إنقسام داخل الجيش ، واعلان “الريح محمود” رئيسا للحركة المنشقة..
حركة "مناوي" ..شظايا الخروج من الجبهة الثورية تصيبها في مقتل!!
تقرير: رشان أوشي
على نحو مفاجئ، أعلنت “حركة تحرير السودان”، إحدى فصائل تحالف “الجبهة الثورية” انشقاقها عنه ، وبعث رئيسها”مني اركو مناوي” بخطاب للوساطة الجنوب سودانية، يعلن فيه خروجهم عن التحالف وإلتزامهم بالتفاوض على مسار دارفور، سرعان ما اضطربت الإمور وتضاربت التصريحات ، حيث أكد رئيس “الجبهة الثورية” “الهادي إدريس” تماسك التحالف ،نافيا حدوث إنقسام، انما خروج فصيلين فقط .
نزاع رئاسي:
عزا القيادي والمفاوض ب”الجبهة الثورية” عن “تجمع قوى تحرير السودان” ،”صلاح حامد” مغادرة “مناوي” لعدم رضاه عن إنتقال الدورة الرئاسية للتحالف لغيره ، مردفا: ” عدم رضاه بدأ واضحآ في منتجعات العين السخنة بجمهورية مصر في سبتمبر/٢٠١٩ الماضي عندما عملت الجبهة الثورية على إكمال هيكلتها، ناقشنا هذا الأمر في اجتماعات المجلس القيادي ، وتنازلنا وغيرنا عن الدستور لاستحداث موقع لنائب رئيس ثاني لمني بجانب رفيق /مالك عقار رغبةً من الجميع لوحدة الجبهة”، واضاف “حامد” في حديثه ل(المجهر) “مناوي” ظلل يكرر سلوكه هذا ، وبدأ في كتابة تغريدات على “تويتر” محاولا نسف ما حققته “الثورية” من إختراق في التفاوض منها الاتفاق على نسبه (30%) من الخدمة المدنية للإقليم، بجانب ملفات أخرى، واثرت تغريداته سلبا على مسار التفاوض.
كشف “صلاح حامد” عن مطالبة “مناوي” بتغيير هيكلي للمؤسسات من شأنها تقويض دستور الجبهة، رفضتها جميع المكونات، مضيفا: “في نهاية الأمر تفاجئنا ببيان انسحاب مني من الجبهة الثورية في توقيت للأسف غير مناسب وسوف تيضر لا شك بمطالب الهامش.
تداعيات مفاجئة:
وبعد ساعات على هذا التطور الخطير ، اشار نائب “مناوي” ،”د.الريح محمود” في بيان له ، عدم رضاه عن موقف رئيسه، بل وأكد تمسك حركته بالاستمرار ضمن تحالف “الجبهة الثورية” ، قوبل حديثه هذا ، بخطوة إنفعالية من “مناوي” وأعلن عزله من منصبه كنائب رئيس، وابلغ الناطق الرسمي للحركة”محمد حسن هارون” وسائل الإعلام بعدم التعامل مع النائب المعزول ، وفي بيان له اشار فيه الى ان قرار اعفاء “د.الريح” قد صدر بتاريخ 6 مايو 2020، من المجلس القيادي للحركة وذلك لمخالفته المادة 7 الفقرة 2 والمادة 8 الفقرة 1/3/6 والمادة 9 الفقرة 1/7 من الباب الثالث للنظام الأساسي للحركة.
مآلات الإمور:
لم تمر سويعات على قرار عزل نائب رئيس “حركة/جيش تحرير السودان”، “د.الريح محمود” ،حتى بادر قطاع جنوب السكة حديد من وحدات جيش الحركة بإعلان تأييده للنائب المعزول ، وقال اللواء “ابوالقاسم ابو تقالة” قائد قطاع جنوب السكة حديد إنابة عن ضباط وضباط صف وجنود جيش تحرير السودان SLA تأييدهم ومساندتهم ومباركتهم لموقف القائد الدكتور الريح محمود القاطع بعدم مؤسسية قرار القائد مني أركو مناوي بإعلانه إلانشقاق عن الجبهة الثورية”، داعيا بقية وحداث جيش تحرير السودان بالحذو بموقفه.
ومن جانبه ، برر “مناوي” لخطوته بتلك بأنها جاء نتيجة حالة الإستقطاب الحادة والشللية في داخل الجبهة الثورية ، وقال: “تقدمنا برؤية لقيادة جماعية للخروج من هذا الوضع الشائه المشلول،لكن ذلك جُوبه بالرفض من بعض الفصائل مما يعني أن إعلان الإنشقاق من جانب الرافضين للاصلاح”.
وحاول “مناوي” ،أن يضمن وجود حركته ضمن حلف آخر ، كان هو بنفسه قد اوضح في عدة مناسبات عدم رضاه عنه، والعمل خارج اطره ، تحالف “نداء السودان” ، حيث أعلن التزامه التام بوجوده فيه، قائلا: “نحن في حركة جيش تحرير السودان ملتزمون بعضويتنا في نداء السودان ونعمل من داخله على إصلاحه مع إخرين وفي سبيل إدخال إصلاحات هيكلية “، مضيفا: “ونحن على إستعداد للعمل وفقاُ لاي صيغ في قيادة جماعية مناسبة ، كما نعمل على عمل إصلاحات داخل قوى الحرية والتغيير مع القوى الحريصة لبناء تحالف ثوري متماسك وقادر على التصدي لتحديات المرحلة المقبلة. وسوف نقوم بالتنسيق مع القوى الساعية لحماية وتعزيز الفترة الانتقالية بإصلاحات جذرية. كما أننا نضع عملية السلام على رأس القضايا الانسانية.
واشار “مناوي” من قبل الى خلافات بينهم وقوى الحرية والتغيير ،ووصفهم بالنخبة التي شاركت في مظالم تاريخية لأهل الهامش على حد تعبيره.
وبالتالي، فإن خروج مناوي عن الجبهة الثورية تسبب في انقسام حركته ، واصبح تأثيره على مهب الريح، مما قد يقلل من فرصه في التفاوضية.