الحظر الشامل .. قرار قاسٍ وظروف معقدة
لا شك أن قرار الحكومة بحظر التجوال الشامل لمدة (3) أسابيع ، قرار بالغ الشدة والقسوة على جموع الشعب السوداني (الفضل)، رغم الوضع المعقد الذي تواجهه وزارة الصحة الاتحادية ولجنة الطوارئ الصحية بعد ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كورونا” إلى (29) حالة ووفاة رابعة .
ربما تذكرون أنني كتبت في هذه المساحة الأسبوع الماضي ،وتحديداً يوم (6) أبريل، منتقداً بطء إجراءات وزارة الصحة في فحص واستخراج نتائج المُختبر للحالات المشتبهة ، لقطع الشك باليقين، وتحديد العدد الحقيقي للمصابين بمرض (كوفيد 19) ،بدلاً عن المنهج العقيم في ظهور النتائج (بالقطاعي) .. كل يوم حالتين إلى أن بلغ المجموع (19) حالة ، لتكون المفاجأة أمس بتأكيد (10) حالات جديدة .. دفعة واحدة !!
إن تفاقم الأوضاع الصحية مع التدهور المستمر في الأحوال المعيشية وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية التي ستتضاعف خلال اليومين المقبلين، يجعل حال الجميع في بؤس ما بعده بؤس، حال يستوي فيه الأثرياء مع الفقراء ، بأمر عدالة السماء، وما لنا كمؤمنين مُسلِّمين بأقدار الله غير أن ندعو ربنا صاغرين لتفريج الكُرب واللطف بنا ، إنه اللطيف الخبير .
ونحن نعايش هذه المحنة العالمية التي ضربت كافة أرجاء المعمورة، لفت نظري قبل أيام حديث مهم للرئيس الإيراني “حسن روحاني” في اجتماع مجلس الأمن والدفاع في “طهران” قال فيه :(لن نُعطِّل البلاد ولو مات “2” مليون شخص ، فوضعنا الاقتصادي لا يحتمل) .
“روحاني” أطلق هذا التصريح للإعلام رغم أن عدد الوفيات جراء فيروس (كورونا المستجد) في “إيران” بلغ أكثر من (4500) وفاة !!
وضع السودان الاقتصادي أسوأ من “إيران” ، ولهذا يجب أن تدرس الحكومة الانتقالية ولجنة الطوارئ الصحية تداعيات الحظر الشامل بعد مرور أسبوع من إقراره .
حفظ الله البلاد والعباد .