الديوان

المخرج "سعيد حامد": لو كان عندنا دراما قبل الانفصال لـ(……)!!

بعد غربة بمصر دامت لأكثر من (ثلاثين) عاماً، عاد إلى وطنه بخبرة هائلة في الإخراج والإنتاج الفني والتصوير، لعله يسهم مع رهطه من الدراميين في إيجاد مخرج لأزمة الدراما السودانية، قدم )مبادرة( أسعدت أهل الدراما فتجاوبوا معها، حيث ولدت الكثير من الأسئلة المهمة والصعبة، لذلك ذهبنا إليه بحثاً عن تفاصيل أكثر، كان مكتبه ملئ بالنشاط والحركة والحيوية والضيوف، إنه الأستاذ “سعيد حامد” المخرج السوداني الأكثر شهرة، والذي ابتدر مشواره المهني كمساعد مخرج في السينما المصرية مع عدد من أبرز المخرجين المصريين أمثال “محمد خان” و”شريف عرفة” وغيرهما، من أفلامه (وعد ومكتوب) و(المولد) و(سمع هس) و(اللعب مع الكبار) و(يا مهلبية يا)، ثم قام بإخراج أولى تجاربه السينمائية عام 1989 فيلم (حب في الثلاجة)، وبعدها بتسع سنوات أخرج الفيلم الذي حقق نجاحاً منقطع النظير (صعيدى في الجامعة الأمريكية) بطولة الفنان “محمد هنيدى”، ثم (همام في أمستردام) ثم (شورت وفانلة وكاب) و(جاءنا البيان التالي) و(طباخ الريس) والعديد من الأفلام، ومسلسلين للتليفزيون هما (هانم بنت باشا) للفنانة “حنان ترك” و(اختفاء سعيد مهران) للفنان “هشام سليم”، ولد “سعيد حامد” بالخرطوم في 5 فبراير 1958م، وحصل على بكالوريوس مونتاج من المعهد العالي للسينما بالقاهرة.
 فإلى مضابط الحوار:
{ أستاذ “سعيد” لماذا المكوث في مصر كل هذه المدة.. بعد التخرج
– لمزيد من الخبرة في الصناعة السينمائية المصرية، بعد التخرج عملت لمدة عشر سنوات تدرجت فيها إلى أن أصبحت مخرجاً وبذلك اكتسبت خبرة، وكانت أولى أعمالي في الإخراج فيلم (حب في الثلاجة).
{ طيب.. بعد كل هذه السنوات.. قل لنا لماذا قررت العودة إلى السودان؟
– ما جعلني استقر هما سببان: أولهما: أن أساهم إعلامياً في تحسين صورة السودان بالخارج، وثانيهما: أن أساهم في الدراما السودانية، وهذا حق وضريبة على عاتقي.
{ مبادرة “سعيد السوداني”.. هل هي رحلة للبحث عن مخرج للدراما السودانية؟
– حاولنا من خلال هذه المبادرة أن نسهم في مشاريع لخدمة الدراميين، وأن نجتمع لإيجاد مخرج للدراما السودانية، وهي موجهة للدراميين وصناع الدراما.
{ هل وجدت استجابة؟
–    وجدنا استجابة واسعة من الدراميين، ونأمل أن نحرز نتائج قريباً، والمشاهد موعود في رمضان المقبل بأعمال درامية بإذن الله.
{ لكن.. قُدمت مبادرات مماثلة من قبل؟
–    نعم، قُدمت مبادرات كثيرة، لكن هذه أول مبادرة تطلق على الهواء، وتضم كل الدراميين من غير تحيز لأية فئة.
{ من أين تتلقون المساعدات؟
–    المساعدات غير ملموسة، أغلبها مساعدات معنوية.
{ مَنْ مِن زملائك أشار إليك بأنك قد تلاقى عقبات في طريقك؟
–    توجد تخوفات من قبل الدراميين، هناك من يقولون توجد عقبات في التوزيع والإنتاج، وأن الدراما ليس لها عائد مادي، كل الدراميين كانوا متشائمين، لكن لابد أن ننتج دراما سودانية لنلحق بركب الدراما المصرية والتركية، ولابد أن نساهم بجزء سوداني داخل هذا الحراك.
{ الدراما عندنا الآن.. قل لنا عنها شيئاً؟
–    ضحك – متوقفة بإستثناء بعض التي تبث من خلال قناة (الشروق)، وهي الوحيدة التي تبث أعمالاً درامية، وندعو كل القنوات أن تحذو حذوها.
أما الدراما في التلفزيون القومي، تكاد تكون منعدمة تماماً، وهو واجب عليه إنتاجها وليست خياراً.
{ ماذا ينقصها؟
–    تنقصها الصناعة، والدراما تصنع بالنص الجيد والتنفيذ بشكل تقني عال، مع وجود وتوفر أدوات الإنتاج للممثل، فالممثل السوداني له قدرات واسعة، لكن المشاهد السوداني يحمله أعباء الإنتاج لذلك فهو يظلمه، وهذه مسؤولية المخرج والمنتج.
{ والكوميديا؟
–    الكوميديا المحلية تنتج من المفارقات التي تتسم بها الممارسة اليومية للحياة، والنص الكوميدي سريع جداً في توصيل المعلومة، سنجرب الكوميديا بممثلين سودانيين مثلاً “جمال حسن سعيد”، “الطيب شعراوي”.
{ يُقال أن السياسة وضعت يدها على الدراما.. هل ترى ذلك صحيحاً؟
–    لا بد من فصل الدراما عن السياسة لأنها كعمل لا تتعلق بالحالة السياسية إطلاقاً، ولا بد أن تكون موجودة في كل الظروف حتى أثناء الحرب، ولو كان عندنا دراما قبل الانفصال لبدت في شكل مختلف حيث التباين الثقافي بين  الشمال والجنوب أكثر وضوحاً وثراء، وفي المقابل لو انتظرنا أن تستقر الحالة السياسية في البلد، سنفقد الدراما كلها.
–    أهي مهمة إلى هذا الحد؟
نعم، وأكثر، ألم ترين ماذا حدث عندما جاءت فرقة (طيور الجنة) إلى السودان، كل أطفال السودان شهقوا وانفعلوا بها لدرجة أن البعض أتى من الأقاليم، وهذا مؤشر خطير لفقد أولادنا من ناحية الموروث السوداني، لازم يأخذوا جرعة سودانية من خلال وجود برامج بصناعة جيدة للطفل السوداني في التلفزيونات، وهذا الأمر نحتاجه بشدة.
{ يبدو أنك تفكر في إنتاج دراما للأطفال؟
–    لا توجد فكرة حالياً، لكن مستقبلاً سنساهم في صناعة للأطفال.
{ المسرح في السودان.. هل هنالك ثمة (خشبات وستائر) حقيقية؟
–    لا توجد مسارح، المسرح القومي هو الوحيد الذي يمثل السودان، لابد أن يعاد ترميمه من جديد، ومن المفترض أن يوجد به عرض يومي وباستمرار، لأنه يمثل واجهة لنا.
{ نعود إلى مصر.. كيف نافس “سعيد” في الوسط الفني هناك؟
–    المنافسة في مصر قائمة على الجودة، كل ما تقدم جديداً تكون موجوداً في السوق، وفي مصر المنافسة على الأجود.
{ عودتك إلى السودان بسبب خفوت نجمك بمصر.. ما رأيك؟
–    أنفي هذا الحديث، لأني ما زلت أقدم أعمالاً وأنا موجود في مصر والسودان، وتُقدم لي العروض ولي عطائي الذي أقدمه حتى الآن.
{ هل تعاملت مع دراميين سودانيين من قبل؟
–    الحمد لله علاقتي طيبة جداً بالكثير من الممثلين، من خلال “جمال حسن سعيد” و”عبد الحكيم الطاهر”، نحن الآن في مرحلة كتابة النصوص وفترة الإعداد والتعرف على الممثلين عن قرب.
{ ماذا يعد “سعيد” للمشاهد السوداني هذه الأيام؟
–    حلقات تلفزيونية متصلة منفصلة، تتحدث عن التنقيب عن الذهب، ومن خلال التنقيب سننقب في المجتمع السوداني.
{ هل هناك جهات تدعم هذا العمل؟
–    لا.
{ ولا حتى وزارة الثقافة والإعلام؟
–    لا يوجد أي رد فعل حتى بالنسبة للمبادرة، بعد أن نبدأ وننتج باكرة أعمالنا سنجد المساعدة. أما بالنسبة لرجال الأعمال إقناعهم صعب شوية، إذا الجمهور اتلف حول أعمالنا سنجد الدعم والسند إن شاء الله.
{ ماذا تريد أن تقول للجمهور السوداني؟
–    للجمهور السوداني، لا تحمل كل المسؤولية للممثل السوداني من ناحية صناعة وأماكن تصوير، تقنية الصورة والصوت، وأن تكون له الثقة في الدراما السودانية والممثل السوداني بالتحديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية