رئيس حزب الشرق الديمقراطي الدكتورة “آمنة ضرار” لـ(المجهر)
صندوق إعمار الشرق لم يقم بدوره في تشييد مناطق الحرب منذ (1998)م
لسنا بحاجة لمليونيات ولا بد من إعطاء المسؤولين فترة زمنية لتدبير أمر البلاد
لست جزءاً من الإنقاذ .. بل من المتأثرين منها بفصلي من الخدمة المدنية عند مجيئها
قبض علينا في “بورتسودان” بدعاوى إقامة ندوة سياسية دون تصديق ونحن لا جبنا كراسي ولا منصة ولا مايكروفون
قالت رئيس حزب الشرق الديمقراطي، د.”آمنة ضرار” إن صندوق الإعمار بشرق السودان، لم يقم بدوره في تشييد مناطق الحرب منذ العام 1998م، وكشفت عن تفاصيل وملابسات القبض عليها والناشطة السياسية “تراجي مصطفى” قبل شهرين بمدينة بورتسودان، في أعقاب الأحداث التي شهدتها المدينة، وتحدثت “ضرار” خلال حوارها عن تقاطعات مسار شرق السودان في مفاوضات السلام، وأرجعت انهيار الاقتصاد السوداني للفساد الذي خلفه النظام السابق، وأضافت (الفساد أكلنا وأكل اقتصادنا). “ضرار” تحدثت في الحوار عن عدد من المحاور والموضوعات، فإلى مضابط الحوار.
حوار – رباب الأمين
} أين أستاذة “آمنة ضرار” في ظل الحراك السياسي الراهن؟
– أنا موجودة في الساحة السياسية عبر المنابر المختلفة منذ بداية الثورة الشعبية، كنا موجودين وتحدثنا كثيراً عن أهمية التغيير وإحداثه، وكان وجوباً إحداثه، وأنا تحدثت كثيراً عن الإفراج عن المعتقلين في السجون.
في الآونة الأخيرة تجادلنا في النقاش حول القضايا المختلفة والحريات، كنا جزءاً من الحراك السياسي بشرق السودان وبساحات الاعتصام، وأيضاً كان لنا لقاءات مع الأحزاب السياسية لوجوب أهمية التغيير.
} تدعمين قوى الحرية والتغيير؟
– نعم.. لأنها كل إرادة الشعب السوداني، وانطلاقة إحداث التغيير، وهي نابعة من الحراك الشعبي وإرادة الجماهير.
} هل كنت تتوقعين سقوط النظام السابق؟
– نعم كنت أتوقع ذلك.
} إذن من المسؤول عن السقوط؟
– أفعالك هي التي تؤدى إلى سقوطك، لذلك هو المسؤول الأول عن سقوط نفسه.
} “عبد الرحمن الصادق المهدي” اعتذر للشعب عن مشاركته في حقبة الإنقاذ لما حملته من أخطاء فادحة.. هل ستعتذر “ضرار”؟
– أنا أتيت بموجب اتفاقية شرق السودان، وكنت من المتأثرين من النظام السابق، لأنه في ذات الشهر الذي جاءت فيه الإنقاذ، فصلت من الخدمة المدنية بصفتي (نقابية)، ومن ثم أسست مؤتمر البجا الداخلي، وساهمنا مع مؤتمر البجا الخارجي لمحاربة نظام الإنقاذ.
} ماذا عن اتفاقية شرق السودان؟
– جاءت بعد اتفاقية نيفاشا وأبوجا، وبعد اتفاقية التجمع الوطني، ولا نعتبر أنفسنا جزءاً من الإنقاذ، بل نحن مثلنا شرق السودان، مثلنا ومثل الأحزاب التي شاركت في الاتفاقيات السابقة.
} “موسى محمد أحمد” ظل مساعداً لرئيس الجمهورية دون تقديم مساعدات؟
– لست نائبه لكي أتحدث إنابة عنه.
} ماذا عن حادثة اعتقالك ببورتسودان، برفقة “تراجي مصطفى”؟
– ذهبنا لزيارة أسر شهداء الصراع القبلي بين النوبة والبني عامر، المنطقة كانت تشهد هدوءاً واستقراراً، تحدثت مع أهالي الشهداء بأن الأصل في الحياة ليست الحروب، بل السلام والاستقرار، وبعض من النوبة والبني عامر متزوجين فيما بينهم، لذلك لا يصح أن تتوتر علاقتهم الأسرية والاجتماعية، وشهدت عليهم أحياء مدينة بورتسودان العريقة، بأنهم كانوا ينعمون بتعايش سلمي.
وتم القبض علينا بتهمة قتل شاب وجدوه ملقى في الشارع ونحن لا نعلم عنه شيئاً، تعجبنا للأمر كيف يكون هناك قتيل ونحن جئنا من أجل واجب العزاء.
} ماذا حدث بعد اعتقالكم؟
– قالوا إذا ما قتلتم، خالفتم الطوارئ وأقمتم ندوة سياسية.
} هل هذا صحيح؟
– نحن لا جبنا كراسي، لا منصة ولا مايكروفون، فوضع بورتسودان سياسياً وأمنياً لا يسمح بإقامة ندوة سياسية.
} هل تعتقدين بأن كل ما حدث كان مقصوداً من أجل إشانة السمعة؟
– نعم.. ويتهمونا اتهاماً فيه إشانة سمعة، من الأشياء الغريبة في تاريخ البجا خاصة، والسودان عامة، أن يزج بك كسياسي في تهمة قتل لا تعلم عنها شيئاً، ولا يحق لهم أن يتهمونني بأنني قاتلة وهذا كلام غير منطقي.
} اتخذت إجراءات قانونية؟
– نحن خرجنا بالضمانة وسيأتي وقتها، وكان برفقتي “تراجي مصطفى” والعمدة “حامد محمد آدم” و”إبراهيم موسى” وعدد من العمد والمشايخ والإدارات الأهلية.
} الهدف من زيارتك لبورتسودان؟
– زرت المصابين وأسر الشهداء بهدف التعايش السلمي، وتحدثت مع الوالي بضرورة زيارة الطرفين النوبة والبني عامر، فكلاهما متعايشان بسلام مع بعضهما البعض، والسعي لمعرفة الأسباب وحل الخلافات.
} هل الأسباب التاريخية كان لها دور في إعادة ذات الخلاف بين القبيلتين؟
– لأنها تكررت قلنا الأولى صدفة، وبحثنا عن الأسباب في الفترة الماضية، ولم نتوصل لنتيجة واضحة.
} انهيار في الوضع الاقتصادي في البلد.. وتدهور مستمر؟
– السودان من أغنى الدول ولدينا إمكانات في المنتجات والأيدي العاملة، لكن مشكلة انهيار الاقتصاد تكمن في “الفساد” (الفساد أكلنا وأكل اقتصادنا)، وأتوقع أن تغلق بؤر بنهاية هذا العام.
} هل الثورة حققت أهدافها؟
– من الصعب جداً أن نقول إن الثورة حققت أهدافها، ولأن من أهدافها الرئيسة محاربة الفساد، فهذا بحر عميق المد والجزر فيه طويل ويحتاج إلى وقت.
} هل المليونيات تدعم السودان؟
– لا أرى لها حاجة في الوقت الحالي، ولا بد من إعطاء المسؤولين فترة زمنية لتدبير أمر البلاد وإعطائهم فرصة لمكافحة الفساد، وإذا لم ينجحوا نبدأ بالمسيرات، فكل المشاكل والأزمات والأهداف حاضرة في أذهانهم وليست غائبة، وفي ذات لقاء ذكر “حمدوك” أن الأشياء التي كانت غائبة عن الإنقاذ هي (البرامج التنفيذية)، وعلى كل وزارة أن تضع أهدافها التي ستنفذها في الفترة الانتقالية.
} الإدارة الأهلية خلقت انقسامات؟
– النظام السابق مزج دور الإدارة الأهلية في السياسة، وطيلة فترة الإنقاذ لم يكن دورها محايداً، ففي الشرق مقسمة إلى (مؤيد ورافض) لمسار جوبا، والقيام بأكثر من دور خلق لبساً في الإدارة الأهلية، حيث إنها لم تقم بدورها الاجتماعي، وأحدث أيضاً خللاً في القبائل.
} ماذا عن صندوق إعمار الشرق؟
– الصندوق لم يقم بدوره في تشييد مناطق الحرب في الشرق منذ 1998م، وبه إشكالية “عويصة جداً”، واكتشفنا أن الحكومة أدخلت أقل من (250) ألف دولار ومن المفترض أن تدفع (600) ألف دولار، ودخلت كمية من المبالغ المادية من دولة الكويت، ووضعنا خارطة من ضمنها تأهيل المستشفيات والمدارس.
المستشفيات التي فرضنا إنشاءها في المناطق الريفية، عزمنا أن تكون في الوسط، ولكن لأخطاء في تفكير بعض الولاة ولأغراض في نفوس البعض، أصبحت في (أقصى حتة في الأرض)، بعيدة عن سكن المواطنين وتفتقر للخدمات الطبية والإسعافات، والغالبية ليست مستفيدة منها، بالإضافة إلى أن الطرق التي تربطنا بأفريقيا، غير مكتملة، أشياء صغيرة قام بها الصندوق وغير مثمرة.
} لم تحاولوا الجلوس مع إدارة الصندوق عقب مطالبات أبناء الشرق بضرورة مراجعة أعمال الصندوق؟
– مشرف صندوق إعمار الشرق، الدكتور “موسى محمد أحمد” ومديره السابق “أبو عبيدة محمد دج”، فاللجنة العليا لاتفاق الشرق لها ثلاثة أعوام لم تجتمع، بالتالي العمل مقلص بين المشرف والمدير العام، قاما بتكوين لجنة تسيير للصندوق، ولكن المدير لم يجتمع بها ومارس سلطته كمدير تنفيذي في الهيكل الوظيفي.
} خلافات كبيرة بين أبناء الشرق في مسار المنطقة لمفاوضات جوبا.. ما أصل الحكاية؟
– مسار الشرق في جوبا، كل عشرة أعوام الاتفاقيات تراجع، ومسار جوبا إضافة حقيقية لتنمية الشرق.
} توقعاتك بعد الاتفاقية؟
– أتوقع بعد اتفاقية جوبا أن يعم السلام السودان عامة، ونلتفت بعد ذلك لترميم المشاكل الداخلية والاهتمام بالاقتصاد.