نعاه “حمدوك” ومولانا “الميرغني” من القاهرة
الخرطوم ـ المجهر
توفي أمس (الأحد) رئيس قوى الإجماع الوطني الأستاذ المحامي “فاروق أبوعيسى” بمنزله بالرياض وشيع إلى مقابر “البكري” بأم درمان، ونعت الحكومة الانتقالية المناضل “أبوعيسى” بشقيها التنفيذي والسيادي، وتقدم رئيس الوزراء د.”عبد الله حمدوك” برسالة للشعب السوداني قال فيها :”ببالغ الحزن والأسى أنعي المناضل الوطني فاروق أبوعيسى وهو أحد الرموز التاريخية للنضال من أجل الديمقراطية والتحرر الوطني وسيادة دولة الحقوق والقانون في السودان، ولم يتوقف عن العطاء والبذل طيلة حياته”.وأشار إلى أن الفقيد واجه في مسيرته السياسية الاعتقال والملاحقات بصمود وشجاعة، وناضل في جبهات عديدة وعمل على تعرية النظام البائد سياسياً وقانونياً في كافة المحافل، وأكد أنه سيبقى في ذاكرة الشعب رمزاً ملهماً وعظيماً.ووصف وزير الثقافة و الإعلام “فيصل محمد”، “أبوعيسى” بأنه رمز وطني وحقوقي متميز، وهب عمره للدفاع عن حقوق الناس وحرياتهم وعن الديمقراطية، وظل دائماً في مقدمة الصفوف المناضلة ضد الأنظمة الديكتاتورية. وأشار إلى أن “أبوعيسى” شغل عدة مناصب وزارية، حيث كان أميناً عاماً لاتحاد المحامين العرب ، وقيادياً في التجمع الوطني الديمقراطي وقوى الإجماع الوطني.ولم يقف عطاؤه عند بلده السودان، بل كان في مقدمة المدافعين عن الشعوب العربية والأفريقية وبقية شعوب العالم وعن حقها في الحرية والديمقراطية والكرامة.فيما نعى زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، مولانا “السيد محمد عثمان الميرغني”، مرشد الختمية “فاروق أبوعيسى” ، واصفاً إياه بالمناضل والرمز السياسي والقانوني والوطني.
وعدَّ مولانا “الميرغني”، في بيان صادر، من مكتبه في القاهرة، وفاة “أبوعيسى” بأنها خسارة كبيرة للبلاد وفقد للسياسة.وعدَّد مناقب الفقيد ومساهماته في العمل الوطني بالسودان والمنطقة العربية.وقال “إن حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والإسهام الفاعل في مختلف الميادين”، ووصفه بأنه كان من الرموز الوطنية المخلصة قضى عمره متمسكاً بمبادئه وأميناً لوطنه ووفياً لأصدقائه.وأشاد “الميرغني” بإسهامات الفقيد المتميزة خلال فترة عمله مساعداً له كرئيس للتجمع الوطني الديمقراطي.
ولد “أبوعيسى” بمدينة ود مدني عام 1933، ودرس بمدرسة حنتوب الثانوية وفيها التحق بالحزب الشيوعي السوداني عام 1950.وشارك في حكومة مايو بقيادة “جعفر نميري” وتقلد فيها منصب وزير الخارجية .وفي عام 1983 فاز بمنصب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب . وبعد قيام انقلاب الإنقاذ هاجر إلى مصر، وأعيد انتخابه لعدة دورات لأمانة اتحاد المحامين العرب حتى عام 2003.عاد للسودان عام 2005 ، بعد اتفاق السلام الذي وقعه حكم الإنقاذ مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق، وأصبح عضواً في البرلمان تولى “أبوعيسى” رئاسة الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني.