رأي

الجيش  بعيداُ عن السياسة

أمل أبو القاسم 

إن صح ما قال به الملازم أول “محمد صديق” أحد الذين تمت إحالتهم ضمن آخرين قبيل التراجع عن ذلك واستثنائه الذي أشعل مواقع التواصل، إن صح ما قال به لقناة (الجزيرة مباشر) أن رئيس مجلس السيادة، القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” قد اتصل به هاتفياً وأخبره بعدم علمه بأنه ضمن كشف الضباط المحالين للتقاعد، فهذه كارثة ووصمة للجيش ستظل تلازمه طيلة مسيرة القادمة، أن هنالك قائداً أعلى في حقبة من الحقب اتصل بـ(ملازم أول) بما يشبه الاعتذار.
وإذا أخذنا هذا مع (جلطة) الفريق “الكباشي” المعروف بخوفه من الثوار والمدنيين بحديثه لصحيفة (السوداني) بأنه ستتم إعادة الملازم “صديق” للخدمة لموقفه الثوري، ثم معالجاً أضاف أن الجيش مؤسسة ذات نظم ولوائح تسري على الكل لكن الأمر لا يستوجب ذلك. قال هذا ثم أقر بارتكابه مخالفة، ورغم تهوينه لها بأنها لا تستحق الإحالة، نقول له، وحسبما تردد عن هذه الإقالة، فهو يستحق محاسبة مغلظة.
دعكم من ذلك، ولنقف على ما ورد بشأن حديث الناطق الرسمي للقوات المسلحة اللواء ركن دكتور “عامر محمد الحسن” لقناة (الجزيرة) أن (القوات المسلحة ليست حزباً سياسياً، وتتعامل بمؤسسية وانضباط، ولا صحة لخبر إعادة أي ضابط تمت إحالته للمعاش، وهذا قرار المؤسسة العسكرية). ورغم أن حديثه يشي بأنه رد لـ(بوست (كتبه عضو السيادي “محمد الفكي” على صفحته بالـ(فيسبوك): (الملازم أول صديق سيظل في صفوف قواتكم المسلحة حارساً لتراب بلاده، ولقيم الحرية والسلام)، وسارت به ركبان (الميديا) قبل ردود الجيش (المبجوجة)، إلا أن حديثه ــ  أي “عامر” ــ هو عين الحق وعين الصواب، حديث لضابط يعرف تماماً قواعد وضوابط العسكرية التي تعلمها في المؤسسة العملاقة، لكن ومن أسف أنه يناقض حديث رئيس السيادي، وعضوه من المكون العسكري الذين يبدوا أنهم تعرضوا لضغط من المكون المدني، فأخذ كل منهم يغرد وحده.
أيها السادة القوات المسلحة وقائدها الأعلى ليس نحن من سنعلمكم أو ننبهكم بأن البلدان أجمع سر تطورها التزامها بالقوانين والنظم واللوائح والمحاسبة المستقلة. والجيش في كل العالم لوائحه واضحة فإن أعملنا فيه مبدأ المحسوبية والتصنيف بأن هذا مناضل وذاك ثوري رغم أن كل المؤسسة المفروض أنها ثورية ومناضلة وتاريخ نضالها في الأحراش والسهول والوديان، وليس أمام القيادة داخل خيم مكيفة وظلال وارفة يعلمه راعي الضأن في الخلا، فبالله عليكم لا تسيئوا لها تحت الإذعان، فإن خفتم أنتم إذن فمن سيحمي البلد من البربرية؟
كنت أعتقد أن ردة فعل الملازم أول “محمد صديق” وبما أنه ثوري ويرفع شعار (حرية، سلام، عدالة) أن يتوخى الأخيرة، ويطالب بإعادة الجميع أو إحالتهم جميعاً، وليس حديثه لـ(الجزيرة) (ما تم من تراجع لقرار إحالته نتيجة لضغط الرأي العام والإعلام، وهو شيء طبيعي وكان متوقعاً).. وسلملي على العدالة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية