الإذاعي “طارق البحر” : الصوت أصدق أنباء من الصورة
اشتهر الدكتور “طارق البحر” مدير إذاعة البيت السوداني (اف ام100) ) سابقا المخرج والفنان ورئيس الاتحاد العام للدراميين السودانيين سابقا، بدعم قضايا الطفل والشباب والمرأة من خلال عمله الذي يحقق عبره نجاحا إداريا وبرامجية واجتماعية.
تقول سيرته الإبداعية أن “البحر” لقب قديم ارتبط بكل أفراد العائلة فقد كان جده يذهب للتجارة بغرب السودان ويأتي ببضاعة وسمي وقتها بلقب (ود البحر) وقد كان أن جاء حفيده “طارق” ليسكن ويعمل قريباً من البحر ويقضي أوقاته بالإذاعة وجذبه إليها حبه للصوت الذي برأيه وسيلة تحمل الحب، الكراهية، التفاؤل، التشاؤم وباعتباره واحدة من الأدوات الربانية فهو رجل يكره الصمت ويرى أن الحياة قبيحة من غير صوت البشر والطيور والشجر، ويرى أن الصوت اصدق أنباء من الصورة لأنه يمتلك كل الحياة ويعطي فرصة للتخيل عكس الصورة التي تجعل الحياة جامدة.
سبقه لحوش الإذاعة والده “حسن البحر” الذي لم يكن يعلم بأنه انضم إليها إلا بالصدفة حيث استمع إلى برنامج (صباح الخير يا وطني) الذي جاء بتوقيع “صلاح الدين الفاضل وطارق البحر” وقد عمل والده موظف حسابات في سجن كوبر، والقصر الجمهوري، ووزارة المالية ثم الإذاعة، واشتغل في التجارة وكان يشاهد أعمال ابنه “طارق” المسرحية في قصر الشباب والأطفال والمسرح القومي، ويتابع برامجه الإذاعية، وكان صديقا للأديب “علي المك” وبفضل دعمه له عرف “وردي وعبد الله عربي وعلي مكي وأحمد زاهر”.
دخل “طارق البحر” الإذاعة عام 1987 وعمل متعاونا حتى 1988 وتعين رسميا في 1998 وأول من قابلهم في الحوش “خطاب حسن أحمد، وعم إدريس بائع الفول ومعتصم فضل ومحمود يسن وصلاح الدين الفاضل، والفنان الطيب عبد الله” الذي شدا في زواج شقيقته.
عمل بعد تعيينه مباشرة مع أساتذة كبار منهم “معتصم فضل” وأول سهرة أخرجها اسمها (طبول) كانت عن الأدب الأفريقي، أجازها “صلاح الدين الفاضل”، وسمح بتنفيذها كبير المخرجين “محمود يس”، وعمل مع “خطاب وعمر إسماعيل العمرابي” وأول مسلسل أخرجته كان مسلسل (المطرقة والسندان) من (30) حلقة كتبه “عبد الناصر الطائف” سنة 1990 وكان مساعد مخرج وكان المخرج “معتصم فضل” قد سافر وتركه له وكان أبطاله الأساتذة الكبار “مكي سنادة، محمد خيري أحمد، رابحة، تماضر شيخ الدين، عوض صديق” استطاع إدارتهم وهو لازال شاباً صغيرا.
لازال “البحر” معجبا بالممثل الراحل “عوض صديق” الذي يلتزم بالزمن والنص وقدم معه دور «الشبح » والد هاملت في برنامج (من المسرح العالمي) للكاتب “عادل حربي”، وهو دور من سطرين أو ( (30ثانية وتم تسجيله أكثر من ( 20 ) مرة بطريقة جميلة.
أسس وأدار “طارق البحر” إذاعة كادوقلي بجنوب كردفان، وأسس وعمل بإذاعة الدمازين بالنيل الأزرق، ورجع لكادوقلي وجاء للخرطوم ليعمل في إذاعة ملتقى النيلين، وعمل مديراً لإذاعة جوبا أيام الحرب ، واستطاع أن ينقل مناسبة ضخمة على الهواء مباشرة من مدينة ملكال، وعمل بإذاعة نيالا.
“البحر” من أسرة تهتم بالفن والصوت ويعجبه في الأسرة صوت عمه “عبد الوهاب خليل البحر” كان يغني (عازة في هواك)، وأغنيات “خليل فرح”، وعم “أحمد” كان ممثلاً في فرقة “خالد أبو الروس”، وخاله الموسيقار “فاروق عثمان حسين” كان قائد لسلاح الموسيقى، وعنده مقطوعة شهيرة اسمها (عزيزة) سماها على والدته، ويكتب النوتة الموسيقية في سبورة في البيت ويحملها العساكر في الكومر.
“البحر” كان يعجبه وهو في سن الطفولة في شارع كرري في أم درمان صوت النوبة والمديح في زفة المولد، وصوت الباعة في سوق أم درمان ولاما كبر صار يعرف بالفراسة الشخص من صوته ويميز الصادق من الكاذب والشجاع من الضعيف، ويقول إنه لتخصصه في الصوت يستطيع أن يعرف خلال قراءته للروايات والكتب صوت “نجيب محفوظ وأحلام مستغانمي وعبد المجيد الربيعي، وعبد الرحمن منيف” رغم أنه لم يقابلهم ويهتم البحر ايضا بالزراعة بتربية الحيوانات ويعجبه صوت طيور الحمام والكلاب.
عرف “طارق البحر” بحب شيخه وصديقه الفنان “خضر بشير” وتعجبه طريقته في الأداء وبالنسبة له هو ممثل قدير وتعرف عليه عن طريق حواره “عوض بابكر” وجد في أغنياته إيقاعات الصوفية، وقد غنى له في حفل زواجه ومن ثم في عقيقة ابنته وكان يفطر معه في شهر رمضان وقد كان البحر يريد أن يصير مغنياً لكنه فضل التمثيل.
مواصفات المذيع الناجح عند “طارق البحر” هي الذكاء، الحضور، التعامل مع التكنولوجيا، الاستعداد الفطري للتطور، وخلق أفكار جديدة وهو من المعجبين بصوت “هيام المغربي”.