المذيع الشاب “حمزة عثمان” في حوار (المجهر)
انطلقت من شاشة قناة الخضراء ولهذه الأسباب غادرت قناة الشروق
الخرطوم – مريم حسن
“حمزة عيسى عثمان”، من مواليد منطقة أبو محار شمال كوستي ولاية النيل الأبيض، درس مرحلة الأساس بمدرسة أبوبكر الصديق بمدينة الفشاشوية ومن ثم كوستي الأهلية الثانوية وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية علوم الاتصال / علاقات عامة، وبرز من خلال عدد من الإذاعات والقنوات السودانية، التقيناه في هذه المساحة للحديث عن تجربته من باب دعم الشباب.
*تجربة قناة وإذاعة الخضراء ؟
قناة الخضراء هي نقطة الانطلاق لدى فضاء الإعلام المرئي، ووقتها كنت أدرس بالجامعة التحقت بها في العام 2015، شكلت ملامحي الإبداعية في طريق الإعلام الممتد تعلمت الكثير بفضل جهود أساتذتي وزملائي في سبيل الارتقاء والتطور، لذلك هي تجربة مهمة تستحق التقدير.
*تجربتك الإذاعية الأولى؟
عبر راديو الخضراء ولكن كانت تجربة مثمرة نسجت بداخلي خيوط الخيال والإبداع، وكما قال “بشار بن بُرد”: (الأذن تعشق قبل العين أحياناً)، لذلك عشقت سحر الصوت عبر الأثير لأنه يعطي تفسيراً لصمود الصوت أمام الصورة.
* أنت خريج علاقات عامة لكن بالرغم من ذلك اتجهت للمجال الإذاعي، ماذا أضافت لك العلاقات العامة في مجال عملك الحالي؟
درست العلاقات العامة نعم ولكن لم أمارسها كنشاط مهني، لأن العمل الإعلامي الإذاعي والتلفزيوني يأخذ كل الوقت، لكني أفكر بصورة جادة إلى تطوير مهاراتي كرجل علاقات عامة في الأيام القادمة بإذن الله، (وجاهز لتبني من أي مؤسسة)، ليس لدى مجال معين يخطر على بالي، ولكن أي عمل يخدمني ويطورني أسعى إليه.
* بين المايكرفون والشاشة البلورية “حمزة” أين يجد نفسه؟
أحبهما الاثنين، الشاشة تجعلني الأقرب صورة وصوت للمشاهد، وسبب تعلقي بها لأنها شكلت بداياتي، والإذاعة شكلت وجداني من خلال سحرها جعلتني الأقرب إحساساً عبر سحر الصوت وتكون الصورة وتعلمت من خلالها وهي تجعلني أقرب للمستمع من غير تجمل، وعلاقتي بهما أشبه بعلاقة أسير عاد لحضن أسرته بعد سنوات من الاعتقال.
* عمل الثنائيات محاسنه ومساويه؟
الثنائيات ممتعة جداً في حال توفرت الكيمياء التي تجمع بينكم تكون أكثر مرونة في تقديم المحتوى بقالب جاذب ومتنوع وتجعل المشاهد أو المستمع مشدوداً لما يقدم بصورة ملحوظة والعكس تماماً،
محاسنها حال توفرت الكيمياء بين المقدمين يصبح تقديم المادة بشكل مرن وبقالب جاذب للمتابعين وتلطف أجواء العمل خاصة إذا كانت الحلقات مباشرة، الثنائيات تجعل المذيع أكثر حكمة وحضوراً ذهنياً، ويمكن أن تخصم من رصيد المذيع الإبداعي في حال عدم توفر الكيمياء والحيوية بين الطرفين، يصبح تقديم المادة أشبه بأداء الواجب دون إضافة الروح الإبداعية في الموضوع أو المادة، ويمكن أن تخصم من البرنامج في توزيع فرص الحوار والمحاور خاصة أن هناك زملاء يحبون أن يستعرضوا أنفسهم بصورة أشبه بإبراز العضلات أمام المشاهد وهذا خطأ يمكن أن يؤثر بصورة سلبية على الحالة المزاجية لدى الآخر وتختلف الثنائيات باختلاف المذيعين.
*تجربة قناة الشروق ماذا أضافت وماذا خصمت؟
الشروق مؤسسة عريقة شمس السودان التي أشرقت بداخلي بعد انقطاع من العمل التلفزيوني دام لعامين، لذلك تعلمت ونهلت من معينها الكثير تنقلت في تقديم البرامج بداية من (صباح الشروق) البرنامج المشاهد الذي يحمل قوالب مختلفة، مروراً ببرنامج المنوعات المسائية (في الموعد) وأيضاً قدمت برنامج (وين انتو) الذي وثق لنجوم اختفوا من الساحة ولكن ظلت أعمالهم راسخة في وجدان الشعب السوداني، والكثير من الفترات المفتوحة، وتجربة الشروق جعلتني أحلق على أجنحة الإبداع في أكثر من سماء وأتمنى أن تعود الشروق في أجواء الديمقراطية بصورة أكثر إشراقاً لأنها شكلت وحدة هذا الوطن القارة السودان باختلاف ثرائنا الثقافي والاجتماعي السودان أكثر حاجة لعودة شمسه من جديد.
*ماهي أبرز التحديات التي تواجه الإعلام السوداني برأيك ؟
أبرز التحديات التي تواجه الإعلام السوداني كثيرة ولكن الحديث عنها قليل، رأيي الشخصي يمكن القول إن التحدي البشري وأقصد هنا تحدي توظيف الكفاءات لأن العمل الإعلامي يعتمد على موهبة الشخص بالإضافة للمهارات الإبداعية، لا يمكن أن تترك الأمور هكذا تدار (بالبركة) أو بمنطلق (الشلة) التي تثقل الإبداع وتدمر العمل المؤسسي، والتحدي الآخر يتمثل في التعيين، يجب أن تكون هنالك خطة واضحة في عملية التوظيف بدلاً من عمليات التوظيف الشخصية، وبالنسبة للتدريب فهو التحدي الأكبر فحتماً إذا اختيرت العناصر السليمة ثم تركت دون صيانة وتطوير، لخملت وذبلت وفقدت تنافسيتها لذلك التدريب.
يجب أن تكون له إستراتيجية معلنة وميزانية محددة، وأهداف واضحة، أيها السادة: حان الوقت لكي تأخذ المؤسسات الإعلامية السودانية التدريب على محمل الجد.
* في رأيك مطلوبات الإعلام والإعلامي السوداني ليواكب الإعلام العالمي؟
الإعلامي السوداني يمتلك مقومات قلما تجدها عند البعض، وكثير من الإعلاميين سفراء السودان وللإعلام في الخارج، ولكن نحتاج لمزيد من التدريب ومواكبة التطورات العالمية.
* ما رأيك في الهجوم الذي قد يشن على الإعلامي إذا أخطأ خطئاً بسيطاً لم يضع له حساب؟
كلنا نخطئ ونصيب، ولكن خيرنا الذي يتعلم من أخطائه، والخطأ وارد خاصة في البرامج المباشرة ولكن يجب أن نتحلى بالحكمة في ما نقول وفي ما يحدث من بعد لأن هناك أخطاء يدفع ثمنها الإعلامي والمؤسسة وتصبح وسماً للإنسان في كل زمان ومكان خاصة أن الشعب السوداني بحصافته البعض انطباعي لدرجة بعيدة.
*ما رأيك في هجرة الشباب وهجرة الكوادر؟
باختلاف أسباب الهجرة نجد أن هجرة الكفاءات السودانية إلى الخارج تتمثل في تدنِ المرتبات وضعف العائد المالي من الوظيفة وضعف فرص التدريب والتطوير المهني ومعايير الجودة والتطلعات المهنية، بجانب مشاكل بيئة العمل.
أما الشباب يطمحون لبناء مستقبل واعد والسبيل لذلك الهجرة، يجب أن توفر فرص عمل حقيقية منتجة لشبابنا وإلا سنفقد خيرة شباب السودان، لكن على كل حال بالتأكيد لها تأثيرها السلبي على السودان في مجالات الحياة المختلفة، حتى نحد منها يجب توفير حياة كريمة ترضي تطلعاتهم، حان الوقت الآن لعودة كفاءاتنا الوطنية لتطوير وبناء الوطن عن طريق نقل الخبرات والتجارب الناجحة إلى المؤسسات السودانية، في هذا التوقيت الحرج الذي يحتاج تكاتف الجهود لتحقيق الهدف المنشود.
* قدمت استقالتك من الشروق قبل أن يتم إغلاقها لماذا؟
بالفعل تقدمت باستقالتي وكان قراراً نهائياً لعدة أسباب، فضلت أن أترك العمل لخلاف مع إدارة البرامج كان هناك اتفاق مسبق عندما التحقت بالشروق على أنني موظف في راديو الحياة ومتعاوناً مع الشروق، وأن يتم مراعاة عملي في المؤسسة الأخرى، بالفعل حدث باتفاق مع الإدارتين بتوفيق الأوضاع، ولكن بعد مرور الوقت مجموعة من الزملاء تقدموا باستقالاتهم، وكان الضغط والعبء الأكبر علينا في البرامج في خلال الأسبوع كله أحياناً أعمل في تقديم الصباح وربما أيضا في ذات اليوم أقوم بتقديم برامج أخرى أحياناً وهذا يتعارض مع وظيفتي الأخرى في الراديو، وكل هذا يحتاج لتجهيزات من قبل المذيع لكي يظهر بشكل أفضل أمام المشاهد، وكنت أتحدث باستمرار على أن هذا يتعارض ولكن دون استجابة.
حفاظاً على احترام العمل واحترام الذات فضلت أن اتقدم باستقالتي، الأمر الآخر يتعلق بالتوظيف كنت أتمنى أن تتاح لي الفرصة وفقاً لإمكانياتي أن أخرج من إطار المنوعات لتجربة أخرى ولكن لأسباب لم يحدث.
* إلى أين وجهتك الآن وهل هناك محطة معينة تطمح للالتحاق بها، وماذا عن التسويق؟
عندما توقفت عن العمل التلفزيوني لعامين بعد تجربة الخضراء كنت أطمح للالتحاق بقناة تقدمني بشكل أفضل للمشاهد والتحقت بالشروق، الآن رغم الفرص المتاحة إلا أنني انتظر فرصتي في الحياة للالتحاق بقناة أقدم لها وتقدم لي الكثير في مشواري المهني.
* كلمة أخيرة؟
أشكرك على السانحة الطيبة وممتن لدعم صحيفة (المجهر) لحياتي المهنية.