الديوان

محمود عبد العزيز” مطرب افتقده حتى الأطفال “

أجمل وأمتع أوقاته كانت معهم

الخرطوم – عامر باشاب
{ في أحد الحوارات الصحفية التي أجريتها مع مطرب الشباب الأول والأخير “محمود عبد العزيز” عندما سألته عن أجمل الأوقات التي يقضيها طوال يومه، رد بسرعة قائلاً: (أجمل الأوقات وأمتعها أقضيها دائماً مع الأطفال، في اللحظة التي أجدهم فيها أشعر براحة نفسية عالية ومتعة خاصة، وأكثر الأوقات أقاسيها حزناً وألماً عندما أرى طفلاً يتألم أو يبكي بحرقة). وتعلق الحوت بالأطفال وعشقه لهم تؤكده كذلك العديد من الصور الفوتوغرافية النادرة التي تكشف أن هذا المطرب الأسطورة كان يقدم الأطفال على الكبار، وكان مهموماً برعاية الأطفال خاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة مثل (المشردين) و(مجهولي الأبوين)، والأطفال المصابين بالأمراض مثل (السكري والسرطان) وغيرهم. وفي المقابل نجد أن كثيراً من الأطفال كانوا يحبون المطرب “محمود عبد العزيز” ويتعلقون به، وهذا الحب قد يكون انتقل تأثيره إليهم من أهليهم في البيت ــ والد أو والدة الطفل ــ خاصة إذا كانوا من عشاق فن “الحوت” يستمعون إليه ويحفظون أعماله الغنائية، كذلك نجد “الحوت” يحرص دائماً على ترديد الكثير من أغاني الأطفال مثل (دنيتنا الجميلة) كلمات الشاعر “التجاني حاج موسى”، وأيضاً (أقمار الضواحي) و(يا طالع الشجرة)، و(هودنا يا هودنا)، وقدم الكثير من الإبداعات للطفل وهو طفل، منها (صباح النور)، كما شارك بالتمثيل في برنامج (جنة الأطفال) مع فرقة (الصياد المسرحية). وهناك الكثير من (الكليبات) الغنائية والبرامج التلفزيونية التي وثقت محبته للأطفال ومحبتهم له، من بينها أغنية (في مدينة جوبا) و(دنيتنا الجميلة)، (توأم روح) و(وعد اللقيا).
{ الأسطورة “محمود عبد العزيز” أيضاً عُرف في الأوساط الإبداعية بإنسانيته مع كل أصحاب الاحتياجات الخاصة وكل الضعفاء صغاراً كانوا أم كباراً، وتؤكد سيرته العطرة أنه قدم الكثير لأجلهم خاصة عندما وجد الجهات المعنية برعايتهم تتجاهلهم. وعن عاطفة الفنان “محمود عبد العزيز” الشديدة نحو الأطفال وتعلقه بهم وتعلقهم به، يقول نجم الدراما السودانية، المربي الجليل، المحاضر بكلية التربية جامعة الجزيرة الدكتور “الهادي الصديق”: (محبة الفنان الراحل “محمود عبد العزيز” للأطفال تؤكد أنه بالفعل فنان مرهف الإحساس). وأشار إلى أن (“محمود” واضح أنه لا يحب الأطفال فقط، بل يحترمهم ويتعامل معهم بلطف، وينصت لكلامهم؛ ولذا يتعلق الأطفال به بجانب شعورهم بالطمأنينة معه). وفي ختام حديثه ذهب “الهادي الصديق إلى أن ارتباط الفنان “محمود عبد العزيز” بالأطفال قد يكون نابعاً من بداياته الفنية التي انطلقت من مسرح (برنامج الأطفال) كممثل ومغنٍّ، وحبه للأداء التمثيلي وقتها، كما علمنا من معلمه في فن الدراما الممثل القدير “عبر الرحيم قرني” أن “محمود” وهو طفل كان يدندن بأغاني الحقيبة بأسلوبه خاص. وقبل هذا وذاك “محمود عبد العزيز” فنان حباه الله بالقبول، والقبول هبة من الله يعطيها أو يخص بها من يشاء من عباده، ومن النادر أن تجد شخصاً محبوباً من الصغار والكبار بهذه الدرجة من العمق العاطفي .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية