الديوان

الحفر والمطبات تخنق الفاشر والسائقون يشتكون من رداءة الطرق

الفاشر – محمد زكريا

سادت حالة من التذمر والاستياء وسط سائقي المركبات العامة والمواصلات بمدينة الفاشر، كبرى مدن ولايات دارفور، جراء سوء رصف الطرق الداخلية للمدينة وانتشار الحفر والمطبات،

وقد شهدت المدينة خلال السنوات الماضية طفرة مشهودة في مجال الطرق، خاصة في عهد وزير الطرق والجسور السابق دكتور “أحمد بابكر نهار” الذي أقسم بتقديم استقالته من الوزارة حال عدم تنفيذ طريق الإنقاذ الغربي، حيث أفرد لها اهتماماً كبيراً حتى اكتمل ومعه الطرق الداخلية للمدينة، ورغم ذلك العمل المكثف في الطرق وقتها إلا أنها قد أصبحت متهالكة وأصابها الإهمال بسبب ضعف المسؤولين وعدم اهتمامهم بمعاناة المواطنين.

وفي جولة للصحيفة كشف عدد من السائقين عن أماكن كثيرة بالطرقات الداخلية للمدينة أصابها الإهمال والتلف، وقال السائق “أحمد فضل” إن معظم الطرقات أصبحت رديئة وكثرت فيها الحفر والمطبات، مشيراً إلى تقاعس الجهات المسؤولة من إجراء عمليات الصيانة اللازمة من وقت لآخر، رغم المبالغ الكبيرة التي تجنيها الولاية من السيارات غير المقننة المسماة برسوم خدمات (بوكو حرام).

وقال آخر إنه يجب مراعاة الشروط المطلوبة في تشييد الطرق، وأشار إلى أن بعضها قد غطتها الأتربة نتيجة للإهمال، وأضاف أنها في حاجة للصيانة، وذكر المتحدث وهو يعمل سائق أتوس في خط السوق الكبير المواشي إن الطرق داخل المدينة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم خاصة في ظل تضاعف عدد السيارات، وأشار إلى عدم وجود أية إشارات مرورية في الشوارع الرئيسية للمدينة، وقال إن الاتجاه الواقع شرق متنزه مثلث الفاشر هي في حاجة ماسة لإعادة التأهل حيث تحولت الطبقة من الأسفلت إلى التراب بسبب عدم الصيانة، وأضاف إنه حتى عمليات الترقيع التي تمت في بعض الطرقات لم تصمد كثيراً حيث أصابها التلف وأصبحت محفرة بسبب الإهمال، وقال إنهم كأصحاب مركبات يواجهون مشكلات كبيرة مع الحفر والمطبات التي تؤثر سلباً على السيارات وتعرض بعضها للأعطال.

بينما ذهب المواطن “محمد صالح عمر” وهو يعمل معلم بعدد من المدارس إلى أن الطرق التي تم تشييدها خلال الفترة الماضية كانت إضافة حقيقية للمدينة وغيَّرت الكثير من المفاهيم، كما أنها أدخلت الفرحة في نفوس المواطنين، ولكن هذه الطرق قد أصابها الإهمال بسبب الضعف الإداري للمسؤولين، وقال إن هناك  العديد من ولايات البلاد قد حدثت فيها طفرة في مجال الطرق عدا مدينة الفاشر بشمال دارفور، وأبان أنه قد زار قبل أيام قليلة مدينة الأبيض ورأي الكثير من المشروعات الخدمية التي تفاعل معها المواطنون وتابع هناك ولايات حديثة النشأة حدث فيها طفرة في الطرق وفي مختلف المجالات مناشداً في هذا الصدد الجهات الحكومية المركزية بضرورة الاهتمام بالبنية التحتية بصورة عاجلة، حتى تنال الولاية رصيف الولايات الأخرى.

أما المواطنة “خديجة آدم” فقد شكت من الزحمة الدائمة للمواصلات خاصة في ساعات النهار بالمحطة الرئيسية لسوق (حجر قدو) وقالت إن الأمر لا يعود إلى ندرة الوقود فقط بجانب كثرة السيارات وقلة رجال المرور بل وضيق المحطة الرئيسية والشوارع الرئيسية المؤدية إلى السوق، ولفتت إلى ضرورة توسيع الطرق حتى تواكب الزيادة في عدد السيارات.

فيما قال آخر إن المدينة تعاني من رداءة وسوء في الطرق الرابطة بين الأحياء مؤكداً أن الشوارع الرئيسية لم تشهد أعمال صيانة لفترة طويلة واصفاً بعض الطرق المسفلتة بأنها أصبحت ترابية متسائلاً، السبب الذي دفع بإهمال الطرق وعدم صيانتها، وقال إن عملية إزاحة التراب من الشوارع الرئيسية والحيوية بالمدينة يومياً أمر غير حضاري ويجب تشييد مصدات على جنبات الطرق لمنع دخول الأتربة إلى طبقة الأسفلت كاشفاً في الوقت نفسه عن انعدام كامل لإشارات المرور، وقال إنها غير موجودة في الأصل مناشداً في الوقت نفسه أبناء الولاية في الداخل والخارج للاهتمام بالأمر.

وتعتبر مدينة الفاشر كبرى عواصم دارفور من أكبر المدن اكتظاظاً بالسكان والسيارات خاصة بعد دخول ما يُسمى محلياً بسيارات (بوكو حرام). ويرى عدد من المراقبين للوضع الحالي أن ضيق الشوارع وعدم توسعتها قد سبب الكثير من الازدحام والاختناق للمارة والسيارات موجهين تحذيرات وملاحظات بضرورة وضع خطة محكمة لتوسعة الطرق الرئيسية وإعادة تأهيل كبري بحيرة (تندلتي) الواقع جنوب محكمة الفاشر، ويبقى السؤال مطروحا للجميع (أين تذهب رسوم خدمات السيارات غير المقننه؟).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية