الاعمدةعز الكلام

من النظام البائد للنظام البائخ .. تطير عيشتنا !!

ما عاد الحديث عن فشل الحكومة الانتقالية هو نوع من تكسير المجاديف لها كما ظل يروج البعض لذلك، وما عاد منطقياً شيطنة وكوزنة الناقدين لأدائها كما ظل يروج بعضهم لذلك طوال الشهور الماضية وما أن يجاهر شخص أو يلمح مجرد تلميح بفشل حكومة حمدوك إلا وتنفتح عليه نيران جهنم من كل الاتجاهات. أقول ما عاد الحديث عن فشل هذه الحكومة حصريا على معارضيها حسب ما يجتهد البعض لتصنيفهم وها هو الأخ الشفيع خضر أحد عرابي هذه الحكومة يقر ويعترف بفشلها في مقال طويل عريض على صفحات القدس العربي حيث وصفها بأنها حكومة عرجاء تكاد أو كادت أن تسقط وأن السبب الوحيد لبقائها هو جذوة الثورة التي لازالت متقدة في البيوت والشوارع والقلوب.
وذهب الرجل إلى أبعد من ذلك صدقاً وشفافية حيث قال إنه لولا جائحة كورونا لحدثت تداعيات سياسية كبيرة كانت بالتأكيد ستعصف بهذه الحكومة الفاشلة، وطبعاً لا يستطيع أحد أن يزايد على الشفيع خضر أو يصفه بأنه الكوز المنتفع الاستغلالي (الاتقفلت منه الماسورة) وهي التهمة الجاهزة لأي شخص ينتقد حكومة حمدوك الفاشلة بجدارة لإخراسه وإسكات صوته أو كسر قلمه. لكن دعوني أتحدث عن نقطة أساسية ومهمة وضرورة من الضروريات وأولوية من الأولويات مفقودة في هذه الحكومة وهي مسألة العلاقة الإنسانية والوجدانية بين أفراد هذه الحكومة والشارع السوداني أو حتى الرباط العاطفي الملموس.
ويا كافي البلاء ومنذ أن تكونت هذه الحكومة لم نشاهد تمازجاً ولا تداخلاً ولا حضوراً لأعضائها في سوح المجتمع السوداني وليست هناك لغة تواصل بين أفرادها والشعب السوداني، وهناك هوة واضحة وفرقة كبيرة لم يستطع أن يملأها الدكتور حمدوك، والشارع تعوّد أن تكون جسور التخاطب ممتدة بينه وبين قادته إن كان ذلك عبر اللقاءات الجماهيرية المفتوحة أو حتى الملمات الاجتماعية الممتدة التي تسمح بلقاءات داخل الكيانات والبيوتات أو حتى المؤسسات.
معقولة يا أخوانا حتى الآن الشارع السوداني لا يعرف حمدوك الذي أيده واحتفى به وعلق عليه الآمال، إلا من خلال شاشة التلفزيون (زيو وزي نجوم السينما)، معقول أن الرجل لم يزر حتى الآن الولايات والمدن والقرى والحلال؟ معقول أن الرجل حتى الآن لا يعرف الأسواق ولا الأحياء ولا الحواري؟ طيب حتحكمها كيف يا معالي دولة الرئيس وهي بعيدة عن عيونك وبالتالي هي بعيدة عن وجدانك؟
وما ينطبق على حمدوك ينطبق على بقية أعضاء حكومته الذين جاء بهم الشارع فأصبحوا بعيدين عنه، يجلسون في مكاتبهم، وكان فتح الله عليهم بكلمة تكون عبر منصاتهم في تويتر والفيسبوك. (هوي يا جماعة تويتر منو؟)، نحن لسنا امريكا ولا كندا، نحن السودان بخصوصية ناسه وخصوصية أزماته وتفاصيل مشاكله وقضاياه، (والغبش ديل) الحوار معهم لا يكون عبر تويتر، الحوار معهم يجب أن يكون وجهاً لوجه وكتفاً بكتف ونفساً يلامس نفساً وروحاً تقترب من روح، وحكومة الثورة يجب أن تتميز بالانفعال والفعالية.
هذا البرود وهذه (البياخة) لا تشبه غليان الشارع وانتظاره على أحر من الجمر أن تتحرك حكومته في اتجاه الحلول الناجعة والمرضية وأن يتنزل المسؤولون إلى أرض الواقع في المستشفيات والأسواق وعند المطبات والحفر والكوش.
فيا سادة يا كرام حتى متى سيظل شعبنا الصابر لا يخرج من حفرة إلا ويقع في بئر؟ ها هو يتخلص من النظام البائد، ليقع في شباك النظام البائخ..
والله في.

كلمة عزيزة

لا بد أن نعترف أن صمود قواتنا المسلحة والمخابرات وقوات الدعم السريع والشرطة أمام الضربات التي يوجهها لها البعض بجهالة وغبن عجيب لولا صمودها لتداعى هذا البلد وسقطت الجدران التي تحميه وأصبح شرفه وأمنه بلا قيمة (زي جنيهنا السجمان).

كلمة أعز

الفيديو الذي ظهر فيه الطبيب وهو يطالب الأطباء بالعمل وإنقاذ المرضى، فيديو كشف حجم الخذلان والكارثة التي نعيشها. أمال شنو الجيش الأبيض؟! في جيش يشرد من مواقعه الأمامية ويتركها مكشوفة للعدو.؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية