“حمدوك” في جوبا .. زيارة تقريب وجهات الاتفاق
الخرطوم ـ فائز عبد الله
انفجرت خلافات حادة حول المفاوضات الجارية في جوبا بين وفد حكومة الانتقالي والجبهة الثورية “مسار الشرق” بعد طلب من الحكومة بتأجيل المفاوضات في المسار لمدة (15) يوماً، بينما أعلنت الجبهة الثورية رفضها القاطع للتأجيل، واتهمت الحكومة بأنها غير جادة في تحقيق السلام الشامل، وأنها تماطل وتسوف من أجل كسب الوقت. وأعلن رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” عن زيارته إلى جوبا لرأب الصداع بين مكونات قوى الحرية والتغيير ومكونات الجبهة الثورية.
وطالبت قيادات الجبهة الثورية باستمرار التفاوض في معالجة القضايا الرئيسية ومشاركة تجمع تنسيقية النازحين واللاجئين، بجانب رفض ممثلين قوى الحرية والتغيير في المشاركة في المفاوضات بحجة أنهم غير موقعين على إعلان المبادئ في جوبا.
مسار الشرق:
رحبت قيادات الجبهة الثورية بزيارة “حمدوك” إلى جوبا وقالت إن زيارة رئيس الوزراء مرحبٌ بها في معالجة الخلافات. وأضافت أن الجبهة الثورية ملتزمة بتحقيق السلام الشامل وعدم العودة إلى المربع الأول.
وقال الأمين السياسي للجبهة الثورية “خالد محمد إدريس جاويش” إن الجبهة الثورية ترحب بزيارة “حمدوك” إلى جوبا. وقال إن الزيارة مرحبٌ بها في معالجة الخلافات والتشاور حول المسائل العالقة. وأوضح أن الجبهة الثورية ملتزمة بتحقيق السلام الشامل وعدم العودة إلى المربع الأول. وأضاف في تصريح لـ(المجهر) إن الحكومة كانت قد طلبت رفع التفاوض لمدة (21) يوماً لعقد المؤتمر التشاوري، وحددت للولايات تشكيل وفود من (60) فرداً لكل ولاية، لعقد الملتقى الذي انعقد في الخرطوم بغياب ولاية البحر الأحمر، وأوصى باستمرار المفاوضات في منبر جوبا، وتكوين لجنة حكماء للجلوس مع البحر الأحمر لاستصحاب توصيات الولاية وإدخالها في المسار.
وأضاف “خالد”: (الحكومة فاجأتنا بأنها طلبت تأجيل التفاوض لمدة (15) يوماً، ونحن نرى أن الحكومة تراوغ لاكتساب الوقت، وغير جادة لإحلال السلام الشامل في شرق السودان، وهذا تصرف غير ذكي، ستتحمل تبعاته ولايات الشرق). وزاد: (نحن في الجبهة الثورية نرفض هذا المقترح جملة وتفصيلاً).
وقال إن الوساطة الجنوبية أبلغت الجبهة الثورية بطلبها تأجيل النقاش في مسار الشرق لأسبوعين. وأوضح أنها سبق أن قامت بتأجيل مناقشة المسار لثلاثة أسابيع بحجة ضرورة إقامة المؤتمر التشاوري لشرق السودان الذي انعقد بالخرطوم الأيام الماضية. وأكد أنه تم بمشاركة ثلثي الأعضاء الذين يفترض أن يشاركوا في الملتقى. وقطع بأنه خرج بتوصيات تؤكد ضرورة تحقيق السلام الشامل في السودان، وأعلن دعمه لمفاوضات جوبا تحت مظلة الجبهة الثورية. ونوه إلى أن من قاطعوا الملتقى هم من دعوا له. وأشار إلى مساع لإقناع الرافضين للحاق بركب السلام. وقال “إدريس”: (تفاجأنا بطلب الوفد الحكومي بتأجيل جديد حسبما نقلت لنا الوساطة ذلك). وأبدى استغرابه من مساعي الحكومة لإضاعة الوقت في المراوغة. وأكد أن ذلك سيلقي بظلاله على الأوضاع في شرق السودان. وأكد “خالد” تمسكهم كجبهة ثورية بمواصلة النقاش في مسار الشرق وفقاً للتوقيت المحدد مسبقاً. وكشف عن اجتماع (الاثنين) لمناقشة مستجدات الأمر، لكنه عاد وجزم بأن الجبهة الثورية لن تقبل بالمراوغة ومحاولة إضاعة الوقت. وأضاف: (قضايا الشرق لا تنتظر التسويق، ولا يمكن رهنها لأشخاص لا يشعرون بمعاناة إنسان الشرق).
مسار دارفور:
بينما حذرت حركة العدل والمساواة من مغبة تكرار الأخطاء التاريخية السابقة في مسيرة التفاوض، مشيرة إلى أن بعض قوى الحرية والتغيير تتخذ مواقف سالبة و(مخزية) خلال جلسات التفاوض التي تحتضنها مدينة جوبا حاضرة جنوب السودان، مؤكدة أن “إرادة السلام الغالبة وقوى الهامش المتحدة والوعي الجماهيري المتنامي وتمسك الأطراف بالسلام قادر على هزيمتهم.
وقال بيان صادر عن الحركة ممهور بتوقيع الأمين السياسي لها د. “سليمان صندل” أمس، إن أمانة الشؤون السياسية عقدت اجتماعها الدوري، وتناول الاجتماع قضية المفاوضات، ووقف على آخر التطورات، وكيفية سيرها في المسارات المختلفة كافة.
وأوضح البيان أن الاجتماع وقف على تفاصيل كثيرة حول ما جرى في الخرطوم بين القوات المسلحة والشرطة من جهة، ومن بعض منسوبي هيئة العمليات من جهة أخرى، مشيراً إلى أنها كانت أحداثاً مؤسفة تمكنت القوات المسلحة من إعادة الوضع إلى طبيعته.
وأكد الاجتماع ضرورة الحفاظ على الأمن والمسارعة في إنهاء التفاوض والوصول إلى سلام شامل باعتباره المدخل الصحيح لمواجهة تحديات الفترة الانتقالية.
وقال البيان، إن الاجتماع جدد الموقف المبدئي للحركة من قضية الحريات والحقوق الأساسية. وأضاف: (إن أي مواطن له الحق في التعبير والتظاهر بشكل سلمي ولا حجر على أحد بسبب الانتماء السياسي، والحرية لا تتجزأ، والقانون هو الفيصل).
موقف الوساطة :
وقال عضو لجنة التفاوض “ضيو مطوك” إن موقف الوساطة هو معالجة الخلافات بين أطراف التفاوض حول اختلافهم على النقاط والمسائل العالقة في التفاوض، ومطلب وفد حكومة الخرطوم الانتقالي تأجيل التفاوض لمدة (15) يوماً. وأضاف في حديثه لـ(المجهر) أن الوساطة ترحب بجميع المطالب التي يقدمها الأطراف لتحقيق السلام في السودان. وزاد أن مطالب الجبهة الثورية بعدم إشراك قوى الحرية والتغيير في التفاوض بحجة أنها طرف غير موقع على اتفاق إعلان المبادئ في جوبا.
مؤكداً زيارة رئيس الوزراء “حمدوك” إلى جوبا لمعالجة الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الأطراف. وأشار إلى أن المفاوضات شهدت تقدماً في المسارات على الصعيدين السياسي والعسكري بين الحكومة والجبهة الثورية.