تقارير

الطلاب الجنوبيون بالخرطوم.. أوضاع معيشية تهدد مستقبلهم

بعد أن توزعت أسرهم على دول الجوار

الخرطوم – فائز عبد الله
يعيش أكثر من (16) ألف طالب وطالبة من لاجئي دولة جنوب السودان بولايات السودان المختلفة أوضاعاً إنسانية بسبب انقسام أسر جنوبية الى دول الجوار، وتجاهل قيادات دولتهم لأوضاعهم، حيث زج الطلاب باتهامات صريحة لدولتهم بالتقصير وعدم الاهتمام. وقالوا إن معاناتهم تصحبها مشكلات عدة، منها عدم مقدرتهم على دفع الرسوم الدراسية للفصول والسكن الجامعي لهم بالمجمعات الطلابية، بعد زيادة أسعار الإيجارات، وارتفاع سعر الدولار، وبعضهم ترك أسرته فانقسمت ما بين دول الجوار “يوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان وغيرها، بجانب إهمال السفارة لهم في الفترات الماضية، بسبب الحرب.. (المجهر) تقصت حول المشكلة وخرجت بحزمة معلومات..
{ إهمال سفارة الجنوب بالخرطوم
يقول عدد من الطلاب في إفاداتهم لـ(المجهر) إن مبالغ باهظة يتم فرضها عليهم وبالدولار، وأنهم فقدوا أسرهم ما بين دول الجوار والمهجر، وأرجعوا الصعوبات داخل الجامعات إلى إهمال سفارتهم بالخرطوم، وقالوا إن أكثر من (16) ألف طالب وطالبة يفتقدون السكن بالداخليات بجميع الجامعات بولايات السودان المختلفة.
عدم اهتمام الطلاب ..
وأبدى رئيس تجمع الروابط الجنوبية بالجامعات السودانية، الذي يشغل منصب رئيس رابطة طلاب جامعة النيلين “سيسنونو مايكل” استياءه من المشاكل التي تواجه الطلاب. وقال في حديثه لـ(المجهر) إن تكاليف الرسوم الجامعية باهظة، مؤكداً مخاطبتهم سفارة جوبا بالخرطوم. وأرجع السبب إلى عدم اهتمام السفارة بقضايا الطلاب وعدم الجدية من قبل الطلاب أنفسهم في تكوين كيان أو اتحاد جامع لتمثيلهم، وذكر أن هناك طلاباً تم إبعادهم من الداخليات بالخرطوم بسبب عدم مقدرتهم على سداد الرسوم الدراسية، كاشفاً أن رسوم السكن بالداخليات الطلابية ما بين (1000-2000) جنيه سوداني، مؤكداً أن عدد الطلاب الجامعيين بالخرطوم والولايات تجاوز الـ(16000) طالب متوزعين ما بين العاصمة الخرطوم والباقير ومحلية جبل أولياء وولاية الجزيرة، بجانب الطالبات. وقال إن الوضع بدولة الجنوب غير مستقر، والطلاب أصبحوا ضحية الحرب المشتعلة. وطالب الحكومة بجوبا بالإسراع في تحقيق السلام، مؤكداً أن الطلاب بالخرطوم يدفعون الرسوم الجامعية بالدولار، وأن إدارة الجامعات السودانية تفهمت الأزمة، ولم تمنع الطلاب من الجلوس للامتحانات. وقال إن الدولار بجوبا ارتفع إلى (320) جنيهاً، ما زاد معاناة الطلاب الموجودين بالخرطوم.
{ تدفقات مرتقبة من الطلاب للسودان
أكد رئيس رابطة الطلاب الجنوبيين بجامعة الزعيم الأزهري “مفير مايكل” أن مشاكل الطلاب الجنوبيين تتمثل في نقطتين هما مشكلة السكن للطلاب والطالبات والرسوم. وأضاف أن عدد الطلاب بلغ (750) طالباً للبكالوريوس، والدراسات العليا (70) طالباً، وقال: (المتوقع تدفقات من الطلاب بسبب الحرب في الجنوب). وقال إن الطلاب يعانون من السكن بالأحياء الطرفية والولايات بسبب عدم وجود داخليات، كاشفاً عن عدد من الطلاب قاموا بتجميد الدراسة بسبب تدني الوضع الاقتصادي وأغلبهم في السنوات الدراسية الأخيرة.
منح مجانية:
ويقول طالب العلوم السياسية “اجاقك دينق اقويل” إنه ترك الدراسة في جامعة جوبا، وانتقل مع أسرته بعد اندلاع الحرب في جوبا في العام”2013″م وذهب والده إلى دولة كينيا، وهو وشقيقة ووالدته لجأوا إلى الخرطوم عن طريق دولة كينيا. وأضاف في حديثة لـ(المجهر) أن حكومة جوبا قامت بتوقيع بعض الاتفاقيات الأساسية للطلاب، وأتاحت المنح، وحتى بطاقة التأمين الصحي منحت للطلاب الجنوبيين، وأن الاتفاق شمل جميع مستويات التعليم. وأضاف إن المنح بالجامعات السودانية مجانية ولكنها تذهب إلى بعض الأشخاص من ترشحهم الحكومة في جوبا.
الأمين العام السابق للجنة التسييرية لاتحاد طلاب دولة جنوب السودان “ديفيد وليام قاي”، أشار إلى أن (17) ألف طالب وطالبة من دولة جنوب السودان يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة التعقيد بالجامعات السودانية. وأضاف أن المشكلات الأساسية التي تواجه الطلاب اللاجئين متمثلة في دفع الرسوم الدراسية والسكن. وقال إن الطلاب يدرسون على النفقة الخاصة بعد انفصال الجنوب، لافتاً إلى أن الطلاب تأثروا بالحرب المندلعة بالجنوب، وتشردوا إلى دول الجوار، السودان وإثيوبيا وكينيا، واختاروا الاستقرار بالمعسكرات الأممية، موضحاً أن الطالب الجنوبي بات في مفترق الطرق، مؤكداً أن أكثر من (11) طالباً يعانون من مشكلة الرسوم في الفصول الدراسية المختلفة.
مجهولاً بالمعسكرات:
وأرجع الطالب بجامعة شرق النيل “خميس دينق أقوت” الصعوبات التي تواجه الطلاب في التخصصات الدراسية بالجامعات السودانية. وقال إن التكلفة تبلغ بالجنيه الجنوب سوداني أكثر من (16) مليوناً للعام الدراسي الواحد. وأضاف أن والده في دولة أستراليا منذ انفصال جنوب السودان عن الشمال، وله شقيقة بدولة أثيوبيا “أشول ” تدرس علوم الطيران والدته توفت في ولاية أعالي النيل أثناء الحرب.
مؤكداً مواجهة (19) ألف طالب وطالبة مصيراً مجهولاً بالمعسكرات بعدد من الدول، خاصة الجامعات السودانية. كما قالت “أني أنتين ماتيان” في حديثها لـ(المجهر)، أمس، إن عدداً من الطلاب الجنوبيين بالخرطوم بجامعة شرق النيل باتوا لاجئين، ويواجهون ظروفاً بالغة التعقيد بسبب الحرب وعجزهم عن توفير الرسوم الدراسية.
وقالت الطالبة بالمدرسة الإنجيلية “متياه دينق” من ولاية الوحدة إن حكومة جوبا قامت بإرسال وزير التعليم العالي إلى الخرطوم قبل عام لمعالجة مشكلات الطلاب بالجامعات السودانية، بجانب معالجة مشكلة السكن بالمجمعات والداخليات للطالبات، لكن الوزير لم يقدم شيئاً تجاه الطلاب والطالبات. وأضاف إن حكومة بلادها لا تهتم بمسألة التعليم، ولا تبذل دوراً في تطوير الجامعات بجوبا. وقالت الطالبة من جامعة الأحفاد “كريستين جيمس” من ولاية غرب بحر الغزال إن الصعوبات التي تواجه الطلاب من دولة جنوب السودان الذين نزحوا بسبب الحرب إلى دولة السودان مضيفاً إن أكثر من (500) طالبة بجامعة شرق النيل يعانين من هذه الصعوبات.
مصير مجهول بالمعسكرات ..
قال الأمين الإعلامي السابق لاتحاد طلاب دولة الجنوب “توماس أباظة” إن صعوبات تواجه الطلاب في مختلف التخصصات الدراسية بالجامعات السودانية المختلفة، بسبب دفع الرسوم الجامعية وذكر أن هناك أسراً فقدت أبناءها بسبب الحرب، وآخرون ذهبوا الى المعسكرات ولا يوجد لهم معيل أو شخص يقوم بدفع الرسوم. وقال إن بعض الطلاب يقومون بالعمل في وظائف هامشية مثل البناء “الطلبة”. وقال إن (17) ألف طالب وطالبة يواجهون مصيراً مجهولاً بالمعسكرات بعدد من دول الجوار، بجانب معاناة البعض بالجامعات السودانية بالخرطوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية