وعشان كده الميزانية (فارقة)!!
– 1 –
} أحال مجلس الأحزاب والتنظيمات السياسية ملف ثلاثة أحزاب، هي (الأمة القومي) و(المؤتمر الشعبي) و(الحزب الشيوعي السوداني)، إلى المحكمة الدستورية للنظر في ارتكابها (مخالفات) قانونية لتوقيعها على وثيقة (الفجر الجديد) في “كمبالا”، التي تؤكد على (شرعنة) العمل الثوري المسلح لإسقاط النظام الحاكم في الخرطوم.
} وبعيداً عن التدخل في الشأن (المهني) و(القانوني) لمجلس الأحزاب، وسلطات المحكمة الدستورية، إلا أنني أرى أن الحكومة ليست في حاجة إلى المزيد من (استعداء) أحزاب المعارضة بالداخل، ومحاصرتها، والتضييق عليها، بل وعصرها حتى (تجيب الزيت)!!
} خرجت هذه الأحزاب الرئيسية (الأمة، الشعبي والشيوعي) على رؤوس الأشهاد وتحت أبصار وأسماع العالمين، تؤكد أنها لم توقع على ميثاق (الفجر الجديد) وتبرأت منه، بل ووجهت انتقادات لاذعة، موثقة ومشهودة طعنت خاصرة الميثاق، بل ونسفته، إلى أن استنجدت (الجبهة الثورية) بأمثال “يوسف الكودة” لاحيائه من جديد، وحقنه بجرعة من (المحاليل الوريدية) لتعيد الحياة إلى شرايينه!!
} تنكرت الأحزاب على ألسنة زعمائها وكبرائها من (ميثاق كمبالا)، وهذا يكفي بالنسبة لأي مراقب محايد، وحكم عدل، وخصم معتدل وموضوعي.
} طبعاً أنا لا أتوقع أن تصدر المحكمة حكماً بـ (حل) تلك الأحزاب، أو تجميد نشاطها، ولكن تفاصيل مثل هذه المحاكمات، وشغل الرأي العام بها لا يقل ضرراً عن الأضرار التي تسببها مفاوضات “اديس أبابا” العبثية بالمشهد السياسي والحال الاقتصادي (المائل) في البلاد.
– 2 –
} لا أدري لماذا تتمسك قيادة الدولة بالأخ الأستاذ “محمد حاتم سليمان” مدير عام التلفزيون في هذا الموقع وبعد كل الذي حدث ويحدث؟!!
كما أنني لا أدري لماذا يتمسك “محمد حاتم” – نفسه – بهذا المنصب، حتى ولو تمسك به السيد الرئيس ونائبه الأول والثاني ومساعدوه الأول والثاني والثالث والرابع والخامس؟!!
} بصراحة.. لو كنت في مكان “محمد حاتم” لقدمت استقالتي تماماً كما فعلت في (الأهرام اليوم) مع أنني مؤسس تلك الصحيفة (الخاصة) بينما لم يؤسس الأخ الصديق “محمد حاتم” تلفزيون السودان عام 1962..!!
} يستطيع الأستاذ “محمد حاتم” أن يحقق نجاحات في مؤسسات أخرى متعلقة بالإعلام والسياسة، وليس بالضرورة أن تكون نهايته في التلفزيون، حتى ولو لم يكن هو السبب (الوحيد) في أزمة التلفزيون الحالية، فالذين استقالوا على نطاق العالم من مناصب سياسية وإعلامية على مر العقود استقالوا لأنهم كانوا في موقع (المسؤولية)، وليس بالضرورة بسبب ارتكابهم الأخطاء بفعل أيديهم وقراراتهم المباشرة.
– 3 –
} الآن.. عرفت أسباب ارتفاع سعر (الدولار) مقابل الجنيه السوداني!! لا بد أن يرتفع (الدولار) و(اليورو) إذا كان وزير المالية (رايق) بين حي (الراقي) الفخيم ورياضة (شارع النيل) في الخرطوم (بالليل)!!
ولا بد أن يرتفع سعر (الدولار) ما دام (مسؤول كبير) في بنك السودان (كاتل) حفلة (رأس السنة) على أنغام “حسين الصادق” و”إنصاف مدني” و”شريف الفحيل” بصحبة أسرته الكريمة!!
} من حقهم أن يعيشوا حياتهم كما نعيشها نحن، و(نكتل) حفلات (رأس السنة)، ولكن – وبصراحة أيضاً – لو كنت وزير المالية أو مسؤولاً في بنك السودان، في هذا البلد، وبهذه الظروف القاسية، لما سكنت (حي الراقي)، ولما قصدت صالة (ميريلاند)، ولما وجدت وقتاً للتنزه مع حرمي المصون في شارع النيل!! بل لما خرجت من مكتبي أصلاً!! غريب أن تبقى وزيرة العمل “اشراقة سيد” في مكتبها إلى العاشرة مساء، بينما يتنزه “علي محمود” في شارع النيل!! النيل ده (مرتين).. عشان ما في وقت للروقان ولا للرياضة.. كيف بيلقي وزير المالية وقت و(روقة)؟!
} وعشان كدة المالية (خربانة).. والميزانية (فارقة)!! وبعد دا (ليهم نفس) يقولوا ليك (فك الارتباط والترتيبات الأمنية.. قبل البترول)!! واتفرجوا..!!