الاعمدةعز الكلام

نعم .. تستطيع الزهرة أن تنبت وسط الحطام !!

بعد أن أنهكتها الحرب العالمية الثانية ، دخلت كوريا في حروب أهلية طاحنة انتهت بان قسمتها الي كوريتين ؛ شمالية وجنوبية ووقتها بدت كوريا دولة بائسة وميئوس منها وليس لها مستقبل بل ومن المستحيل أن تنهض، ولو لمئات السنوات. و هو مادفع مسؤول الأمم المتحدة عن خطة السلام حينذاك في كوريا “فينجاليل مينون” أن يعبر عن صعوبة نهوض كوريا حيث قال (كيف لزهرة أن تنبت من بين الحطام) .
لكن رغم ذلك أينعت الزهرة وأثمرت وأصبحت كوريا شمالها وجنوبها ، كما هي عليه الآن، وماحدث لم يكن بفعل ساحر ولاتجليات نبوة ولكنه فعل واقعي لصناع دولة خُلص، حكموا بلادهم برؤية ورأي و خطة واستراتيجية ، واستنهضوا همم شعبهم فتحولت الكوريتين إلى قلاع صناعية ورقم اقتصادي مهم .
لذلك .. وحتي و إن ترك نظام الإنقاذ بلادنا (على الحديدة)، و جففت مواردها ولخبطت كيانها ، فإنها مؤكد لم تتركها كحال كوريا يومذاك ، لتصبح النغمة النشاز واللحن الذي تعزفه حكومة (قحت) بل والكرت الذي ترفعه في وجه كل متسائل عن برامجها واستراتيجيتها وحراكها ورؤيتها الحالية والمستقبلية ( لقينا البلد خربانة ..نعمل ليكم شنو؟؟).
لا يا سادة .. ياكرام .. بإمكانكم أن تعملوا الكتير والكتير جداً .. وتنهوا مسلسل الأزمات التي تتطاول وتتمدد ، وأصبح بلا نهاية .
لا ياسادة .. باستطاعتكم أن تخلقوا الأمل وتستنهضوا الهمم وقد جربتم شعبنا الذي صنع الثورة بصدور مكشوفة وجباه مستعدة لاستقبال الطلقة ، لقد جربتم شعبنا الذي تداعى وقطع من لحمه الحي ودفع لنداء (القومة للسودان) وهو علي استعداد أن يدفع حتى و لو ضن باللقمة علي الأفواه الجائعة . يا سادة .. ياكرام .. العيب ليس في شعبنا والشماعة ليست في نظام سقط وأصبح لاحول له ولاقوة .. العيب فيكم وأنتم بهذه المبررات السخيفة بترديد نغمة مسؤلية النظام السابق عن أزماتنا ، تنفخون الروح في جثة ميتة ، وتصرون أن تروجوا ل(بعاتي) غير موجود .. تبررون به فشلكم وقصر نظركم وسوء إدارتكم وتعطون نظاماً كتب شعبنا نهايته بقوة لايملكها إلا شعبنا و جسارة لايجرؤ عليها إلا شبابنا فقط ..
الحقيقة أنكم في مأزق لأنكم بلا برنامج و بلاحلول و بلاخطط .. بلاقدرة على إدارة الدولة .. هذا هو الواقع المرير الذي تحاول حكومة (قحت) بكل أسف تغبيشه وتزويره و في ذلك توصم كل من يواجهها بالحقيقة المرة باتهامات (الكوزنة) وخيانة الثورة ، وكأن قدر ومصير من يقول الحقيقة ويجهر بالحق في بلادنا هذه أن يكون هدفاً للجالسين على كراسي الحكم الذين ينسون المواطن حتي لو جاءت بهم ثورة دفع فاتورتها المواطن نفسه وحملهم إلى كراسي الحكم معززين مكرمين ، وقبلها حمل شباب زي الورد علي نعوشهم بعد أن دفعوا الضريبة ورفعوا التمام لسيدنا جميعاً .. السودان العظيم والله غالب .

كلمة عزيزة :

لماذا يصر البعض أن يحول البلد الي ساحة معركة و عمليات ؟؟ لماذا يفسر النقد أنه هدم ؟؟ لماذا يفسر التوجيه أنه طعنه من الخلف ؟ لماذا تحملون النوايا ألواناً قاتمة ؟؟
لماذا لا نخرج من دائرة الأنانية التي لم تكسب البلد خيراً منها منذ استقلاله ؟؟ لماذا يظل الساسة مهووسين بالانقسامات والمعسكرات والتكتلات ؟؟ لماذا لازالت رحم بلادنا عاجزة أن تنجب زعيماً وقائداً يوحد و لايفرق يعطي ولا يأخذ ، رجل متصالح خالي من الغبائن والضغائن، رجل يقود ولا يُقاد ،رجل نجتمع عنده بقناعة وإيمان ، يوعد و يفي، يأمر فيطاع ، صعبة دي ياعالم ؟؟

كلمة أعز :

الذين جاءت بهم حكومة الثورة وزراء أو مسؤولين، لو أنهم عاشوت لحظات الألم وعذاب الروح لأسر الشهداء، لو أن بعضهم كان معنا في يوم أسود داخل غرفة واحدة مسجي فيها الشهيد “مآب” .. بطوله الفارع ونحافته اللافتة و رصاصة غادرة اخترقت صدره، ونفذت من ظهره ، لو شعروا بشعورنا و (هالة) ضوء تنطفئ من بيت (هالة) والدته .. لو أنهم قاسموا أحمد و محمد و مصطفي وبقية أصدقائه حرقة الحشي ، و وجع الضلوع لعرفوا لماذا نقسو على الفاشلين والمتخاذلين والمدعين وسارقي لسان الثورة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية