تقارير

وفد الاتحاد الأوروبي في الخرطوم.. المجتمع الدولي يحشد جهوده لدعم السودان

أعلن عن توفير دعم بـ(250)مليون يورو

تقرير _ محمد علي كدابة
في الوقت الذي فرغ فيه السودان وأنهى زيارة استغرقت يومين لرئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية “فرانك فالتر شتاينماير”، وصل البلاد أمس عبر مطار الخرطوم الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي “جوزيف بوريل فونتليس” تأكيداً للانفتاح الخارجي في علاقات السودان ودعم الحكومة الانتقالية بعد التغيير الذي حدث فيه، وأكد الاتحاد الأوروبي تكتل دولي وحشد الجهود الرامية لدعم السودان لإزالة اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب ..
وأجرى “جوزيف بوريل فونتليس” بالخرطوم، محادثات مع رئيسي مجلس السيادة والوزراء وعقد أمس بفندق كورنثيا اجتماع وزاري غير رسمي لمنظمة الإيقاد والاتحاد الأوروبي بحث فيه جملة من القضايا الهامة.
وتعتبر هذه أعلى زيارة يقوم بها مسؤول بالاتحاد الأوروبي للسودان منذ سنوات وهي تأتي بعد ثلاثة أشهر من زيارة رئيس مجلس الوزراء د. “عبدالله حمدوك” ولقائه بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في الحادي عشر من نوفمبر للعام 2019م، ويرى مسؤولون أن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي تهدف إلى المتابعة والتنسيق، وتأكيداً على أن الجميع يعمل في تنسيق وتعاون تام لأجل مساعدة السودان وتقديم الدعم له .
وأعلن ممثل الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي “جوزيف بوريل فونتليس” أمس عقد لقاء جمعه مع رئيس مجلس الوزراء د. “عبدالله حمدوك” عن توفير مبلغ ( 100) مليون يورو للسودان، إضافة إلى المبلغ السابق والبالغ (150) مليون يورو ليصبح الدعم الكلي ( 250 ) مليون يورو. وذلك دعماً لبرامج السلام والتحول الديمقراطي بالبلاد ودعم الفرص الاقتصادية للشباب والإصلاحات الاقتصادية بجانب دعم رئاسة مجلس الوزراء .
وأكد مجلس الوزراء أن “فونتليس” والوفد المرافق له يزور السودان لمدة يومين يجري خلالهما عدداً من اللقاءات مع المسؤولين بالدولة .
وأشاد رئيس مجلس الوزراء د. “عبدالله حمدوك” بموقف الاتحاد الأوروبي المساند للسودان ولثورته الشعبية من أجل الحرية والسلام والعدالة، مشيراً إلى أن دعم الاتحاد الأوروبي المستمر بمثابة دعم استراتيجي يصب في مصلحة السودان والمنطقة .
من جانبه أوضح “فونتليس” أن زيارته للسودان هي الأولى لأفريقيا، مشيراً إلى أن لقاءه برئيس مجلس الوزراء كان مثمراً وأرسل رسالة قوية وواضحة بأن الاتحاد الأوروبي يدعم التحول الديمقراطي بالبلاد والإصلاح الاقتصادي الذي تضطلع به الحكومة الانتقالية، وأضاف ” التغيير الذي شهده السودان كان مميزاً ومتفرداً لدوره في رفع قيم الحرية والسلام والعدالة” .

وتأتي زيارة المسؤول الأوروبي وصلاً لزيارة رئيس مجلس الوزراء مؤخراً إلى مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل ولقائه الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي السابق في نوفمبر الماضي.
كما تأتي الزيارة في إطار التزام الاتحاد الأوروبي بدعم الفترة الانتقالية وتعزيز الثقة بين الحكومة والاتحاد الأوروبي ورغبة الطرفين في دفع العلاقات المتبادلة.
الاتحاد الأوروبي يعلن عن وصول ممثله الأعلى إلى السودان
السفير “روبرت فان دن دول” ، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان،قال إن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي هي أعلى زيارة يقوم بها مسؤول بالاتحاد الأوروبي للسودان منذ سنوات، وأشار إلى أنها بعد (3) أشهر من زيارة رئيس مجلس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك” والذي التقى فيها بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل في 11نوفمبر2019. وأكد على أن الزيارة تهدف إلى المتابعة والتنسيق والتأكيد على أن الجميع يعمل في تنسيق وتعاون.
وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي في بيان لها تحصلت (المجهر) على نسخة منه:” الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية وصل الخرطوم في زيارة للسودان تستغرق يومي 29 فبراير وحتى الأول من مارس 2020 “.
وأضاف البيان أن زيارة السيد “بوريل” للسودان بمناسبة حضوره للاجتماع الوزاري للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) المنعقد في الخرطوم في ذات التاريخ.
وخاصة أن السودان يرأس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا (IGAD) ووجود الاتحاد الأوروبي في هذا الاجتماع هو علامة على دعم الاتحاد الأوروبي للدور والجهود التي يقوم بها القادة في منطقة القرن الأفريقي لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية. ويرى خبراء أن الاتحاد الأوروبي يدعم دول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية ورئاسة السودان لهذه الدورة لتحقيق تلك الأهداف.
ويضيف البيان أن “بوريل” سيعقد اجتماعات مع قيادات السودان على هامش هذه الزيارة بمن فيهم رئيس مجلس السيادة الفريق “عبد الفتاح البرهان”، ورئيس مجلس الوزراء د.”عبدالله حمدوك” ،كما ستشمل الزيارة مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور أيضاً، حيث سيلتقي بالمنظمات الدولية العاملة بدارفور مثل وكالات الأمم المتحدة ومعسكرات النازحين وتنظيمات النساء والقادة الشباب في السودان.
وبحسب البيان، سيرافق “بوريل” خلال زيارته إلى شمال دارفور، وفد رفيع المستوى من كل إدارات الاتحاد الأوروبي، وسوف تتاح له الفرصة للاستماع إلى التحديات ، وزيارة الوضع على أرض الواقع ، والتشاور مع الجهات الفاعلة الرئيسية في السودان ، والتركيز على الفرص والآمال في المستقبل والتقدم على الطريق إلى الأمام لفترة انتقالية مستقرة وإيجابية وفعالة للسودان.
وسيركز الوفد على أهمية السلام في السودان ، وتقديم المساعدات الإنسانية ، والتأكيد على أهمية وصول المنظمات الدولية إلى مناطق الاحتياجات الإنسانية ، وزيارة النازحين داخلياً والالتقاء بهم ، والتأكيد على أن مسائل العدالة لضحايا الصراعات لا ينبغي تجاهلها وأن قضيتهم دائماً حاضرة.
كما سيلقي “بوريل” محاضرة حول “الدور المتوقع للاتحاد الأوروبي في السودان في الفترة الانتقالية” بجامعة الخرطوم، وسيلتقي مع الشباب والشابات السودانيين الذين قادوا الثورة السودانية السلمية.
وقال بيان المفوضية: “أهداف الاتحاد الأوروبي في السودان واضحة ومفتوحة لدعم الحكومة الانتقالية وشعب السودان في زخمهم نحو تحقيق التحول نحو الديمقراطية الشاملة والسلمية والمزدهرة، كما تؤكد زيارة “بوريل” هذه الشراكة على قدم المساواة بين السودان الجديد والاتحاد الأوروبي. ويتطلع السودان من خلال زيارة الاتحاد الأوروبي إلى التعاون في مجال السلام والتنمية والحكم الرشيد ووضع حقوق الإنسان والديمقراطية في صميم التزامنا ومشاركتنا في الفترة القادمة والانتقالية.
وأشار بيان المفوضية إلى التغييرات التي حدثت على مستوى القيادة في الاتحاد :” في عام 2019 ، وقال البيان :”تغيرت قيادة الاتحاد الأوروبي.و لدينا رئيس جديد ، ومفوض جديد ، ممثل أعلى جديد ، مجلس مفوضين جديد وبرلمان منتخب جديد”.
وتابع البيان ” الهدف الأول من الزيارة هو التأكيد على أن القيادة الجديدة في الاتحاد الأوروبي ستواصل دعم السودان والشعب السوداني والحكومة الانتقالية في السودان.”، ويضيف البيان:” يريد الاتحاد الأوروبي دعم طموح السودان في الحرية ويريد أن ينجح شعب السودان”.
وتابع “نريد أن نسمع دعوتهم لتحقيق الحرية وأن تترجم إلى تغيير حقيقي لبلد عانى بالفعل أكثر من اللازم.
في الختام، قال البيان إن “بوريل” هو نائب رئيس المفوضية الأوروبية وهو أعلى مسؤول في الاتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية والأمنية. وهو وزير خارجية إسبانيا الأسبق. وهو الرئيس السابق لمعهد الجامعة الأوروبية ، والرئيس السابق للجنة التنمية في البرلمان الأوروبي ، والرئيس السابق للبرلمان الأوروبي ، والعضو السابق في البرلمان الأسباني ، والوزير الاسباني للأشغال العامة ، والنقل والاتصالات السلكية واللاسلكية والبيئة، وتولى مناصب كثيرة في عدد من المؤسسات الدولية والأوروبية والإسبانية.

مفوضية الاتحاد الأوروبي صادقت على منح السودان ترخيص تسجيل للتصدير بتعرفة جمركية صفرية وكوتات حرة.
وقال وكيل وزارة الصناعة والتجارة “محمد علي عبدالله”، إن وزارة الصناعة والتجارة بالتعاون مع وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، عملت بجد واهتمام حتى تكللت المساعي بالنجاح، حفاظاً على حق السودان في الاستفادة من التخفيضات الجمركية عند التصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن تسجيل اسم السودان في المفوضية الأوروبية يأتي كإحدى الدول التي ستستفيد من المزايا التفضيلية بالإعفاء الجمركي عند التصدير، موضحاً أن ذلك التسجيل سيسهم في زيادة الصادرات السودانية إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة منتجات السكر ومشتقاته.

وأوضح أن ثورة ديسمبر فتحت الباب واسعاً للسودان على المجتمع الدولي، وخصوصاً الاتحاد الأوروبي، ليستعيد السودان مكانته مجدداً ويتعافى اقتصاده، مشيراً إلى أن “الاتحاد الأوروبي كان الشريك التجاري الأول سابقاً للسودان قبل استيلاء النظام البائد على مقاليد السلطة”.

ونوه باستفادة السودان الكاملة من نظام الأفضليات التجارية، الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للدول النامية والأقل نمواً، فيما يعرف بمبادرة “كل شيء عدا السلاح”، بما يمكن السودان من تصدير منتجاته للأسواق الأوروبية بتعرفة صفرية وكوتات حرة، عدا السلاح.
أتت زيارة المفوض السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن تؤكد أن السودان بحسب “جوزيف بوريل فونتليس” الذي قال إن السودان أصبح يمثل ضوءاً من الأمل في منطقة مضطربة للغاية بعد التقدم المحرز في النقاشات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد الاتحاد أنه سيستمر في لعب دور نشط وتوطيد الانتقال السياسي في السودان لمرافقته في طريق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والبقاء إلى جانب الشعب السوداني في سعيه نحو الديمقراطية والسلام والاستقرار، فيما قالت وزيرة الخارجية “أسماء محمد عبدالله” خلال لقائها بالوفد الأوروبي أن أولويات الحكومة الانتقالية متمثلة في تحقيق السلام ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، وأشارت إلى أن ذلك يتطلب دعماً من المجتمع الدولي لإزالة القيود المفروضة على السودان وفي مقدمتها إزالة اسم السودان من قائمة دول الإرهاب .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية