عبور الطائرة الإسرائيلية .. هل تُحل عقدة قائمة الإرهاب
لأول مرة عبرت طائرة إسرائيلية، الأجواء السودانية، بعد أقل من أسبوعين على لقاء رئيس مجلس السيادة، “عبد الفتاح البرهان”، ورئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”. في ما وصف رئيس حزب الأمة القومي التطبيع المطروح الآن هو مع إسرائيل التي تحولت بموجب قانون صدر في 2017م إلى دولة عنصرية تحرم بعض مواطنيها من عرب و(دروز) من حق المواطنة تماماً، كما كانت جنوب إفريقيا سابقاً. وبحسب خبراء فإن السودان يريد التطبيع مع إسرائيل من أجل الوصول إلى إزالة اسمه من القائمة الأمريكية السوداء (الدول الراعية للإرهاب). وخلال لقاء رئيس مجلس الوزراء بوزير الخارجية الأمريكية على هامش مؤتمر ميونخ للأمن السبت الماضي تطرقا إلى ذات الموضوع. .
الخرطوم – وليد النور
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، (الأحد)، إن طائرة نفاثة إسرائيلية (M-ABGG)، أقلعت بداية الأسبوع الماضي من إسرائيل متوجهة إلى مطار “كينشاسا” عاصمة جمهورية الكونغو، وعادت نهاية الأسبوع إلى مطار “بن غوريون” الإسرائيلي بعد ما مرت عبر الأجواء السودانية.
وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول “عبد الفتاح البرهان”، في مقابلة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط، إن لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في أوغندا، في الثالث من الشهر الحالي، أتى «في إطار بحث السودان عن مصالحه الوطنية والأمنية»، مشيراً إلى أن «الاتصالات لن تنقطع، في ظل وجود ترحيب كبير وتوافق كبير داخل السودان».
وأوضح “البرهان” أنه سيعمل على تحقيق مصالح السودان متى ما كان الأمر متاحاً، وأن الجهاز التنفيذي (مجلس الوزراء) سيتولى ترتيب الاتصالات المقبلة وإدارة العلاقات الدبلوماسية بمجرد التوافق على قيامها.
وأشار “البرهان” إلى تكوين «لجنة مصغرة» لمواصلة بحث الأمر، مؤكداً أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل يلقى تأييداً شعبياً واسعاً، ولا ترفضه إلا مجموعات أيديولوجية محدودة، بينما تقبله بقية مكونات المجتمع، مؤكداً وجود دور إسرائيلي في قضية رفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
إلى ذلك كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، (الأحد) الماضي، أن فريقاً إسرائيلياً سيضع خلال أيام خطة لتوسيع رقعة التعاون مع السودان، بهدف إحلال التطبيع مع الخرطوم.
لقاء تاريخي
وقال “نتنياهو” في تغريدة على حسابه في (تويتر)، إن هذه الخطوة تأتي استكمالاً للقاء التاريخي الذي جمعه برئيس مجلس السيادة اللواء ركن “عبد الفتاح البرهان”.
وأفاد أنه خلال الأسبوع الحالي، سيعمل فريق إسرائيلي على بلورة خطة لتوسيع رقعة التعاون بين البلدين.
واعتبر “نتنياهو” أن الغاية من ذلك التوصل في نهاية المطاف إلى إحلال التطبيع، والي إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسودان.
وفي سياق ذي صلة، قال “نتنياهو” ، في تغريدة له على (تويتر): (نحن في أوج عملية تطبيع مع عدد كبير جداً من الدول العربية والإسلامية). وأضاف: (أنتم ترون جزءاً صغيراً منها (عملية التطبيع) فقط، فهذا هو رأس جبل الجليد، الذي يظهر فوق سطح الماء). وتابع “نتنياهو”: (تحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغيّر وجه الشرق الأوسط وتضع إسرائيل في مكانة الدول العظمى إقليمياً وعالمياً). وأردف: (هذه ثمار سياستنا).
استسلام كامل
من جهته اعتبر رئيس حزب الأمة القومي الإمام “الصادق المهدي” ــ (الأحد) ــ أن التطبيع مع إسرائيل الحالية يناقض القرارات الدولية، والموقف العربي المشترك، ومعناه فرض استسلام كامل على الفلسطينيين لا يمكن أن يقبل بمقاييس العدل، وسوف يزيد من عوامل الاحتقان والتطرف في منطقة الشرق الأوسط ويعطي “نتنياهو” جائزة يتباهى بها في الحملة الانتخابية ما يعني المساهمة في حجب مجرم من العدالة.
استثناء شركة العال ..
وأوضحت الصحيفة أن “البرهان” أبلغ “نتنياهو” خلال لقائهما في مدينة “عنتيبي” الأوغندية في 3 فبراير الجاري أن بلاده ستسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائها باستثناء طائرات شركة “العال” (الناقل الوطني الإسرائيلي). وفي عدة حالات سابقة، مرت طائرات إسرائيلية عبر أجواء السودان، لكنها اضطرت للتوقف في عمان أو في وجهة أخرى حتى لا تسجل الرحلة باعتبارها “رحلة إسرائيلية”، وفق المصدر ذاته.
وبحسب (يديعوت) فإن النفاثة المذكورة، لا تحمل رقم تصريح إسرائيلي، لكن قاعدتها المسجلة هي في مطار “بن غوريون”.
وتشير بيانات بث الطائرة، إلى أنها أقلعت من إسرائيل إلى الكونغو مساء (الاثنين)، في مسار مر فوق قناة السويس، إريتريا، وإثيوبيا، وكينيا وأوغندا، يستغرق نحو (7) ساعات.
سياسة إسرائيلية متطرفة
وانتقد “المهدي” (صفقة القرن) التي أعلنها الرئيس الأمريكي بأنها استسلام تام لصالح القوى السياسية الإسرائيلية المتطرفة، بقيادة “نتنياهو” الذي يدعم أن تكون إسرائيل دولة يهودية ما يعني حرمان مليون فلسطيني من حقوق المواطنة.
وأشار “المهدي” إلى أن (صفقة القرن) تدعم ضم القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، وكذلك ضم الأراضي المحتلة عام 1967م، وهذا يناقض القرارات الدولية المعنية ويناقض موقف الدول العربية المجمع عليه، وهي ليست صفقة بمعنى مشروع اتفاق بين طرفين متنازعين، بل صفعة للحقوق الفلسطينية والعربية والدولية، وبالتالي هي تكريس للظلم.
تقدم ملف السودان
وبحث رئيس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك” مع وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، العلاقات الثنائية بين البلدين. وأكد الجانبان على تطوير العلاقات المشتركة. واعتبر “بومبيو”، تقدم السودان في ملف التسويات، خطوة مهمة وتفتح مجالات واسعة لعلاقات ثنائية لا تحدها قيود. وأكد على دعم الولايات المتحدة للتطورات المهمة في الساحة السياسية السودانية.
كما أعرب عن أمله في أن يتمكن السودان من اجتياز هذه الفترة المهمة من تاريخه لتلبية تطلعات وطموحات شعبه.
وأعلنت وزارة العدل (الخميس) الماضي ، توقيع اتفاقية تسوية لتعويض عائلات (17) بحاراً أمريكيا قتلوا في تفجير تنظيم “القاعدة” للمدمرة الأميركية “كول” عام 2000، في ميناء باليمن.
وهذه التعويضات كانت شرط أساسي وضعته الولايات المتحدة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
شروط التفاوض
وفي ديسمبر الماضي، كشف “حمدوك”، عن وضع الولايات المتحدة (7) شروط، عند بدء التفاوض بخصوص إزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب. وقال: (حين بدأنا التفاوض مع أمريكا كانت هناك (7) شروط (لرفع العقوبات)، أصبحت شرطاً واحداً، واتفقنا حول القضايا المتعلقة).