لا أود أن افسد سعادة البسطاء والغبش الذين احتفلوا واحتفوا بحديث السيد وزير المالية إبراهيم البدوي عن زيادة المرتبات لأن العزف على هذا الوتر الحساس في مثل هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة يثير الشجون ويداعب الدواخل وهذا حق طبيعي ومشروع للمواطن الذي طحنته الأزمات وتكالبت عليه الضغوط من كل الاتجاهات حدا جعله غير قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعي كما كل بلاد الدنيا ووصل الحد به أن كانت هذه المعاناة هي السبب الأساسي والمحرك الأول لثورة ديسمبر المجيدة بعد أن فشلت حكومة الإنقاذ يومها في وقف حالة التدهور والانهيار الاقتصادي الذي اثر على المواطن بشكل مباشر مماجعل المطلب الأول لحكومة الثورة هو أن يحدث تقدما وانفراجا ملحوظا في الملف الاقتصادي لكن كمان دعونا نسأل السيد وزير المالية (تنعدل عليه) الذي افرح شعبنا هذه الأيام بحكاية زيادة المرتبات دعوني اسأله سؤالا منطقيا ماهي مصادر زيادة هذه المرتبات وهي مبالغ مهولة وضخمة في ظل عدم وجود إنتاج حقيقي وتقريبا عجلة الإنتاج متوقفة ولم تتحرك طوال الفترة الماضية وبالتالي ليس لدينا صادر يعود علينا بنقد أجنبي يستطيع أن يسد هذه الفرقة الضخمة في الميزانية من وين حتجيب الحكومة مالا لمواجهة هذه المبالغ الكبيرة؟؟خلونا من ده لنطرح السؤال المهم هل ستسهم هذه الزيادة بالفعل في رفع الضائقة المعيشية أم أنها ستكون عبارة عن ورق لايساوي الحبر الذي طبع به وستتسبب هذه الزيادات لزيادة التضخم وينفلت عيار السوق اكثر ماهو عليه الآن في ظل عدم وجود رقابة حقيقية على الأسعار وما إن يسمع التجار بزيادة المرتبات إلا ويجن جنونهم كما المعتاد وتتضاعف الأسعار وتلهط كل الزيادات ويبقى كأنك (يالبدوي) اقصد ياابزيد ماغزيت .
لذلك فان هذه الزيادة في مثل هذا الوضع الاقتصادي المشلول حيث لاانتاج ولاصادر ولاانقتاح نحو الاستثمار ولامشاريع إنتاجية لكسب وجذب رأس المال العربي والعالمي وليست هناك أي خطة اسعافية عاجلة لإنقاذ الوضع الاقتصادي من الانهيار ووقف نزيف الجنيه السوداني الذي أصبح بلاقيمة لذلك أخشى أن تكون هذه الزيادة في هذا الوضع الاقتصادي المشوه ماهي إلا مناورة سياسية لكسب الشارع الذي سيتكشف بعد فوات الأوان أنه ربما اشترى( الترماي) .
كلمة عزيزة
ليس هناك حل حقيقي لمشاكل وأزمات بلادنا إلا بحكومة تكنوقراط ببرنامج واضح لفترة زمنية محددة تلتزم به أمام شعبنا وصولاً لحكومة منتخبة بإرادة وأغلبية الناخبين وهو خيار ديمقراطي سيخرجنا من فيلم كل واحد ماعاجبه التاني وكل واحد ماشي شمال لأن شريكه اقترح يمين .
كلة أعز
اعجبتني جدا كلمات رائعة كتبها الصابر الصادق سمل والد الشهيد عبدالرحمن حيث قال ((قاتل راغب في التخلص من آثامه خير من الذي يتبنى عدالة عرجاء معطونة في الآثام
الأول إنما يطهر نفسه من الشر ويقودها ويقودنا للنجاة
أما الثاني فماهو إلا مزايد بدم لا يقودنا إلا للهلاك ))