الاعمدةفنجان الصباح - احمد عبد الوهاب

قلادة ورد علي جيد “فدريكا موغريني” !!

سيدي المندوب السامي الأوربي ..
فخامة قائد التحالف الأطلسي ..
هذه بطاقة لوم علي تأخركم في التدخل في الشأن السوداني ..
هذه رسالة عتاب علي تلكؤكم في غزو الخرطوم..
إن لدى كاتب هذه السطور قناعة راسخة بأن لكم عقول كبيرة.. ومن خلفها مؤسسات عبارة عن صهاريج تفكير قديرة.. تعرف كيف ومتى تحتال لاحتلال مخازن الثروات الدولية ..
كنت أظن أنكم أوعى من أن تفرطوا في بلد عبارة عن منجم من المعادن والمجوهرات.. ومتحف بكر لآثار لا تقدر بثمن.. كنت أعتقد أنكم أذكى من أن تهملوا بلداً عبارة عن خط أفريقي لتقسيم المياه.. وخط عالمي لإنتاج الغذاء.. بلد عبارة عن صومعة كونية لإطعام الكروش والجيوش.. ومطمورة دولية لعلف الخيول وعلوق الجحوش..
كيف هان عليكم أن تتركوا منجماً ينتج كل عام مائتي طن من الذهب الإبريز، نهباً لصغار طالبي الثراء السريع، أو غنيمة لكبار لوردات المعدن الثمين، في الجبل العامر، أو غنيمة للفاخر، أو لرجالات الحلة العامرة شرقي النيل..
كيف سمحت لكم ضمائركم الحية أن تنسوا بلداً يملك ملايين رؤوس الإبل والماشية والضأن السواكني.. تدغدغ أحلام سكان ضفتي الأطلنطي وتسيل لعابهم، بينما يستمتع باللحم السمين رواد محلات الشواء بسوق الناقة.. ومطاعم الأقاشي بسوق أب جهل أو غرب القاش..
لقد تأخرتم علينا كثيراً.. ولكن أن تأتوا متأخرين بدعوة كريمة من حمدوك، أو بطلب لئيم من قحط، أحسن من ألا تأتوا بالمرة ..
إن مئات ملايين الهكتارات من الأراضي الخصيبة تتحرق شوقاً إلى وصولكم.. لقد تركناها عمداً لأكثر من ٦٠ خريفاً لأجل الرجل الأبيض في اليوم الأبيض .. تركناها بوراً و عطشى إلا من سيول الدم، و أمطار الدموع.. ورقصة الموت علي وقع زغاريد البنادق وعزيف الخماسين، و أوركسترا رياح السموم ..
هاهي الأنهار تجري سخاءً تحت سراي الحاكم العام.. وهاهي الأنسام تهب رخاءً علي قصر الجنرال المعزول.. غنيمة باردة..
لاتزال كلية غردون صامدة.. وشارع فكتوريا يتمدد بين الفلل والقصور علي أربعة جسور ..
إن (جي أم اتش) تحتاجكم للسهر الجميل .. والباخرة (البوردين) تنتطركم للتأهيل، ونزهات سعيدة بالمقرن عند الاصيل ..
و(الجزيرة بورد) تشتعل غضباً في الماطوري وقمحاً في بركات.. وتهطل دماً في فداسي..
إننا في انتظار قداسة (البابا) ليقود قداس النصر في بوابة السراي الجنوبية، حيث تعزف فرقة (الهايلاندرز) أنشودة النصر الثاني على دولة المهدي الأخيرة ..
هاهي بلادنا مشكورة توفر لكم أسباب التدخل الأممي، وتلبي كل شروط الغزو الأطلسي.. فالحال مائل، وبرق الفتنة شايل، ووادي الدم الحرام سائل.. وليس ثمة رجاء لنا في رسمي عاقل ولا مدني خامل ..
نتطلع إلى “كرومة” وهو يصدح باحدى رمياته التي تقول :
الفرع المال في بيت المال..
والجيد العام .. والحاكم العام ..
تعالوا أنزِلوا العلم الوطني من السارية ..
تعالوا استلموا مؤسساتنا لو ابقت منها لجنة التفكيك باقية ..
تعالوا .. حوّلوا مجلس الشعب إلى ملهى ليلي ومسجد الشهيد إلى مقهى غربي .. ومركز الزبير إلى حانة شرقية .. ومسجد النور الي ماخور ..
هل سنبالغ إن قلنا لجيش الفتح :(تعال فرِّح ليالينا) .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية