{ خلال الأيام القليلة الماضية مرت علينا الذكرى الثامنة لرحيل عملاق الأغنية السودانية وفنان أفريقيا الأول والأخير “محمد عثمان وردي” ورغم ثورة التغيير مازالت وزارة الثقافة الاتحادية والولائية وغيرها من المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والإبداعي في جمودها لم تتحرك لتنظيم فعاليات إبداعية تخلد ذكرى هذا الفنان الأسطورة (فنان أفريقيا الأول والأخير) وبمستوى يليق بعطائه الإبداعي الوطني والعاطفي .
{ وكلما تأتي ذكرى المطرب السوداني العظيم “محمد وردي” نتوقع أن تحتفي الأوساط الإبداعية بصاحب الذكرى عبر فعاليات تليق بمقامه ومكانته وتتناسب بما قدمه للوطن وللشعب السوداني .
{ سبق وعبر هذه الزاوية وبكل الوضوح أشرت إلى أن نجمنا العظيم “محمد عثمان وردي” لا يقل مكانة وعطاءً من الأديب والروائي السوداني “الطيب صالح” ثم تساءلت متعجباً لماذا لا تتشرف أي من المؤسسات الاقتصادية الوطنية الكبرى بالتصدي لرعاية فعاليات إبداعية عالمية بمستوى يليق بقامة وعطاء الفنان “محمد وردي”.
{ في ذكرى ميلاد “وردي” قبل سنوات سعدنا وطرنا من الفرح عندما علمنا بأن شركة (ام تي ان) للاتصالات، أعلنت رعايتها لفعاليات إحياء ذكرى هذا الهرم الإبداعي، ولكن للأسف الشديد ورغم اجتهادات (رابطة محبي وردي الوطن) جاءت تلك الفعاليات دون المستوى لم تتناسب ومكانة وتاريخ “وردي” وما قدمه لهذا الوطن من إبداعات.
{ بالمناسبة أين رجل الأعمال “أسامة داؤود”؟ لماذا لا يستجيب لنداءاتنا المتكررة تحت عنوان هل يفعلها “أسامة داؤود” لـ(أبو الورود)؟ ويعلن عن تبني ورعاية وتنظيم (جائزة وردي العالمية للإبداع الغنائي) بمعايير الجودة الشاملة .
{ أحد الأصدقاء (حلفاوي) نصحني أن أترجم مناشدتي لرجل الأعمال “أسامة داؤود” باللغة النوبية عشان (كده ح يستجيب).
{ وضوح أخير ::
في آخر حوار أجراه أستاذي وصديقي “مبارك البلال” بالعزيزة صحيفة (الدار) مع العملاق “وردي” استوقفتني الجزئية التي علق فيها إمبراطور الأغنية السودانية “وردي” عن تدني الأعمال الغنائية مبدياً أسفه قائلاً: (ليس من المعقول أن تكون هناك أغنية بعنوان (حرامي القلوب)!! وأضاف الكارثة أن تكون أمثال هذه الأغنيات مرجعاً فنياً لجيل اليوم.
ثم أشاد بصوت الفنان الشاب “طه سليمان” ووصفه بـ(الصوت الجميل جداً)، وأشار “وردي” وفي سياق حديثه أنه نصح “طه” بعدم ترديد مثل تلك الأغنيات بحجة أنها (مطلوبة للمستمع).
{ بالفعل نصيحة “وردي” لـ”طه سليمان” نصيحة غالية من عملاق الأغنية السودانية الحديثة، وإن كانت نصيحة مرت عليها عدة سنوات ويزيد ولكن نتمنى من المطرب “طه سليمان” أن يعود إلى رشده ويلعن (شيطان الغرور) ويتبرأ من (حرامي القلوب) وأخواتها الهابطات الرديئات، ويستثمر صوته الجميل في تقديم أعمال غنائية ذات قيمة تساهم في (تشكيل الوجدان) وليس (تحريك الأبدان).