شهور العام على حسب إفادة الكثير من السكان بأحياء متفرقة داخل المدينة.
مدارس لا تخرج طلاباً !
وإن كان وزير الصحة فجر بركان غضبه ولم يتوارَ، إلا أن وزير التربية والتعليم بالقضارف توارى بنفسه ولم تفلح محاولات (المجهر) لأكثر من أسبوع في مقابلته للحديث حول مستوى التعليم بالولاية التي بعض مدارسها ظلت منذ حوالي عقدين من الزمان لم تخرج طالباً واحداً، كما هو حال مدرسة (البرنو) بمحلية القريشة التي لم تخرج إلا ثلاثة طلاب فقط منذ حوالي 28 عاماً، حسب إفادة سكان القرية نفسها.
تغرق في الخريف وتعطش فى الصيف!
معروف أن ولاية القضارف تشهد هطول أعلى معدل للأمطار في موسم الخريف، لكنها في فترة الصيف تعيش أسوأ حالات العطش سنوياً، إذ تكاد المياه تنعدم تماماً في معظم الأحياء العريقة كما حدث في حي ديم حمد خلال زيارة (المجهر) للمدينة الأيام الماضية مما يجعل سعر برميل مياه الشرب يخرج عن مقدرة الكثير من السكان هناك.
أزمة مياه في مناطق التعدين
وفى مناطق التعدين بمحلية البطانة التابعة لولاية القضارف بلغ سعر تنكر المياه أكثر من (300) جنيه مما تسبب في أزمة حادة في تلك المناطق منذ عدة أيام.
وعزا أصحاب تناكر المياه بالمنطقة –فضلوا عدم ذكر أسمائهم- ارتفاع أسعار المياه إلى كثرة الرسوم والجبايات التي تتحصلها محلية البطانة منهم باستمرار، خاصة في بداية الفترة الصيفية نسبة لازدياد عدد التناكر التي تعمل في نقل المياه لمناطق التعدين.
وناشد المعدنون جهات الاختصاص بحمايتهم من الضغوطات التي يمارسها متحصلو محلية البطانة عليهم، خاصة في ظل غياب الحكومة الولائية التي وجهت كل أنظارها نحو الانتخابات التي تجري هذه الأيام بالولاية.