حوارات

في جلسة حوارية ساخنة مع معتمد الخرطوم اللواء "عمر نمر"

محاور مختلفة وحزمة قضايا ملحة تطرق إليها معتمد الخرطوم اللواء “عمر نمر” في جلسة حوارية ساخنة بمكاتب الصحيفة وهو يسجل زيارة مفاجئة الأسبوع الماضي، كانت الخدمات على رأسها وقضايا المشردين، بجانب فوضى الأسواق والباعة المتجولين وأزمة المواصلات وسبل معالجتها بصورة جذرية، علاوة على الشراكات مع المجتمع في تأهيل المدارس بالأحياء الشعبية، وقضية (كشات) النظام العام وعمليات مداهمة المنازل والأماكن المشبوهة، ومحاور أخرى لا تقل أهمية تجدونها في هذا الحوار..
{ السيد المعتمد دعنا نبدأ من آخر قراراكتم بشأن إغلاق أندية المشاهدة.. الملابسات والأسباب؟
– فيما يختص بأندية المشاهدة في الغالب تأتي للجنة أمن المحلية تقارير من الأجهزة الأمنية المختلفة، وتقارير من الاستخبارات والشرطة وتقرير الجنائي، وكلها أشارت إلى وجود خلل في أندية المشاهدة بالسوق المركزي والمحلي، وتحدثت التقارير عن بعض الممارسات في وسط السوق العربي (الجحارة) القديمة وقد أصبحت أوكاراً للجريمة وبها شماسة، بجانب أنها تعرض أفلاماً إباحية وتُعرض فيها المخدرات وتساعد في توزيع الخمور، وعلى إثر ذلك أصدرنا قراراً بإغلاق أندية المشاهدة بالسوق المركزي، لكن القرار عُمم عند نشر الأخبار. وأشير إلى أنه تم إغلاق جميع أندية المشاهدة، أما فيما يخص بقية الأندية والأندية الرياضية فهي غير معنية بالقرار، بل العكس (40%) من هذه الأندية قد وفرنا لها أجهزة تلفاز وشاشات، بجانب الطبق الهوائي وكروت (الديجتال)، علاوة على شاشات في الساحة الخضراء للمشاهدة.. عموماً كل ما تحت الشمس نحن معه وكل ما تحت الظلام ضده، وهذه الأندية التي تم إغلاقها في الأصل هي غير شرعية وتوجد في أسطح المباني التجارية وأتمنى أن تذهبوا لمشاهدتها، واهتمامنا بالأندية التي توجد في السوق المركزي يأتي في إطار خطة تأهيل السوق، والآن قمنا بنقلة كبيرة، ودفعنا ما يعادل (11) مليون جنيه مقابل تأهيل السوق المركزي، والآن توجد به مبانٍ تجارية ضخمة جداً خاصة بالجملة والقطاعي، حتى ناس التوابل، والفريشة الآن هم في ظل دائم، والسوق سيتم إغلاقه بسور يغلق لأربع ساعات في اليوم للنظافة ويفتح مع أول ضوء في الصباح، وغالباً ما يتم افتتاح السوق بشكله الجديد في يوم 15 مارس المقبل، والتطوير القصد منه كل المظاهر السالبة.
{ السيد المعتمد.. ربكة واضحة في المواصلات داخل الميناء البري وما يزال هناك سماسرة بجانب هروب البعض من بصات السفريات من الميناء؟
– بالنسبة للربكة بالقرب من الميناء البري صحيح أن هناك مشكلة، وأنا رئيس مجلس إدارة الميناء البري وقد تمت مناقشة هذه المشكلة في مجلس الإدارة، وهي بالفعل من الظواهر السالبة جداً على أداء الميناء وقد اتخذنا قراراً بمعالجتها، وتم تشكيل تيم مشترك من شرطة المرور والشرطة العامة والنظام العام وضباط الخدمات، وهؤلاء سيقومون بعملية إعادة كل العربات السفرية إلى داخل الميناء وتكون التعرفة محددة والنظام محفوظاً.
{ منطقة جاكسون في وسط الخرطوم ما تزال تشهد فوضى الباعة المتجولين والفريشة؟
– واحدة من المعالجات للفريشة عملنا خمسة أسواق هي (أسواق القدس، أسواق الخيل، صالح باشا، الصحافة وسوق الكمبوني)  وسنعمل على تسكين (3) آلاف من الفريشة في هذه الأسواق القصد منها التنظيم، لكن في نفس الوقت واجهتنا مشكلة (جاكسون) نسبة لوجود قطاع خاص وهي شركة (كركر) والآن سميناها محطة السكة الحديد، و(كركر) اهتمت بالاستثمار ولم تهتم بالخدمات، لذلك حدثت زحمة مطاعم ومقاهٍ وغيرها داخل الموقف (ودفعنا القروش وعملنا تسوية)، والآن الموقف آل إلينا، (ونحن أول حاجة عملناها الخدمة قبل الاستثمار).
{ هنالك مشكلة يعاني منها الذين يقطنون الولايات المجاورة ويعملون في الخرطوم وهي أن الميناء البري لا يعمل بعد (المغرب) وبالتالي لا يوجد (منفستو) يمكنهم من السفر ليلاً؟
– هذه نقطة مهمة جداً سنعمل على حلها بحيث يكون (المنفستو) متوفراً للمركبات التي تسافر ليلاً.
{ كذلك هناك مشكلة مواصلات حقيقية في أيام (الخميس) و(السبت) و(الأحد).. هل بحثتم في السبب الرئيسي وما هي المعالجة المقترحة؟
– السبب الرئيسي هو أن كثيراً من الحافلات العاملة قطاع خاص، والقطاع العام في النهاية بحل المشكلة، وبدأت الولاية في عملية التأهيل والصيانة.. كانت تعمل في البداية نحو (300) بص والآن تقريباً (600) بص، ونجد أن هناك نقلة حدثت بالفعل، فإذا وصلت الـ(200) بص الأخرى تكون المشكلة قد حُلت، وأفتكر أن المعالجة كلها تكمن في الترحيل العشوائي، (وإذا قدرنا على دي تكون حُلت تماماً).
{ ما تزال منطقة وسط الخرطوم تعاني من الروائح النتنة حتى الموقف الجديد؟
– (الحمامات) كثيرة في الموقف بالقرب من جامعة السودان، ونحن الآن نمضي في التطوير والمعالجات، ونمضي حالياً في الإنارة ونعمل بصورة جيدة، وكل هذه المشروعات اتفقنا أن نقوم بافتتاحها مجتمعة.. خلال زيارتي لسوق (عمر) بموقف (جاكسون) اشترطنا عمل حاجز بين المشاة والمرور، وسيكون التسوير من كوبري الحرية إلى (200) متر في اتجاه الشرق شمالاً وجنوباً، وصدقنا على ذلك، وستتم عملية التسوير، وإذا تم ذلك سيكون المارة باتجاه والعربات باتجاه آخر، وبالتالي لن يكون هناك مجال للفريشة الذين سنقوم بإدخالهم إلى السوق، وبدأنا بالفعل في إزالة المخالفات، وما سيساعدنا أكثر هو المحطة الجديدة، محطة (شروني)، وهي مستأجرة وستكون محطة للخط الدائري فقط، وسيتم تسويرها، وسنقوم بنقل مواصلات جنوب الخرطوم وشرقها إلى هذا الموقف ولن تدخل بعد ذلك إلى وسط الخرطوم.. والسؤال كيف يصل الشخص الذي يعمل في وسط الخرطوم من هذا الموقف؟ نقول إننا سنعمل على تخصيص مواصلات دائرية تقوم بنقل المواطنين إلى مواقعهم في الوسط وبسعر رمزي، لم نتفق عليه بعد (والحاجة الثانية) التي قمنا بها لمعالجة مشكلة زحمة المواصلات هي المواقف المحجوزة، ولدينا موقف واحد في منطقة شرق واحة الخرطوم، وبدأنا في عمل المظلات وسنقوم بسحب عربات الشركات والمحال التجارية المجاورة، وبعد ذلك لن تكون هناك عربة واقفة إلا عربة الزبون وهذه سنقوم بمعالجتها.. طبعاً المواقف بنظام الاشتراك السنوي وهي أول تجربة في السودان، بعدها حددنا أربعة مواقع كمواقف محجوزة نعمل فيها الآن، استمررنا في الإنارة والسفلتة، ونحرص حتى يونيو المقبل على أن لا يكون هناك تراب في منطقة وسط الخرطوم.. شارع (السيد عبد الرحمن) سيتم فيه تغير للصرف الصحي (600) متر (فيه موية) تحت شبكة (3) آلاف كيلومتر، وسيبدأ العمل فيه غالباً نهاية الشهر الجاري، وخلال عشرين يوماً سينتهي العمل، والآن نحن نعمل مع التخطيط لتخصيص المحطات البدائية.
{ هناك مشكلة.. كأنما المحلية تعمل دون إستراتيجية والسؤال ما هي خططكم الاجتماعية والاقتصادية لمعالجة مشاكل المواطنين خاصة وأن هناك معاناة وإشكالات في الشارع وغيرها؟
– تقصدون الخطة الإستراتيجية.. بالمناسبة لدينا إدارة نشطة جداً اسمها إدارة التخطيط الإستراتيجي في ولاية الخرطوم وهي قد تتفوق على الإدارة القومية وهي تراقب المحليات، وحريصة جداً على أن تكون خطتها مدروسة وتخرجها بعد إبداء الملاحظات كافة، والآن توجد خطة إستراتيجية (3-5) ويبقى بعد ذلك التنفيذ، لكن يظل الأصل أن الناس تلتزم بالمعالجات مع تنفيذ الخطة الموضوعة، وتركيزنا الآن في البنى التحتية، (وفي أي بلد أهم شيء للتطوير هو إنشاء الطرق والموية والكهرباء)، ثم الصحة والتعليم، وأفتكر إذا وفرنا بنية تحتية من خلال خطتنا فإن التطور سيحدث.. التجارة تتحرك وكذلك الصناعة والزراعة.. وفي مجال الطرق في محلية الخرطوم نفذت الوزارة (65) ألف كيلومتر في 2012م، والطرق أيضاً مرتبطة بالمواصلات.. الشيء الثاني، المدارس، وقد افتتحنا من 2012م حتى اليوم مدارس مستقبل وبدل أن يذهب الطالب إلى مدرسة خاصة يدرس في مدرسة حكومية نموذجية. في السابق كان الإجلاس ضعيفاً، الآن كل الطلاب يجلسون، وفي السابق يكون المعلم واقفاً والتربيزة فيها (5) معلمين الآن نسبة (50%) تم إجلاسهم هذا العام والمتبقي سيُكمّل.. وهذه نماذج.. تبقى مشكلة المواصلات، كرؤية إستراتيجية الوالي قام بعمل مجلس استثماري اقتصادي، وتلاحظ أن واحدة من مشاكل البصات الصغيرة أن حمولتها قليلة وتصرف في المقابل وقوداً كثيراً، لذلك لجأوا إلى البصات كواحد من الحلول، وتم إدخال دفعتين من البصات وتبقت دفعتان، لكن مع كل هذا فقد ذهبوا في اتجاه جديد، هو السكة الحديد، لكن بشكل جديد عبر خطوط محددة هي الخطوط البعيدة لربط محليات الولاية المختلفة مع المدينة، الآن متاح خطان، بحري والخرطوم، وخط أم درمان غير متاح وبقية المحليات، والكثافة تتركز في بحري والخرطوم جبل أولياء وشرق النيل، والمناطق الأخرى سيلجأون فيها إلى النقل النهري، وهذا يتم بتطوير الموانئ وتهيئتها، والآن وصلت ماكينتان لإزالة الأطماء من ضفاف النيل لبدء العمل في تطوير المجرى النيلي، وكل هذا عمل إستراتيجي.. العمل الآني هو إدخال حافلات سعة (35) راكباً بشراكة مع النقابات، والولاية التزمت بدعم سعر الدولار بالنسبة لاستجلاب قطع الغيار، وسمحت لهم بالاستيراد وإدخال عربات الـ(سكند هاند) أي المستعملة مؤقتاً مع إسبيراتها، وكل هذا يقوي من الأسطول المتحرك.. الحافلات الجديدة ستدخل وكذلك البصات الجديدة، وأفتكر أنه بمجرد أن يصل عدد البصات إلى الألف ستكون المشكلة قد حُلت.. الشهر المقبل نتوقع أن يصل العدد إلى (700) بص، وبعده ستصل مائة أخرى.. والتاكسي كذلك، هناك مشروع لتمليك أصحاب (التكاسي القديمة) أخرى جديدة.. وفي النقل الطارئ، فقد أعلن عنه الوالي، ومعنى ذلك أن هناك عربات سيتم ترخيصها.
{ الجانب الاجتماعي.. هناك ظواهر سالبة على طروقات الخرطوم؟
– في هذا الجانب، المشاكل الاجتماعية هي وليدة الأزمات الاقتصادية لكن في المقابل لدينا ميزة كشعب سوداني وهي التكافل، معظم المشاكل تأتي من المناطق التي بها حروب وتنعكس علينا في العاصمة، ولكن على مستوى الناس المستقرين في العاصمة لا تحس بأن هناك مشكلة اقتصادية أو اجتماعية كبيرة، تجد الناس (ماكلة وشاربة) وحركتهم عادية، والسبب في كل ذلك هو التكافل القائم، ونحن عندما نذهب لدعم بعض الأسر لاحظنا أن بعضها غير محتاج وجلسنا في الجمعيات المكونة في الأحياء، واكتشفت عجباً عجاب، أن معظم الأسر الفقيرة محصورة لدى لجنة المسجد واللجنة المجتمعية ويقومون بدعم هذه الأسر دعماً شهرياً غير الدعم الذي يقدم في المناسبات والأعياد. واكتشفت، وهذه حقيقة، أن ديوان الزكاة شايل هم كبير جداً عن الدولة في بعض الأحياء يقوم بدعم (3) آلاف أسرة وفي بعضها ألفي أسرة، وجزء من المشردين نتيجة لظروف الحروب فأولئك الذين نتعرف على أسرهم نقوم بتسليمهم، أما الآخرون وهم (عديمو الأم والأب) فقد تم عمل معسكرات لهم يمكن زيارتها في اتجاه سوبا، وقمنا بتأهيلهم ووفرنا لهم فرص تعليم وأُهلوا ذهنياً وعقلياً وعاطفياً، ووفرنا لهم فرص عمل. أما الذين لا يرغبون في الدراسة فهؤلاء تم توظيفهم في هيئة النظافة وهم ممتازون جداً في عملهم وفي التدخل الطارئ، ويأخذون مرتبات مثلهم وبقية العاملين في مشروع النظافة.
{ لكن ظاهرة التشرد والتسول في زيادة برغم المعالجات التي تتم؟
– نحن باستمرار نعمل في اتجاه هذه المعالجات، وهناك جزء من المشردين (حا يظهروا) من جديد نحن مقتنعين إنو طالما هناك معالجة فإنهم سيكونون في زيادة. القصة تحتاج أن تحمل معنا الولايات الهم.. عندنا في الاتجاه الآخر المتسولون، وهؤلاء غالبيتهم أجانب وعملنا لهم معسكراً ونقوم بترحليهم.
{ نلاحظ أن المتسولين يشكلون هاجساً أمنياً فمنهم من يشارك في التظاهرات ويبدو أن المعالجات فقط من منظور أمني؟
– بالعكس، المتسولون لا يشاركون في التظاهرات (وما عندهم شغلة معاها) لكن منظر انتشارهم في العاصمة مزعج جداً، هذا غير الأمراض التي يحملونها وما يقومون به مسيء للمواطن السوداني، والآن هم في المعسكرات، وأصبحوا في الآونة الأخيرة يختبئون ويرسلون أطفالهم، وهم (شبكات)، وسنستمر في أبعادهم.
{ هل يتم تنسيق مع سفاراتهم في الخرطوم لترحيلهم؟
– نقوم بإخطارهم، وسفاراتهم ليست لديها حيلة خاصة دول غرب أفريقيا.
{ السيد المعتمد.. مظاهر سالبة..  نفايات تغطي الشارع.. (رواكيب) قرب إستاد الخرطوم.. إزعاج بـ(الساوند سستم) وسط السوق.. ما هي المعالجات؟
– نمضي الآن في معالجتها جميعاً.. بالنسبة للنفايات في شارع (السيد عبد الرحمن)، فقد عقدت اجتماعاً مع هيئة النظافة ووافقنا أن تفصل المنطقة من شارع (الحرية) حتى (المغربي) وتكون قطاعاً منفصلاً، (لأنو حسينا بأن هناك حركة كثيفة في هذه المنطقة للمواطنين والإفرازات)، هناك أكثر من (100) كشك، أكثر من (90) منها عشوائية، وهذه سيتم ترتيبها، ولمعالجة هذه المشكلة (نحتاج نتعاون مع بعض)، ويكون هناك تبصير من الإعلام للمواطن بأن ما قام به من تشييد كشك بصورة عشوائية أمر خاطئ، وحتى لا ندخل في إشكالات مع أية جهة قمنا بمعالجة مشكلة الفريشة وقمنا بعمل البدائل، وبعد أسبوع لن تكون هذه المظاهر موجودة، (أي فريش عملنا له موقع معزز مكرم) سواء كان رجلاً أم امرأة، بالاتفاق مع شركة وهي تقوم بالتشييد وتأخذ منهم مبلغاً محدداً وهم ليست لديهم مشكلة في الدفع وأي شخص ضعيف عملنا له معالجة بالتخفيض والتقسيط.. المشروع سيتم عبر (3) مراحل.. وبالنسبة لأكشاك الجرائد منظرها (شين) نحن نحاول تصميم شعار لأية صحيفة يكون في المكتبات التي تبيع الصحف، والآن نريد أن ندخل في تعاون وشراكة مع أصحاب الصحف، هذا أفضل بالنسبة لنا ودعاية بالنسبة لهم، والصحف إذا ساعدتنا في هذا المقترح بتصميم شعاراتها فليس لدينا مانع، ويكون منظر المحل عندما تُفتح المكتبة عبارة عن دولاب، وعندما يتم إغلاقها تكون عبارة عن كشك، وهذا الشكل شاهدته في الصين.. طبعاً هذا المقترح سيكون فيه استيعاب للخريجين، وبهذا الشكل نكون قد رتبنا (الجرائد) عبر المكتبات، ويكون معروف لأي شخص أن الشارع (كذا) به مكتبة، وتنتهي العشوائية.
{ السيد المعتمد.. ما الجديد في حالات الفساد الإداري التي تم ضبطها لبعض الموظفين في المحلية؟
– جزء منها فساد إداري وهي الآن في مرحلة النيابة، وذكر الأسماء فيها غير مفيد، وهم أغلبهم موظفون استغلوا السلطة، وهي كمشكلة في طريقها إلى الحل.
{ مبادرة الشراكة مع الأحياء في تشييد المدارس؟
– نحن اتجهنا إلى الشراكات مع المجتمع في أي شيء، مثلاً المدارس نقوم بتأهيلها وصيانتها مع بعضنا البعض، كأن أقوم بتوفير كل المواد مهما بلغت تكلفتها وفي المقابل تكون عملية التأهيل مسؤولية أهل الحي، وهذه الشراكة نجحت بالفعل وفي فترة وجيزه قمنا بتأهيل أكثر من (30) مدرسة تجزم بأنها جديدة بعد الفراغ منها، مثلاً عملنا (زنك) ثم بعد ذلك زراعة وسيراميك، وعلى سبيل المثال ذهبنا إلى حي الرميلة في الديوم الغربية ووجدنا مدارس منتهية وقمنا بدفع (300) مليون تقريباً، وبعد افتتاحها بواسطة النائب الأول الأستاذ “علي عثمان” عملنا جرد حساب ووجدنا أن أهل الحي دفعوا نفس المبلغ.. وعملنا خطة للتطوير، إنارة، تشجير، سفلتة واتفقنا أن ندفع نحن الثلث والحكومة الثلث والمستفيدون الثلث، ونحن بدأنا وهم لم يدفعوا بعد، ونتوقع أن يدفعوا.. العمارت معظم شوارعها تمت سفلتتها وبدأنا في شارع الستين سنشجره (ونعمل عشرة أمتار للظلط) حتى نتخلص من التراب.. في الجريف عملنا مدراس وسفلتة للشارع ومركز ثقافي بنفس الشراكة، عندنا (90) حياً بدأنا بها من جملة (186) حياً، ولا بد أن تشارك الصحافة معنا.
{ هناك مشكلة في تنظيم المرور وهي ليست بسبب ضيق الشوارع- في لندن مثلاً- الشوارع ضيقة لكن لا توجد مشكلة مرور لأنو في تنظيم وإيرادات غرامات المخالفين لـ(الباركينق) مبررة.. هنالك مشكلة مواد ومخلفات المباني على جنبات الطريق وكذلك مشكلة أصحاب المطاعم الذين يصبون الماء في شارع الأسفلت؟
– أنا أتفق معك مائة بالمائة أن مشكلة المرور والزحمة لا تحل إلا بالدفع، لذلك عملنا الآتي: دخلنا في تعاون مع شركة تسمى (بثبة)، وهي ذات الشركة التي نفذت المواقف الموجودة في مطار الخرطوم الجديد.. جلست مع مديرها وهو شاب وتناقشت معه حول عمل مواقف محجوزة واتفقوا معي على تمويل المواقف المحجوزة، ولأول مرة في السودان يتم عمل موقف محجوز وهو بالقرب من برج واحة الخرطوم، بحيث إن عربات البنوك والمؤسسات والشركات كلها يمكن أن تكون في الموقف المحجوز باشتراك، وسنقوم بتوفير الخدمات لها، والظل والنظافة وغيرها، واتفقنا أن ننفذ ثلاثة أو أربعة مواقف محجوزة أخرى في وسط الخرطوم بـ(قروش) وبعد تنفيذها سنتجه مباشرة إلى الشوارع، ستعمل نفس الشركة في هذا الأمر، بحيث يتم إيقاف العربات بالطريقة النموذجية وفي المقابل يدفع صاحب العربة مبلغاً نظير الخدمة، بهذه الطريقة نكون قد حسمنا هذا الملف، (وكدا بيكون رأينا زي رأيكم).. أما الجزء الثاني الخاص بالمدارس وهو الشراكات، وقد تحدثنا عنها، عندنا في المحلية أجمل المدارس الحكومية وآمل أن تزوروها وستتخيلون أنها جامعات.. بدأنا بمنطقة الرميلة وهي حي شعبي، وعندنا مدرسة في الامتداد، وأخرى في الدباسين في منطقة الشجرة، وحي اللاماب بحر أبيض، وكذلك في أركويت والمقرن تم تشييدها بطراز حديث، والمعلم جالس وكذلك الطالب، وبها دورات مياه مميزة وكثيرة للمعلمين وأخرى للطلاب من الصف الأول وحتى السادس، وأخرى لطلاب سابع وثامن، والمدراس أصبحت غير، والآن الدراسة في هذه المدارس بالمجان، في الجريف هناك أربع مدارس وسنستمر.. مشكلة الأنقاض هناك تنسيق مع الهيئة التي يقودها اللواء “عابدين الطاهر” بدأوا مؤخراً ولم يكتمل العمل بعد، فبقدر الذي يملكونه من إمكانات يمنحوننا إياها ونحن في المحلية عيّنا نحو (300) شخص لإزالة المخالفات، ففي شارع واحد وأنا أتابع بنفسي أمضينا يومين لمعالجة المخالفات وهو شارع (المشتل)، حيث اللافتات وضعت بصورة عشوائية، وكذلك الأنقاض، ولدينا تيم مكتمل من الضابط الإداري والنظام العام والمهندس وآلية النظافة، وسنواصل في كل الشوارع ونقوم بتدوين المخالفات وإخطار صاحب المنزل أو المحل على الفور بما تمت معالجته، وسنواصل عملية التنجيل والتشجير وشارع (عبيد ختم) نموذجاً، بين كل مائة متر صدقنا (مشتلاً) واتفقنا مع صاحب المشتل على تنجيل مائة متر شمالاً، وذات المسافة في الجانب الأيمن، وبذلك يكون على طول الشارع إخضرار، وأكون أنا كمحلية قد اشتريت منه الخدمة وهي ليست مجاناً وسنمضي في كل الشوارع.
{ السيد المعتمد.. توجد شكاوى متكررة من إجراءات تعسفية من قبل شرطة النظام العام بالذات في منطقة الديم كأن تقوم قوة بمداهمة منزل أو محل.. هل هناك حديث داخل مجلس وزراء الولاية عن تعديل هذا القانون؟
– نحن الآن ملتزمون بقرار لجنة الأمن بأنه لا يمكن للنظام العام القيام بحملة إلا بقرار من المحلية، ولا يتم أي تحرك إلا عبر حملة متكاملة فيها النظام العام في الولاية والمحلية والاستخبارات، الشرطة الأمنية والشرطة العسكرية، ويتحرك مع الحملة وكيل نيابة (حتى ناس المرور) ونحن معهم في الصورة في أي تحرك.. صحيح أنها كانت في السابق مزعجة، لكن الآن بدأنا في تنظيمها، خاصة بعد حادث اغتيال “عوضية عجبنا”، يعني لا يوجد الآن تحرك لدورية من تلقاء نفسها إلا بعلمنا. كذلك أشركنا معنا المجتمع إذا كان رأيه صائباً في المعلومة، وأكبر المشاكل الآن في منطقتي الجريف والصحافة وهي مزعجة وتسمى (الجنبات)، في الديوم تمت معالجتها إلى حد ما.
{ يدور حديث عن انعدام العطاءات في بعض الأعمال التي تنفذها المحلية ووجود إشكالات في التحصيل؟
– أي عطاء أو إجراء إذا لم يوافق عليه المستشار القانوني للمحلية لا نقوم بتنفيذه، وهذا شرط أساسي وهو لا يقدم على إجراء خاطئ، فإذا كان عملاً كبيراً تعمل له عطاءات مراجعة.. (الحاجة الثانية) هي العمل عن طريق نظام (البوت)، وإذا أتى إلينا شخص قوي نمنحه العطاء، والآن نريد عمل منتجع سياحي على النيل الأبيض فيه سوق سمك ومطاعم وغيرها، وإذا وجدنا شخصاً بشروطنا وتقدم إلينا، هنا القانون يسمح لنا، أهم شيء أننا نعمل وفق اللوائح، (أي حاجة نقوم بالإعلان لها)، ونحن سددنا أية ثغره لابتزاز العميل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية