شهادتي لله

المخابرات العربية والغربية تكرر الخطأ !!

لا معنى لرئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” آلية عليا لمعالجة الأزمة الاقتصادية ، لأنه ببساطة المسؤول الأول عن معالجة هذه الأزمة المتفاقمة ، بحكم منصبه !!
ولو أن “حمدوك” نجح في قيادة حكومته الضعيفة وأفلح في إدارة أزمة الاقتصاد خلال الـ(7) أشهر الماضية ، لما احتاج مجلسا السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير مجتمعين للاتفاق على قرار بتشكيل آلية استثنائية لوقف الانهيار الاقتصادي الماثل أمام الجميع ولا يحتاج توصيفه لمحلل سياسي أو خبير اقتصادي .
انتهت صلاحية المسكنات والمخدرات التي كانت توزعها كتائب (قحت) الإلكترونية ، ومفادها أن الحكومة الانتقالية استلمت دولة منهارة ، نهبها (الكيزان) ، وجففوا مواردها ، فهذا الشعب أوعى من الاستمرار في تصديق هذه الخزعبلات ، والصحيح أن ذهاب (الكيزان) بدولتهم (الفاسدة) ، أخلى آلاف المناصب الدستورية بميزانياتها وامتيازاتها وسياراتها على مستوى المركز والولايات الـ(18) ، وألغى مئات الوزارات والمجالس التشريعية ، والمؤسسات والصناديق والجمعيات ، وحلّ قوات مثل هيئة العمليات والشرطة الشعبية ، وخفض قوة وميزانية جهاز الأمن والمخابرات ، فأين ذهبت كل تلك (الترليونات) من الجنيهات التي كانت تذهب لتسيير الأجهزة والهيئات المحلولة منذ نحو عام؟، أين ذهبت ميزانية المجلس الوطني برئيسه ونوابه ورؤساء لجانه وعضويته التي تتجاوز (450) عضواً ، أين مرتباتهم لعام كامل ؟ نثرياتهم ؟ سياراتهم ووقودها ؟ تذاكر سفرهم الذي لم يكن يتوقف كوفود برلمانية مشاركة في فعاليات دولية وإقليمية ؟ أين اختفت مرتبات وامتيازات (90) وزيراً اتحادياً ووزير دولة في الحكومة المركزية ، ومئات الوزراء ورؤساء المجالس التشريعية وأعضائها وعرباتهم في (18) ولاية ؟!
لقد كان الشيوعيون والبعثيون والأنصار يصدعون رؤوسنا كل يوم بأن مشكلة السودان في فساد حكومته وفي ميزانية جهاز الأمن ، حتى إذا ما سقط النظام الفاسد وتم (تقزيم) جهاز الأمن وتجفيف موارده وتقليل ميزانياته وتسريح قواته ، وقف حمار (قحت) في العقبة ، وحار دليله !!
الوضع اليوم أسوأ بما لا يُقارن بما كان في أسوأ أيام النظام السابق، والفرق الوحيد في توفر السيولة بالبنوك ، وحتى هذي ليست من إنجازات حكومة “حمدوك” ، لأن صناع الأزمة في اللجنة الأمنية كانوا وراء (دس النقود) وتخزينها بعيداً عن البنوك ، لتضييق الخناق على “البشير” لإجباره على التنحي، فلما سقط عادت النقود إلى بنوكها !!
إن بعض مكونات (قحت) تعادي حكومتها وتعمل ضدها ، أكثر مما يفعل (الإسلاميون) ، فالذين يعطلون حكومة “حمدوك” حالياً ليسوا (كيزان) ، بل قيادة وأعضاء الحزب الشيوعي الذين يخالفون كل ما يتفق عليه المجلس المركزي للحرية والتغيير ، ويعرقلون كل مشروع وطني للتقارب بين المكونين العسكري والمدني لإخراج البلاد من وهدتها .
والأسوأ من الحزب الشيوعي .. المخابرات (العربية) و(الغربية) التي أخطأت في فهم النفسية والعقلية السودانية ، ولم تحسن قراءة المشهد السياسي في بلادنا ، فعملت دون هدى على إسقاط النظام السابق ، بمحاصرته وخنقه اقتصادياً لتهيئة الأرض لثورة شعبية تسقط “البشير” وقد كان . كانت مخابرات العرب والعجم الغبية تتوهم أن البديل السياسي سيكون أفضل من (الأخوان) وسيكون حليفها ونصيرها في المنطقة!!
الآن.. هم في ذات النقطة التي بدأوا منها إسقاط نظام (الإنقاذ) .. فيا لغبائهم جميعاً !!
اعتمدوا على مصادر بليدة ضللتهم، وإن كانت تعتلي مناصب عليا بالدولة في العهد السابق ، أسسوا مشروعهم على معلومات وتقارير صاغها أصحاب غرض سياسي وأجندة شخصية ، فضاعت أموال العرب والفرنجة هباءً منثوراً !!
الآن .. يجب على هذا المحور الإقليمي العربي .. الانتباه .. وعدم تكرار الخطأ ، عليهم دعم هذا الحكم الانتقالي ، ولو أبى الحزب الشيوعي ولو تنكر وأساء وأصدر البيانات وأخرج (المواكب الألفية) .
الحزب الشيوعي لا يمثل السودانيين ، ولا يمثل غير عضويته المئوية ، وسيسقط في أي انتخابات قادمة ، وقادته يعرفون ذلك جيداً ، لذلك يتعلقون بأستار الفترات الانتقالية .
ادعموا “البرهان” ، أو “حميدتي” ، أو “حمدوك” ، لا يهم أيهم، الأهم أن يستقر السودان ، لأن القادم بالتأكيد لن يكون حليفكم .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية