{ مواصلة للتذكير ولفت الانتباه لفضيلة التدبر والتفكر في عظمة الله وقدرته في إبداع الكون الأرض والسماء والشمس والقمرَ وحكمته البالغة في تتابع الأزمان، الفصول الليلَ والنهار، والشتاء والصيف والخريف والربيع، والمنافع التي تنعم بها المخلوقات، من هذا التتابع الكوني في فصول السنة والفواصل التي تفرق بينهما وأكثر المستفيدين بالتأكيد هو الإنسان ومن خلال تأمله في الكونيات العظيمة يصل للتوحيد توحيد الله سبحانه وتعالى.
{ والمتأمل يجد بأن خلق السماء والأرض ومواقيت الليل والنهار سخرها الله سبحانه وتعالى للعبادة عبر التفكر والتدبر في آياته ويظهر ذلك جلياً في قوله تعالى:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأولِي الأَلْبَابِ) آل عمران 190.
وهنا يقول “ابن الجوزي” و”ابن القيم” رحمهما الله (ومن آياته سبحانه وتعالى الليلُ والنهار، وهما مِن أعجب آياته، وبدائع مصْنوعاته، ولهذا يُعيد ذِكرهما في القرآن).
لنتأمَّل في هذا الفَلَك الدَّوَّار بشمْسِه وقمرِه، ونجومِه وبروجه، وكيف يدور على هذا العالَم هذا الدوران الدائم، على هذا النحو من الترتيب والنظام، وما في ذلك من اختلاف الليل والنهار والفصول، والحرّ والبَرد الخريف والربيع، وما فيها من مصالِح لكل المخلوقات حيوانات ونباتات!.
{ وهناك للأسف الشديد من يسخط من هذه الفصول خاصة إذا اشتدت صيفاً أو شتاءً وهؤلاء بالتأكيد ضعيفي الإيمان ولا يتدبرون القرآن ولا يتفكرون في خلق الله (ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
{ وخصوصية الليل تظهر في قوله تعالى: ﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ الذاريات: (17، 18). وقوله: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ السجدة: (16)
{ ومن النعم العظيمة التي يجنيها المسلم من المواقيت والأزمان وينبهنا لها القرآن للتسبيح في هذه الأوقات )بالغدو والآصال( و)العشي والإبكار) )بكرة وأصيلا ( قبل طلوع الشمس وقبل غروبها والتسبيح من العبادات التي تقرب المسلم من الله ويظهر ذلك في قوله تعالى :
( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون) الأعراف.
{ والكثير من السلف الصالح اتفقوا على أن التسبيح يعني الصلاة ووصفت عبادة الصلاة بالتسبيح لأن التسبيح يعني التعظيم لله سبحانه وتعالى.
{ يجب على جميع المؤمنين والمؤمنات اغتنام أوقات العبادة المحددة بالأوقات والأزمنة ابتداءً بالصلاة قال تعالى : ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) النساء: 103
وكما هو معلوم أن دخول الوقت شرط لوجوب الصلاة، ومن شروط لصحتها فلا تجب الصَّلَاةَ إلا بدخول الوقت ولا تصح إلا بأدائها أو إقامتها في وقتها المحدد .
{ انتبهوا أيها السادة لمطالب الله سبحانه وتعالى ولا تنشغلوا بمطلوباتكم الدنيوية.