دموع المتظاهرين ودماء رجال الشرطة!!
قبل إدانة هَمجية الشرطة، تتوجب إدانة فوضوية المتظاهرين، لقد فارق موكب (الخميس) سلميته.. فقد حصب المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة… فردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.. إن تصميماً غريباً في وسائل التواصل الاجتماعي على تقييم دموع المسيرة، وتبخيس دماء الشرطة، إن منصات التواصل الاجتماعي قد وثقت من حيث تدري أو لا تدري عنف الشرطة القانوني، في وجه عنف المحتجين..
وهي تكافح لحفظ الأمن، وجدت الشرطة نفسها مرغمة تحت وطأة ثورة الحجارة، إلى الدفاع عن النفس.. إن أي إفراط في استعمال القوة مدان وبأشد الألفاظ من جانب الشرطة.. بذات الإدانة التي تستحق التحقيق لمن أراد أن يجعل من الشرطة حيطة قصيرة، وبطناً رخواً، وباباً مفتوحاً تأتي منه ريح الفوضى والجن الأحمر..
منذ متى كان مسموحاً لمتظاهرين (ملكية) بالخروج تنديداً بقرارات من صميم عمل جيش يحرس الثغور، ويحمي حياض الوطن، في بلد تتهدده المخاطر من كل حدب، وتحدق المؤامرات به من كل صوب.. لقد ساهمت القوات المسلحة بأكثر من (90%) في نجاح التغيير، واقتلاع نظام “البشير”.. واستضافت في محيطها المعتصمين لقرابة شهرين.. فماذا كان جزاؤها، لقد أوسعوها شتماً، وقالوا في حقها ما لم يقله مالك في الخمر.. وأذاقوا منسوبيها من ضباط وضباط صف وجنود، أنواعاً من الإذلال وصنوفاً من الأذى النفسي والعنف اللفظي..
فعن أي وفاء تتحدث هذه المسيرة وهي تفارق سلميتها فراق الطريفي لبعيره.. رشق ثوارها سيارات الشرطة بوابل من الحجارة.. وعادوا القهقرى لأيام الحراك والاحتجاجات، وأغلقوا الطرقات وعطلوا حركة السير، وأعاقوا حياة الناس وفيهم رب أسرة يريد أن يصل لأطفاله بأطراف العاصمة، والمريض الذي عبثت به الملاريا وسوء التغذية..
إن هناك مخططاً شريراً لإحراج الشرطة وإخراجها من معادلة الأمن والنظام في بلادنا، لصالح سيناريو الفوضى الخلاقة، وكاد الشعب أن يوقن بأن شرطة الشعب، لم تعد في خدمة الشعب.. عوامل كثيرة منها ما توسل لهدفه بإضعاف القانون، أو بشيطنة حماة القانون تضافرت كلها لجهة إخراج الشرطة تماماً من معادلة الأمن، أو أن تقف مكتوفة الأيدي لا تملك من أمرها شيئاً.. بينما يعبث اللصوص بمقدرات الناس وممتلكاتهم، ويمشي القتلة الهوينى وكأنهم أبطال في عيد الكرنفال..
لقد سمع الناس رأي الأشرار والمتفلتين، في الشرطة، وكيف سعوا إلى تحقيرها نظماً ونثراً.. وعملوا على شيطنتها أسوة بالقوات المسلحة قولاً وفعلاً، حتى في وسائل الإعلام، إمعاناً في إذلالها وتصغيرها في عيون الناس..
كيف سمحوا بتنظيم موكب غير سلمي، في ظل أجواء محتقنة، وظروف بالغة الدقة والتعقيد.. إن أكثر من عام من المسيرات وعدم الاستقرار كافية ليدرك قليل الفهم، ويرى من به رمد،ويسمع من به صمم، أن البلاد ليست في وضع يحتمل مزيداً من الفوضى..
كفانا من أسباب تسيل لها دماء الشباب.. أو دموع المحتجين.. ودموع الثاكلات..