الصحة العالمية تضع السودان في دائرة الخطر والحكومة تواصل جهود الاحتواء
(كورونا)... الموقف الآن
الخرطوم ـ فاطمة عوض
وضعت منظمة الصحة العالمية السودان في تصنيف (وضع الخطر) في مواجهة فيروس (كورونا)، وعزت ذلك لخطورة الفيروس مقابل ضعف قدرات البلاد على الاستجابة لأي تفشٍّ واسع محتمل للمرض. وذكرت المنظمة أن الاستثمار في النظام الصحي بالسودان، ظل محدوداً لعقود طويلة، مبينة أن السودان يفتقر للكادر الطبي المؤهل، ويعاني من ضعف البنيات التحتية، ويفتقر إلى المعدات والإمدادات الدوائية.
ورغم أن المنظمة أشارت إلى أن السودان أنشأ مركزين للعزل لعلاج مرضى (كورونا)، إضافة لتخصيص المستشفيات العسكرية في العاصمة والولايات كمراكز للإيواء والعلاج، إلا أنها لفتت إلى أن نظام التغطية والرقابة الصحية في السودان يكابد ضعفاً هيكلياً ولا يشمل كل البلاد؛ ولذلك يحدث تأخير كثير في الفترة بين التبليغ عن وباء ما والاستجابة وتأكيد تفشيه،
ومع تلك المحاذير إلا أن الحكومة تؤكد أنها لم تسجل أي حالة إضافية حتى نهار أمس (الاثنين).
(83) عينة في معمل (استاك)
وقال المدير العام للمعمل القومي للصحة العامة (إستاك) “أبوبكر إبراهيم أحمد” إن جملة عينات الاشتباه بفيروس (كورونا) التي تم فحصها حتى أمس بلغت (83) عينة، مؤكداً أن (81) من نتائجها سلبية، و(2) منها إيجابية تم الإعلان عنهما من قبل وزير الصحة سابقاً.
وقال “إبراهيم” ــ بحسب (وكالة السودان للأنباء) ــ إن المعمل القومي لا يسلم النتائج لأي شخص مهما كان، عدا الجهات المختصة المتمثلة في مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومراكز العزل.
وقال إن (إستاك) لا يستقبل ولا يجري الفحص لأي شخص يلجأ للمعمل للفحص من تلقاء نفسه، ولا يسلم النتائج للمريض أو من ينوب عنه، مشيراً إلى أن طلب فحص العينات المشتبهة بالمعمل يأتي من إدارة الطوارئ بالوزارة، أو من مراكز العزل .
تمديد فتح معبر (أشكيت)
ويبدو أن مشكلة العالقين في أسوان في طريقها للحل، فقد أعلنت السفارة المصرية في الخرطوم تمديد فترة فتح معبر (أشكيت) الحدودي مع السودان، لفترة نهائية وأخيرة، ليومي أمس (الاثنين) واليوم (الثلاثاء)؛ لاستكمال عودة المواطنين والشاحنات المصرية إلى البلاد.
وناشدت السفارة، في بيان صحفي أمس أبناء الجالية المصرية في السودان، الذين يرغبون في العودة إلى البلاد، لانتهاز هذه الفرصة الأخيرة، مؤكدة إغلاق المعبر غد (الأربعاء) .
المجلس الطبي يوقف نشاطه
وأعلن المجلس القومي للمهن الطبية والصحية وقف نشاطه اعتباراً من يوم أمس؛ استجابة للتوجيهات بإعلان حالة الطوارئ الصحية في البلاد.
وأكد المجلس في تعميم صحفي أنه سيتم تحويل دورة أخلاقيات المهنة لواجب تحريري من خمس صفحات على أن تحتوي (مهارات التواصل، وإدارة الذات مع كتابة أخلاقيات المهنة في نقاط) وإيقاف جدول الامتحانات ابتداء من أمس الأول (الأحد)
تسرب مواطنين دون فحص
وأكدت اللجنة العليا للطواريء لإدارة أزمة انتشار فيروس (الكورونا)، التي يترأسها عضو مجلس السيادة الفريق الركن “إبراهيم جابر”، عدم تسجيل أي إصابة جديدة بفيروس (كورونا) في السودان.
وأكد عضو مجلس السيادة “صديق تاور” في تصريحات صحفية عقب اجتماع اللجنة الراتب بالقصر الجمهوري أمس، (الاثنين)؛ أن اللجنة تلقت معلومات حول تسجيل حالات إصابة فى بعض دول الجوار الإقليمي، معتبراً ذلك يشكل أمراً مقلقاً بالنسبة للجنة. وقال “تاور” إن هناك بعض المواطنين القادمين من خارج البلاد تسربوا دون الخضوع لقيود الحجر الصحي والكشف اللازم، ولم يتركوا عناوينهم، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تسعى لمعرفة أماكن تواجدهم ودائرة حركتهم حتى تتخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لحمايتهم وحماية من خالطوهم.
رفع درجة الاستعداد
أوضح البروفيسور “صديق تاور” أن التقرير الذي قدمته وزارة الصحة أوصى برفع درجة الاستعداد بالبلاد؛ تجنباً للأسوأ حتى لا تحدث مفاجآت يمكن أن تربك خطط اللجنة، مشيراً الى أن اللجنة جددت مطالبتها للمواطنين بالالتزام بالموجهات الصادرة من وزارة الصحة والخاصة بالتعامل مع (كورونا) بما في ذلك الالتزام بتجنب التجمعات والتجمهر وإجراءات النظافة والتعقيم، فضلاً عن عدم التساهل مع العمالة الأجنبية في المنازل ومواقع العمل.إغلاق (745) مقهى شيشة
ويبدو أن الإجراءات آخذة في الزيادة كل يوم خاصة في الولايات، فقد أغلقت محلية الخرطوم أمس (745) مقهى لتعاطي الشيشة تجنباً لانتشار (كورونا).
وقالت المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم “عواطف عثمان النور”، إن القرار جاء استناداً على قرار مجلس الوزراء رقم (90) و(91) وقرار ولاية الخرطوم القاضي بحظر التجمعات تجنباً للإصابة بالمرض.
القضارف تغلق الحدود
وفي القضارف أصدر والي الولاية اللواء “نصرالدين عبد القيوم” أمر طوارئ قضى بمنع التجمعات وإغلاق المعابر والحدود مع دول الجوار.
وجاء أمر الطوارئ الذي أصدره الوالي استناداً على إعلان حالة الطوارئ الصحية الصادر من مجلس الوزراء القومي على أن يطبق الأمر داخل الحدود الجغرافية لولاية القضارف.
سنار تعلن الطوارئ
وأعلن والي سنار اللواء “محمد عثمان محمد حمد” حالة الطوارئ الصحية بالولاية؛ وذلك استناداً على حالة الطوارئ الصحية الصادرة من مجلس الوزراء الاتحادي، وقرر منع جميع تجمعات المواطنين لأي غرض، وإغلاق أندية المشاهدة والملاعب الرياضية، وأماكن تعاطي الشيشة والمقاهي، ومنع المواكب والمسيرات والمظاهرات والاحتفالات الدينية، ومنع الباعة المتجولين وعارضي البضائع في غير المواقع المخصصة لها، وإغلاق الخلاوى والمعاهد الدينية، فضلاً عن إغلاق الحدود والمعابر الدولية مع دول الجوار، ومنع دخول الأجانب إلا ما تقرره السلطات الصحية بالولاية في المكان والزمان المحددين.
شمال كردفان ترفع حالة الاستعداد
وفي ولاية شمال كردفان أوضح دكتور “أحمد رجب” مدير عام وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية أن وزارته رفعت حالة الاستعدادات القصوى لمجابهة (كورونا)، لافتاً إلى أن عمليات التثقيف والتحوطات اللازمة مستمرة، داعياً المواطنين للالتزام بها لمنع دخول (كورونا) للولاية.
مطالب بإعلان عطلة رسمية
طالبت مفوضية حقوق الإنسان؛ الحكومة بإعلان عطلة رسمية لمدة أسبوعين لجميع العاملين بالقطاعين العام والخاص لتعزيز جهود السيطرة والاحتواء ومنع انتشار وباء فيروس (كورونا) وتوفير وتنظيم الخدمات الأساسية للمواطنين.
ودعت المفوضية في بيان السلطات المختصة إلى تهيئة الظروف الملائمة وكافة المعينات والأجهزة من مستشفيات ومحاجر صحية وكوادر طبية مؤهلة، والأجهزة اللازمة؛ وتمليك المواطن الحقائق والمعلومات الموثقة لمنع الشائعات.
وأكدت رئيس المفوضية “حرية إسماعيل” أنه يجوز للحكومة أن تفرض حالة الطوارئ الصحية وحظر التجوال؛ بسبب (كورونا) باعتبار أن حياة الإنسان تتعرض للخطر وأن للإنسان الحق في الحياة والصحة.
إجراءات حكومية مرتقبة
ويبدو أن الحكومة تتجه لإصدار أوامر جديدة تتعلق بمنع انتشار فيروس (كورونا) ربما تصل إلى حظر التجوال وإعلان حالة الطوارئ، فقد أقر خبراء قانونيون تحدثوا لـ(وكالة السودان للأنباء) عن الحق الدستوري للحكومة في إعلان حالة الطوارىء الاستثنائية لحماية وسلامة المواطنين من الأخطار، وأجمعوا أن يتم تحديد أمر الطوارئ بمدة زمنية محددة يمكن تجديدها متى ما لزم الأمر.
وقالت خبيرة القانون الدولي “زحل الأمين” إن إعلان حالة الطوارئ الاستثنائية حق دستوري مكفول لرئيس السلطة التنفيذية حفاظاً على صحة وسلامة المواطنين.
وأكد د.”أحمد المفتي” الخبير القانوني، مدير مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان أن إعلان حالة الطوارئ الصحية ومنع التجوال بسبب (كورونا) له مبررات دستورية لا خلاف حولها بمعنى إنه يحق للحكومة إعلان حالة الطوارئ الصحية ومنع التجوال بسبب الوباء.
(كورونا).. الحكومة تعلن حظر التجول وصندوق لمجابهة الفيروس
في تطور متلاحق للتدابير الوقائية لوباء (كورونا) أصدرت اللجنة العليا للطوارئ الصحية التابعة لمجلس الأمن والدفاع عقب اجتماع المجلس بالقصر الجمهوري مساء (الاثنين) برئاسة رئيس مجلس السيادة الفريق أول “عبد الفتاح البرهان”، حزمة قرارات قضت بفرض حظر التجوال في جميع مدن السودان من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، وإيقاف البصات السفرية من وإلى ولايات السودان المختلفة اعتباراً من يوم (الخميس) ٢٦ مارس من الساعة السادسة مساءً.
وفي السياق وجه “البرهان” خطاباً للأمة السودانية دعا فيه الجميع لتوخي الحيطة والحذر، وأعلن تسخير كافة إمكانيات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية تحت تصرف اللجنة المختصة، ووجه بإنشاء صندوق قومي لدعم مجابهة فيروس (كورونا) على أن يكون مفتوحاً لجميع أبناء السودان في الداخل والخارج. وقطع بضرورة الوعي وتضافر الجهود الرسمية والشعبية للخروج من هذه المرحلة العصيبة.
في ما يلي بيان اللجنة العليا للطوارئ الصحية:
١- بناءً على متابعة انتشار فيروس (كورونا ١٩) المستجد وجداول مستويات التعامل مع انتشار المرض، فقد ظلت وزارة الصحة ترصد حالات الإصابة بالفيروس بالسودان التي تمثلت في الآتي:
أ- مصاب سوداني توفي إلى رحمة مولاه.
ب- أجنبي تأكد بعد الفحص إصابته بالفيروس.
ج- هناك (١٧) حالة اشتباه تحت المراقبة والمتابعة.
٢- مواطنينا الأعزاء نعلم جميعاً بأنه لا يوجد علاج لهذا الوباء ولا لقاح ولا تطعيم، والعلاج الوحيد هو منع التجمعات والالتزام بالبقاء في المنازل.
٣- علية نعلن الآتي:
أ- حظر التجوال في جميع مدن السودان من الساعة الثامنة مساء وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي، وذلك اعتباراً من يوم غدٍ ــ (اليوم) ــ (الثلاثاء) الموافق ٢٤ مارس ٢٠٢٠م.
ب- إيقاف البصات السفرية من وإلى ولايات السودان المختلفة اعتباراً من يوم الخميس الموافق ٢٦ مارس ٢٠٢٠ من الساعة السادسة مساءً.
٤- على المواطنين الكرام الالتزام بالإرشادات الصحية والأمنية التي تصدر على مدار الساعة من كافة الأجهزة الإعلامية.
إعلام مجلس السيادة الانتقالي