الغيرة بين النساء التنقيب عن الدوافع والأسباب!!
لا شك أن الغيرة غريزة إنسانية متأصلة في النفس البشرية خاصة لدى المرأة التي خلقت بطبعها غيورة، حين ظلت تخوض معارك حامية الوطيس مع رصيفاتها لأسباب اجتماعية واقتصادية وعاطفية، وهنالك من يعزون ذلك إلى أن النساء لا يستطعن السيطرة على عواطفهن ومشاعرهن الجياشة، خاصة عندما يتعلق الأمر برغبة مُلحة يردن تحقيقها، فالمرأة تُكرس جُل جهدها من أجل الحصول على ما ينقصها حتى إذا انقلب الأمر إلى ضده، ومن هذا المنطلق (المجهر) وضعت العديد من التساؤلات على طاولة (غيرة) المرأة وطرحتها على نحو: ما هي الأشياء التي تثير غيرتك؟ وإلى أي مدى تستطيعين السيطرة على غيرتك؟ وغيرها، فلنتابع بعض الإفادات عبر التقرير التالي:
منذ الأزل
في البداية تحدثت إلينا “صحوة مصطفى” طالبة بجامعة السودان قائلة: الغيرة موجودة بين النساء منذ الأزل وأضافت: زوجات الرسول “صلى الله عليه وسلم” كنا يغرن من بعضهن، فالسيدة “عائشة” رضي الله عنها كانت تغير من السيدة “خديجة” رضي الله عنها، وأشارت إلى أنها تغير من زميلتها في الدراسة عندما تتفوق عليها، وقالت تشتد غيرتي من الصديقات القريبات مني، حيث أطرح على نفسي تساؤلات كثيرة على شاكلة، كيف يتفوقن عليّ؟ ويصبحن أفضل مني؟ ونحن نمضي معظم الوقت مع بعضنا، حتى أنني أشعر أحياناً بكراهية تجاههن.
وفي معرض رد على سؤال (المجهر) حول ما هي الأشياء التي تثير غيرتك، أجابت “زهراء الطيب” ربة منزل، قائلة: إنها تغير على زوجها كثيراً وتحديداً عندما يتحدث عبر الهاتف لوقت طويل، ومضت قائلة: أكاد أموت غيظاً، ولا أستطيع أن أسأله إلى من يتحدث؟ برغم من أن الشيطان يوسوس لي كثيراً بوجود امرأة أخرى في حياته، وأضافت: شخصياً أعاني كثيراً من غيرتي الزائدة، فهي دائماً توقعني في مشاكل معه، حاولت التخلص منها لكنني لم أستطع تركها حتى أصبحت تجري في عروقي.
نوعان من الغيرة!
أما “إيناس سليمان” قالت هناك نوعان من الغيرة، غيرة هادمة ومدمرة وغيرة جيدة ومحفزة، وأكدت على أنها تمتلكهما الاثنتين، فعندما يتعلق الأمر بمصلحتها تكون غيرتها محفزة، فهي تغير من النجاح والجمال، مؤكدة سعيها الدائم عن الأفضلية بأن تكون أجمل من صديقتها وأكثر نجاحاً، لكن عندما تتعلق الغيرة بمن تحب ذكرت أن غيرتها قاتلة، فهي لا تسمح بأن يأخذ غيرها شيئاً يخصها.
الشعور بالنقص
ومن جهة أخرى قالت “ابتهال النور” إن الغيرة سببها الرئيسي هو الشعور بالنقص، وأحياناً تكون الغيرة مرضية تدمر الإنسان وتجعله غير قادر على النجاح في شتى ضروب الحياة، وأشارت إلى أنها تغير ولكن ليس بإفراط لأنها تعتبر غيرتها موضوعية تغير من شيء يعني لها الكثير، وأكدت على أن الغيرة تختلف من شخص إلى آخر، فالشخص السوي تكون غيرته سبباً في نجاحه، أما الشخص المريض والحاسد غيرته تتغلب عليه بأشياء غير حميدة.
غيرتي هي سبب لعدم ثقتي في الأخريات، هذا ما قالته الطالبة “سمر يوسف” وأضافت أغار من زميلاتي عندما يكن أفضل مني من ناحية الشكل، لكن رغم ذلك لا أظهر غيرتي حتى يسخرنا مني، أحاول بيني وبين نفسي التوصل إلى المكانة التي أثارت غيرتي. فيما قالت “تهاني الريح” إنها لا تغير كثيراً، فالغيرة عندما تتجاوز حدودها الطبيعية تنعكس سلباً، وأضافت أسعى دائماً للابتعاد عن ما يثير غيرتي تكاد تكون الغيرة معدومة لدي، حتى أنني في بعض الأحيان يصفوني بأنني عديمة الإحساس.
ومن جهتها قالت “إيثار الطيب” أغير على زوجي من الفتيات الجميلات الصغيرات في العمر، عندما يتحدث زوجي إلى أحداهن أتدخل بأي أسلوب حتى ينهي حديثه معها، وأضافت غيرتي تظهر في تصرفاتي وعيوني، ومن يقترب من زوجي قد جنى على نفسه وتحديداً النساء الجميلات، وغير ذلك لا أثق كثيراً في النساء، فهن دائماً مخادعات.
دوافع مختلفة!!
إلى ذلك أكدت أستاذة “ثريا إبراهيم” أن الغيرة غريزة إنسانية لها دوافع كثيرة، فهي تختلف حسب شخصية الإنسان وأحياناً تكون دوافعها اقتصادية، أو اجتماعية أو نفسية، فالشخصية المتزنة غيرتها تكون موضوعية سواء أكانت من نجاح، فهي دائماً تسعى إلى أن تتفوق عليَّ، وأضافت: الغيرة نوعان غيرة حسنة وغيرة مدمرة، الغيرة الحسنة هي من الدوافع والمحفزات للمضي قدماً في الطريق الصحيح، والغيرة المدمرة هي ناتجة عن حرمان الإنسان من شيء محدد.