رأي

(حقوق قبيلة الإبداع.. الأدبية والمادية)

التجانى حاج موسى

استقبل عضو مجلس السيادة “التعايشي” وفداً يتقدمه الفنان “صلاح مصطفى” ود. “عبد القادر سالم” وآخرون.. وهم يمثلون لجنة تمهيدية بغرض إنشاء كيان يهدف لاستخلاص حقوق المبدعين، الأدبية، والمادية.. (الإدارة الجماعية)، وهو نظام متبع في دول عديدة.. وكثيراً ما كتبت منادياً بإنشاء هذه الآلية، وأرجو أن يثمر اللقاء بعضو مجلس السيادة بنتائج إيجابية تعود على المبدعين بالخير العميم، وترفع الظلم عنهم. والمبدعون في بلدنا يعطون إبداعهم ولا يتقاضون مقابلاً، وحتى حقوقهم الأدبية تحجب عنهم.. ومصنفات المبدع لها مقابل، ولها قوانين، ولها قضاء ومحاكم ومؤسسات حكومية تنظم كل عمل يتعلق بالمصنفات المنتجة من قبل المبدعين، ويوجب قانوناً عدم استغلال مصنفاتهم دون وجه حق. وآن الأوان لحسم قضية تلك الحقوق.. وأول مُعتدٍ على تلك الحقوق هم من يؤدون أغنيات الشعراء والملحنين، والواجب عليهم أن يتعاقدوا مع الشعراء والملحنين.. أقرب الصورة للقارئ، فمثلاً، أدى مُغنٍّ أغنية (في بعدك يا غالي).. أمام الجمهور، فعليه أولاً أخذ الإذن من ورثة شاعرها المرحوم “عوض أحمد خليفة”، وورثة الملحن المرحوم “الفاتح كسلاوي”.. وقبل أدائه للأغنية، يجب أن يفصح للجمهور اللذي سيستمع للأغنية عن اسم الشاعر والملحن، فإن لم يفعل، يكون قد اعتدي على حقهما الأدبي، ولا يسقط الأدبي بالتقادم، ويظل باقياً مدى الحياة، في حين أن الحق المادي، يسقط بعد انقضاء خمسين سنة من تاريخ وفاة المؤلف (الشاعر والملحن)، وكلاهما صاحب حق (أصيل)، أما المؤدي فهو صاحب حق (مجاور) تأتَّى من أدائه للأغنية.. وبالتالي له الحق في مقاضاة كل من يستغل أداءه للأغنية بعرضها عبر أي وسائط ناقلة لها للجمهور.. وعادة ما يبرم المستغلون عقوداً مع أصحاب الحقوق الأصلية والمجاورة، (المنفذون من موسيقيين، أصحاب حق مجاور)، فيجب إبرام عقد معهم.. والعقد يتضمن مدة استغلال المصنف (الأغنية)، والمقابل المادي والطريقة التي يستغل بها المصنف، وننصح أصحاب المصنفات أن لا يتنازلوا عن مصنفاتهم للمستغلين على سبيل الحصر.. وفي حالة إنفاذ آلية استخلاص الحقوق بواسطة الإدارة الجماعية، يعطى صاحب المصنف تفويضاً قانونياً يخولها القيام بجميع الإجراءات الواجب القيام بها لاستخلاص الحقوق، ويتفق على خصم قيمة مادية عند استخلاصها، مقابل الأعمال التي تقوم بها الإدارة، وعلى أصحاب المصنفات إيداع جميع مصنفاتهم الواجبة الحماية، وبالطبع كلما زادت المصنفات المنتجة، كلما زادت العائدات المادية لأصحاب الحقوق.. على المستغلين للمصنفات تحديد قيمة مادية يدفعها المستغل وفق اتفاق يرتضيه أصحاب الحقوق بواسطة الإدارة الجماعية، مثلاً لو تم الاتفاق على خصم عشرة جنيهات في كل مرة يبث فيها المصنف للجمهور، فأصحاب المصنفات الكثيرة سينالون مبالغ كثيرة، وبالتالي يتأثر صاحب المصنف بثمرات إبداعه، هذا يحفزه لمزيد من الإنتاج الإبداعي..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية