طلابنا في الصين يا “البرهان” ويا “حمدوك” أين الطائرة التي تمت صيانتها بـ(أوكرانيا)؟
عامر باشاب
{ قيادات الدولة بمختلف تكويناتهم بالمجلس السيادي ومجلس الوزراء منذ أن تسلموا مقاليد الحكم في الحكومة الانتقالية ظلوا في حالة طيران ولف ودوران (في الفاضي) يجوبون دول العالم بالطائرات الرئاسية والطائرات المستأجرة وطائرات المنظمات، وعلى مدار الساعة نسمع في الأخبار عن أحد قادتنا الكبار غادر إلى الدولة الفلانية أو قادم من الجمهورية العلانية، وكل هذه الرحلات الرسمية للأسف الشديد لم تخرج البلاد من (الحنقة والزنقة الاقتصادية) ومن (الحصار الأمريكي)، وكل تلك الرحلات المضروبة بكل تأكيد كلفت المليارات من أموال الشعب المصلوب على جمر الأزمات المعيشية، وفشل الحكومة الانتقالية المتشاكسة على الدوام .
{ المؤسف والمفجع حقاً عندما يحتاج البعض من أفراد الشعب السوداني إلى طائرة تنقذهم من فك الخطر المحيط بهم من كل جانب تتلكأ الحكومة وتتمحرك وتتماطل وتتجاهل وتضرب (طناش) وأقرب مثال لذلك ما حدث لطلابنا السودانيين المحبوسين في الصين وسط أخطار مرض (الكرونا) الذي فتك بالملايين وغيرهم ملايين ينتظرون أن يقضوا نحبهم بذات المرض الفتاك الذي أرهب كل العالم خاصة في ظل ارتفاع نسبة الوفيات.
{ طلابنا بالصين الذين ظلوا طيلة الأيام الماضية مادة إعلامية للمحطات العالمية (ما بين السخرية والعطف) يعيشون أوضاعاً مأساوية أبكت كل شعوب العالم، وأدمت قولبهم، أما قادة حكومتنا الانتقالية صامتون صمت القبور، واضعين أعصابهم في ثلاجة في برودة القطب المتجمد الشمالي وكأن الأمر لا يعنيهم.
{ وكل ما خرجت به أجهزة الإعلام الرسمية حول هذه القضية الإنسانية (أن مسئول حكومي رفيع) لم يفصح حتى عن صفته، هذا المسئول (الرفيع ) قيل إنه كشف عن بعض المشاكل التي تواجه إجلاء المواطنين السودانيين من الصين، والغريب العجيب والمحزن والمضحك أن هذا المسئول المتخفي و (المندس) يبدو أنه خائف من فظاعة خيبة (العذر الأقبح من الذنب) ولم يخف هو ولا غيره من قادتنا بالجهاز التنفيذي على السودانيين المحبوسين في الصين من خطر (الكرونا) المدمرة للجهاز التنفسي في جزء من الثانية)
{ المدهش والمحزن والمفجع في الوقت الذي تفاعل كل العالم مع مأساة طلاب السودان المعذبين في الصين ما زلت حكومتنا تتلكأ وتبحث عن طائرة سعتها كبيرة تستطيع العبور مباشرة من الخرطوم إلى مدينة أوهان المنكوبة. بالله عليكم هل هناك استهتار واستخفاف وتلاعب بالأرواح اكثر من ذلك؟ .
{ السؤال الذي يطرح نفسه هنا أين الطائرة التي نقلت رئيس مجلس السيادة إلى لقاء التطبيع مع “نتنياهو”؟ وأين الطائرة التي حملت رئيس الوزراء إلى المانيا وقبلها إلى أمريكا؟ وأين الطائرة الرئاسية التي حملت المخلوع إلى العاصمة الروسية لحضور نهائي كأس العالم؟ وأين الطائرة السودانية (الايربص) التي تمت صيانتها في جمهورية أوكرانيا بملايين الدولارات؟ واين الطائرات الإسرائلية التي عبرت أجواءئنا بالمجان؟ّ
{ هل تخافون على طائراتكم الرئاسية من هذه الرحلة ذات العدوى القاتلة ولا تخافون على أرواح هؤلاء الطلاب السودانيين المساكين المهددين بالموت بـ(الكرونا) وبالخوف والهلع وبالجوع والعطش والإحباط والاكتئاب ومن خذلان الدولة؟
{ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير .
{ اللهم نسألك لطلابنا في الصين أياماً مستبشرة بلا كسرة قلب ولا ضيق حال، وفرج لم يكن في الحسبان بعد كل هذا الخذلان.