رئيس حزب التنمية القومي “الضيف عيسى عليو” في حوار مع (المجهر)
"حمدوك" يمضي في الطريق الصحيح لكن يحتاج للتخلص من أجندة قوى الحرية
يجب على أعضاء السيادي إعمال التنسيق فيما بينهم، وأن لا يتابعوا خمارات الكلام
(60%) من أعضاء الحزب ومؤسسيه من الشباب خاصة الذين شاركوا بفعالية في الثورة المجيدة
رؤيتنا للانتخابات نريد الاعتنماد على القائمة النسبية لأن الدوائر الجغرافية التقليدية بها ظلم
حوار ـ سيف جامع
قال رئيس حزب التنمية القومي “الضيف عيسى عليو” إن الحكومة الانتقالية تمضي في الطريق الصحيح، ويجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي فيها، لأن إدارة الدولة ليست أمراً سهلاً، وهو عمل كبير يحتاج لترتيب. وأعلن عن تقديم الحزب نظاماً أساسياً يحتوي على سبعة عشر هدفاً تلامس القضية السودانية، أبرزها المحافظة على وحدة السودان والتداول السلمي للسلطة، وتحقيق المصالح الوطنية، وجبر الضرر والتعويض لضحايا الخروقات والنزاعات.
وأوضح “عليو” في حوار مع (المجهر) أن إطالة أمد الفترة الانتقالية سيشكل عائقاً أمام تطوير العملية السياسية، كما أن المجتمع الدولي لا يتعامل مع الأنظمة الانتقالية خصوصاً في مجال التمويل والاقتصاد، مؤكداً أهمية أن يتشكل البرلمان القادم من جميع القوى السياسية بالبلاد، مع مراعاة أدوار المرأة والشباب والطلاب في الثورة. وأجاب “الضيف” على عدة محاور.. فإلى مضابط الحوار.
بداية ما هو حزب التنمية القومي؟
ــ الحزب هو قومي، فكرته نشأت بعد سقوط النظام مباشرة، حيث جلسنا كمجموعة من أبناء السودان للتفاكر في ماذا بعد؟، وتم نقاش كثيف وانطلقت الفكرة بأن يكون هنالك منبر لتوصيل رسالتنا، ورأينا أن الوسيلة المناسبة منبر الأحزاب السياسية، والديمقراطية هي أساس عمل الأحزاب، وبدأنا الفكرة مع مجموعة من أبناء السودان واتفقنا أولاً على قومية الحزب، وقررنا تأسيس حزب مبني على القومية.
من أين أتت فلسفة اسم (التنمية القومي)..؟
ــ طرحنا عدة أسماء للحزب كلها قائمة على القومية، ولكن في النهاية توافق الجميع على اختيار حزب التنمية القومي.
ما هي أهدافكم؟
ــ أهداف الحزب حددناها في (17) هدفاً أولها المحافظة على وحدة السودان أرضاً وشعباً، وقومية القوات المسلحة، والتداول السلمي للسلطة، وتحقيق المصالح الوطنية، وجبر الضرر والتعويض لضحايا الخروقات والنزاعات، أما رؤية الحزب السياسية والاقتصادية التي تتمثل في ضرورة بناء نظام سياسي ديمقراطي. ويرى الحزب أن الحكم الفيدرالي يعتبر النموذج الأفضل للحكم في السودان، والعمل على تجويده في إعطاء الولايات حقوقها كاملة، بجانب إقامة علاقات خارجية للسودان على المصالح الإستراتيجية مع ضرورة وجود السودان في المؤسسات الدولية والإقليمية.
ماذا عن رؤيتكم الاقتصادية؟
ــ رؤية الحزب تشتمل على تقليل الصرف على قطاع الأمن والدفاع لصالح قوى الإنتاج مع ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة في تحديد الأسعار وضبط الأسواق.
وأيضاً الاستفادة من موارد السودان المتاحة والحفاظ على البيئة، والتعريف بالسودان وموراده السياحية، ورصدنا وسائل لتحقيق هذه الأهداف منها الخطابية والإعلامية ونعتبر كل الوسائل متاحة لنا لتحقيق أهدافنا عدا العمل المسلح، لأجل الوصول للسلطة، ونفتكر السودان به تجارب كثيرة في العمل المسلح كانت غير مجدية.
حدثنا عن برامجكم؟
ــ الأهداف نفسها سنحولها إلى برامج ونحن نقصد بالبرامج التنمية الشاملة ولا نقصد بناء شوارع أو حيطة، والسودان به إشكالية حقيقية في التنمية، ولم نستخدم مقدرات المواطن السوداني، لدينا ثقافة سودانية نريدها أن تتواصل، السودان معزول في المحليات والولايات أي شخص ما قادر يتواصل مع الآخر وهذه مشكلة كبيرة.
أعلنتم عن الحزب في وقت يشهد فيه السودان تغييراً مفصلياً، ما مدى الانضمام إليه؟
ــ الحمد لله كل يوم نشهد فتحاً جديداً بانضمام مواطنين إلى الحزب، هسة أنا في الطريق شهدنا فتحاً وانضمام النيل الأبيض من المؤسسين، وكذبك في كسلا، والجزيرة، وكل الولايات الـ(18) عندنا فيها أعضاء يروجون لطرحنا وفكرنا في الحزب.
هل انضم لكم الشباب ؟
ــ حالياً (60%) من أعضاء الحزب ومؤسسيه من الشباب خاصة الذين شاركوا بفعالية في الثورة المجيدة، وحالياً الثورة ثلاث أرباعها من الشباب، وهم لعبوا دوراً مهماً في الثورة، وهي ثورة شباب وليس شيوخ، لذلك خصصنا (60%) من برامج الحزب للشباب، و(30%) من إدارة تتقاسم ما بين الخبراء والمرأة، لأن الشباب هم كل الحاضر والمستقبل، ونحن فقط نريد أن نؤسس خارطة طريق للحزب، ونمضي لفتح الطريق للشباب لتقديم مبارداتهم.
كيف تقيمون الفترة الانتقالية؟
ــ نحن مع الفترة الانتقالية لثلاث سنوات، ونرفض التمديد لأن إطالة أمد الفترة الانتقالية سيشكل عائقاً أمام تطوير العملية السياسية، كما أن المجتمع الدولي لا يتعامل مع الأنظمة الانتقالية خصوصاً في مجال التمويل والاقتصاد، كما أننا مع أهمية أن يتشكّل البرلمان القادم من جميع القوى السياسية بالبلاد، مع مراعاة أدوار المرأة والشباب والطلاب في الثورة، وإذا كان الإخوة في الحكومة حريصين على تأسيس انتخابات نزيهة تخرج السودان إلى بر الأمان نحن نؤيدهم، لأن الشعب ظل في الفترة الماضية لم يجد انتخابات نزيهة .
بالنسبة للدوائر الانتخباية هل لديكم رؤية جديدة حولها؟
ــ عندنا رؤية نقدمها بعد المؤتمر التاسيسي، سنقدم الرؤية للأحزاب السياسية وسيكون لنا حق التواصل الرأسي والأفقي، رؤيتنا للانتخابات نريد الاعتماد على القائمة النسبية لأن الدوائر الجغرافية التقليدية بها ظلم، والتعداد السكاني الإحصائي به تفاوت من ولاية لأخرى ومن ومحلية لأخرى، مثلاً هنالك شخص يحرز (7) آلاف صوت، ولا يفوز، وهنالك شخص يحرز (3) آلاف صوت ويفوز ويبقى هذا ظلم.
رأيكم في مفاوضات جوبا؟
ــ نشجع مفاوضات جوبا ومع متابعاتنا لها اتضح أنها لم تحرز تقدما إلى الآن كما أن الرؤية ما واضحة حولها لأنه للأسف هنالك بعض القيادات السياسية يبدو أنها غير مشجعة للمفاوضات والسلام .
من تقصد من جانب الخرطوم أم قيادات الحركات؟
ــ هنالك من هم في الخرطوم وغيرها ما عندهم رغبة في السلام، لأنه خصم عليهم، وكذلك إخوتنا في الكفاح المسلح كونهم يربطون السلام بالوظائف هذا مرفوض ومرفوض ، وهم كانوا يكفاحون كفاحاً مسلحاً، فقدنا بسببه أرواحاً كثيرة وآلافاً من النازحين واللاجئين وتدمير قرى، لذلك ينبغي أن يتحدثوا حديثاً لمناقشة جذور القضية كلياً، وليس الوظائف، إذا هنالك تهميش يجب مناقشة التهميش وحله، والنظر حول ما إذا كان هنالك ظلم في الوضع العام في مؤسسات الدولة والقوات المسلحة وأجهزة الأمن، يجب أن نعالجه، يجب أن لا نترك هذه القضايا ونتصارع حول الكرسي .
الحكومة الانتقالية؟
ــ الحكومة أعتقد أنها تمضي في الطريق الصحيح، ويجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي لأن إدارة الدولة ليس أمراً سهلاً، وهو شغل كبير يحتاج ترتيب، هؤلاء استلموا بعد نظام حكم ثلاثين عاماً، ويحتاجون وقتاً حتى يتمكنوا من إعادة ترتيب الأوضاع، “حمدوك” صحيح تم اختياره والتوافق عليه من قبل قوى الحرية والتغيير، لكن هم فرضوا عليه بعض الحاجات، ولازم يحتاج لوقت حتى يتخلص من البرامج التي فرضت فيه، وأيضاً تقييم الوزراء الذين قد يحتاجون لتقييم من قبل رئيس الوزراء أثناء عملهم، وهل هذا الوزير جيد أم لا؟، بعد ذلك تبدأ مرحلة أن يقيل الوزير منفرداً أو يرجع لقوى الحرية والتعيير ويقول لهم إن الوزير دا لو عندكم بديل ائتوا به أو هو يختار، ويجب أن ننظرعموماً للجوانب الإيجابية مثلاً، الحديث في زيارة “حمدوك” لأمريكا وعدم مقابلته لترامب، هو لم يذهب لترامب، وإنما لمقابلة المؤسسات الأمريكية، وليس لمقابلة “ترامب” لأن مقابلته وتبادل الصور معه لن يفيد القضية السودانية، وحالياً “حمدوك” ماضٍ في الطريق الصحيح، والناس البعارضوا لازم يعطوه فرصة للعمل، ويحب أن نتخلى عن الحسد السياسي ونتتظر لمدة ثلاث سنوات، وحينها نحتكم للمواطن السوداني، وهو يختار في الانتخابات بعد اختياره ننتظر أيضاً لأربع سنوات حتى يؤدي المنتخب واجبه ونقومه وننصحه ونكتب الإيجابي والسلبي، نطرحه بطريقة عقلانية، وبذلك نعبر بأمان إلى دولة كاملة الدسم بمؤسسات دميقرايطية ممكن أن يأتي شخص من آخر الصفوف عنده أفكار لم تطرح من قبل لكنه من غير المعقول بين عشية وضحاها نحول السودان من شقاء إلى نعيم هذا أمر صعب.
تعليقك على احتجاجات منسوبي المؤتمر الوطني المحلول ضد الحكومة؟
ــ المؤتمر الوطني كان يرغب في أن يكون ضمن المنظومة السياسية في الفترة الانتقالية، لكن هم عزلوا أنفسهم من القضايا الراهنة مثل الفساد، وكان يريد أن يمضي إلى تصحيح نفسه ومراجعة أدائه ومواقفه وقضايا الفساد التي وصلت إلى المحاكم، هذا كانت فلسلفة الوطني ، لكن قد يكونوا غير محقين فيها والتجارب معروفة، يعني أي نظام يسقط ما بكون موجود في الساحة السياسية وحل المؤتمر الوطني متوقع ،والزحف الاخصر مجرد تعبير ويريدون يؤكدوا أنهم موجدوين وجيد أن السلطات سحمت لهم والدمقراطية تحتاج إلى ذلك التعبير المشروع والسلمي، وبالفعل عبروا عن أنفسهم وحشدوا الولايات وانفضوا لكن أفتكر أن التعبير متاح لأن الديمقراطية أيضاً حريصة على نفسها، لكن القضايا التي تؤدي إلى الفتنة والتهديد بسفك الدماء والدم إلى الركب هذا سلوك مرفوض.
رسالتك للمكونين العسكري والمدني في مجلس السيادة؟
ــ يجب عليهم إعمال التنسيق في ما بينهم، لأن المسؤولية تحتم عليهم التنسيق خاصة وهي كبيرة وأن لا يتابعوا خمارات الكلام، والمسؤولية تحتم عليهم أن يكونوا مسؤولين، وهذا اتضح بأن أعضاء السيادة المدنيين كانوا حينما أتوا للسلطة متحمسين جداً، لكن عندما وجدوا أنفسهم في موقف المسؤولية خطابهم تغير، واختلف وأصبحوا عقلانيين والرؤية اختلفت، وكذلك للوزراء عندما أتوا كان لديهم حماس، وعندما شعروا أن إدارة الدولة تحتاج لحكمة أيضاً أصبح لديهم تطور، وأعتقد أن هذا تمرين ممتاز جداً الناس يستفيدوا منه، والتنسيق بين هذه الاطراف مهم من أجل المواطن السوداني، الذي يعيش خارج التاريخ، لأنه لم توجد دولة حديثة جمعت هذا المواطن، كما أنه ما زال يعاني حتى الآن يشرب الحمار والحيوان والإنسان في حوض ماء واحد، لذلك نحتاج لدولة حديثة ترتقي بالانسان وتحقق الرعاية الاجتماعية للمواطنين .