عدم الالتزام بالمواعيد.. إهدار الوقت (سمبلة)!!
غالباً ما يقيّم كثيرون مدى التزام الفرد وانضباطه حسب مظهره الخارجي، إلاّ أن فكره وتعامله مع الآخر هو الأهم، وتحديداً في السلوكيات التي تجعل منه كائناً متحضراً وواعياً وملتزماً بالمواعيد، التي يتسبب هدرها في أشياء غير مفيدة في مشاكل كثيرة على المستويين الشخصي والعام، ففي المصالح الحكومية، والمستشفيات حتى في القطاع الخاص نجد الكثير من الحالات الطارئة التي تتطلب وجود طبيب فوراً وإلا فالمريض سيفارق الحياة لأنه لم يسعف في الوقت المناسب.. فالالتزام بالوقت مظهر حضاري، يدل على ثقافة واحترام من يتعامل به، وكثيراً ما تذكر عبارة (مواعيد سودانية) في حين إذا التزم كل شخص بوقته فيمكن، والله أعلم، أن تكون عبارة (مواعيد سودانية) هي محل فخر لمن ينطقها.. فابدأ بنفسك واترك الآخرين يتشبثون بالعبارات الهادمة المشوهة لمظهر الأمة السودانية.
(المجهر) أجرت استطلاعاً واسعاً بين شرائح المجتمع المختلفة حول مدى جدية الشخص والتزامه بوقته وما ينعكس عليه في حياته.
{ البيئة المحيطة مؤثرة
قال “عمر الجيلي” (طالب): أنا عن نفسي شخص مرتب منذ بداية حياتي، ولكن عندما دخلت الجامعة تأثرت بمن هم حولي من أشخاص عشوائيين في تعاملاتهم، وتنطبق عليّ مقولة (من عاشر قوماً أربعين يوماً صار مثلهم) لأن البيئة المحيطة هي التي تتحكم في طبيعة الفرد وتؤثر عليه سلباً أو إيجاباً.
لكن “منهل محمد أحمد” (مهندس) يقول: الشيء الأساسي لزيادة دخل الفرد وتحسين وضعه الاقتصادي هو الاهتمام بالوقت، فالدقيقة يمكن أن تغير الوضع كلياً وتحقق نجاحات ملحوظة، فأي شخص ناجح في حياته يهتم بالوقت ما يجعله واثقاً من نفسه ومرتباً في كل شيء، وإذا لم تلتزم بمواعيد الوجبات والعلاج والنوم والزيارات والترفيه فلن تستقيم حياتك، وربما يؤدي ذلك إلى فشلك.
{ خمس دقائق تساوي حياة
في السياق أكدت “هبة التجانى” (طبيبة) أنها من الأشخاص الملتزمين بوقتهم، فالخمس دقائق عندي يمكن أن تنقذ مريضاً مثلما يمكن أن تنقله إلى الرفيق الأعلى، لكن مجتمعنا لا يساعد في إدارة الوقت بكفاءة، فعندما أحدد لقاء أحدهم ونسبة لظروف المواصلات السيئة في بعض الأحيان أخرج قبل وقت كافٍ، وأستاء جداً عندما (آخد بمبة) من الشخص الآخر وأندم على حرصي واجتهادي و(مجازفتي) بينما يتبدد وقتى في الانتظار.. والسائق قد يبدد وقت المواطن ليعبئ (البنزين) دون الاستئذان من الركاب،
والموظف قد يأخذ زمناً طويلاً في (الفطور) بينما الصفوف تنتظر.
{ الكثير من المشاهير غير ملتزمين بالوقت
ووصفت “عفاف أمين” مذيعة بالرياضية (FM104)، السودانيين بأنهم أصبحوا مضرب مثل في الدول الأخرى بقولهم (دي مواعيد سودانيين)، فلو انتبهنا إلى أن اليوم أصبح 12 ساعة بدل الـ(24) ساعة، وعندما نضيع الاثني عشرة ساعة هذه سنتراجع في كل المجالات.
وأضافت “عفاف”: أنا مثلاً لا أتعامل مع من هم غير ملتزمين بالمواعيد، وهذه قاعدتي مع ضيوفي، وهناك العديد من الأسماء في مجال الفن والدراما والشعراء حذفتهم من خارطتي البرامجية، فيما عدا ذلك أتواصل معهم بكل احترام، فالأولوية عندي للملتزمين فقط.
{ سيف الوقت
إلى ذلك عدّ الأستاذ “علي حسن محمد إبراهيم” الوقت في حياة الإنسان مهماً جداً كما يقول المثل (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك)، فالوقت ينظم حياة الإنسان (في صحوه ومنامه .. الخ). واستطرد: من المؤسف أن السودانيين غير ملتزمين بوقتهم، فهناك من يعدك في الساعة الواحدة ويتأخر بساعة أو اثنتين دونما اعتذار، وعاب على الشباب قولهم (تعال نكتل الوقت، تعال نضيع الزمن بالكوتشينة) دون تقدير لقيمته، فالإنجليز يطلقون مقولة (TO SAVE TAIME) بمعنى (نكسب أو نوفر الوقت) على عكسنا تماماً. والوقت منظم للحياة، لهذا القرآن ينبهنا للاهتمام بالوقت (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).. حتى على مستوى اللعب وقته محدد، وبعده ما يسمى (بوقت بدل الضائع).. والتعليم مربوط بالزمن فالمحاضرة محددة بزمن وهي مزود للعلم فما بالك بالأشياء الأخرى.. وكذلك الصيام والحج مرتبطان بالزمن.