شهادتي لله

نتنازل عن (ستمائة) ونحارب من أجل (ستة)!!

{ جدد السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أمس الأول التزامه بتنفيذ الاتفاقيات التي أبرمها مع رئيس دولة الجنوب الفريق “سلفاكير ميارديت”، وقال “البشير” لدى افتتاحه المجمعات الجديدة بمستشفى “إبراهيم مالك”: (لا تبديل ولا تحريف ولا إلغاء لأي جزء من الاتفاقيات التي وقعتها مع “سلفاكير” في شهر سبتمبر الماضي، والاتفاق سينفذ كما هو دون تعديل).
{ ويبدو واضحاً أن الرئيس كان يخاطب بهذه الفقرة جهة أخرى (خارجية) غير مواطني حي (الصحافة شرق) الذين احتشدوا للمشاركة في حفل افتتاح المستشفى.
{ إذن، على الرئيس “البشير” أن يأمر الوزارات والجهات المختصة في حكومة السودان بالبدء (فوراً) في تنفيذ الاتفاقيات الثماني التي تم توقيعها في “أديس أبابا” بين وفدي السودان وجنوب السودان.
{ لا يمكن أن نتحدث عن ضرورة تنفيذ الاتفاق (كما هو ودون تعديل) بينما نطالب في ذات الوقت بتطبيق (الترتيبات الأمنية) قبل (الترتيبات الاقتصادية والتجارية)!!
{ ليس هناك (نص) في الاتفاقيات الثماني يشير إلى (أولوية) اتفاقية الترتيبات الأمنية على الاتفاقية التجارية وضخ النفط.
{ إذن.. على حكومة أن تشرع في تنفيذ ما (يليها) من الاتفاقيات دون حاجة إلى مشورة الوسيط “أمبيكي”، أو المبعوث “منكريوس”، ثم تنتظر بعد ذلك ماذا ستفعل حكومة الجنوب، بعد (أسابيع) وليس (أيام)، من تنفيذ ما يلي حكومة السودان.
{ أما الإصرار على البقاء في (نقطة) واحدة، والتمترس في خانة مطالبة الجنوب (بفك الارتباط) مع قطاع الشمال المتمرد في جنوب كردفان، فيعني عدم (الرغبة) في تنفيذ الاتفاق، ودفع عجلة (السياسة) قبل (التعاون) إلى الأمام.
{ العلاقة التاريخية بين (الجنوبيين) في (الحركة الشعبية) الحاكمة في “جوبا”، ومتمردي (جبال النوبة) والنيل الأزرق وبعض متمردي (الوسط) مثل “ياسر عرمان”، علاقة في طريقها على التآكل والتلاشي بمرور الأيام، وبازدياد (المصالح) و(المنافع) بين “الخرطوم” و”جوبا”.
{ مثل هذه العلاقات (العميقة)، المرتبطة (شكلاً) بشعارات النضال المشترك والكفاح المسلح (المزيفة)، لا يمكن إلغاؤها بإعلان، أو (بيان) يلقيه “سلفاكير” أو “باقان”، إنما تذهب إلى مزبلة التاريخ بانشغال الطرفين الأساسيين (السودان) و(الجنوب).. “البشير” و”سلفاكير”.. بتطوير سياسة (المصالح المشتركة) وهي السياسة الحاكمة – الآن – في كل رقاع المعمورة.
{ وبالمقابل فإن سياسة حصار و(تجويع) الجنوب، لن تنتج إلاّ (حرباً) جديدة بين البلدين، فحكومة الجنوب تعيش – حالياً – حالة من (انعدام الوزن).. وتعيش إحباطاً مدمراً.. حصاراً (داخلياً) من الشعب الغاضب الجائع، وحصاراً (خارجياً) من السودان، ومن (المجتمع الدولي) الذي أغدق عليهم بالوعود، بينما عجز عن توفير شاحنات (الذرة) و(البصل) و(زيوت الطعام)!!
{ في هذه الحالة (الانتحارية) يمكن أن يفكر جنرالات (الجيش الشعبي) في شن حرب جديدة على السودان تحت لافتة (أبيي.. أرضنا).. وتحت شعار (عليَّ وعلى أعدائي.. لماذا ينعم السودان بالسلام ونحن جائعون؟!)
{ عندما تجوع الوحوش في (الغابة) فإنها تأكل صغارها، وإذا جاع (الجنوبيون) فإنهم دائماً يشعلون (الحرب)، حتى وإن كانوا يعلمون بأنهم – لا محالة – خاسرون.. وميتون!!
{ سيدي الرئيس: لا وقت.. ولا طاقة تبقت لشعب السودان لإهدارهما في مسلسلات (أبيي) و(14 ميل) والمناطق المتنازع عليها والمناطق (المدعاة)!! فامضِ بالدولة نحو غاياتها باتجاه تنفيذ (المفيد) و(المثمر) من اتفاق التعاون مع الجنوب، وترك (المجادلات) في مناطق الحدود لمحاكم (الزمن الطويل) الدولية.
{ أصدر سيدي أوامرك بتنفيذ اتفاق البترول، والاتفاق التجاري، على أن يستمر التفاوض و(التقاضي) في ما اختلف عليه الطرفان، فلا ترهنوا بلادنا لنزاع مناطق محدودة المساحة بعد أن تنازلتم للحركة الشعبية وليس (الجنوبيين) عن أكثر من (600) ألف كيلو متر (ستمائة ألف) هي مساحة جنوب السودان!!
{ غريب بل مريب أن نتنازل عن (600) ألف كيلو متر بكل يسر، ثم نأتي لنحارب – مرة أخرى – من أجل (6) آلاف.. (ستة آلاف كيلو متر مربع)!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية