حوارات

(المجهر) في حوار مع القيادي بالحرية والتغيير “خالد عمر” (سلك) (2-2)

تفكيك النظام ليس المقصود به تفكيك الإسلاميين ولكن!
الثورة لم تستكمل مهامها فلابد أن تظل موحدة مع الشارع لوقف السهام الموجهة ضدها
الحرية والتغيير بها بعض النواقص فلابد من إكمالها!!
مستحيل أن تكمل الثورة كل مهامها خلال الثلاث سنوات
ارتفاع الدولار أسبابه سياسية
المعتقلون من النظام السابق كلهم مفتوح ضدهم بلاغات والإجراءات القانونية ضدهم (ماشة)!

حوار / صلاح حبيب

(المجهر) تناولت في الجزء الأول من حوارها مع الأستاذ “خالد عمر” جانب آخر من حياته ممثلاً في مولده ونشأته ودراسته وزملاء دراسة، بالإضافة إلى بعض القضايا السياسية المتعلقة بالتحول الذي طرأ بعد ثورة ديسمبر المجيدة ففي الجزء الثاني من حوارنا معه تناول تفكيك النظام السابق ومن المقصود بالتفكيك ولماذا مازالت الأمور كما هي عليه رغم مضي ما يقارب العام من عملية التغيير وما هي وجهة نظره في حل الأزمات التي كانت سبباً في عملية التغيير مثل أزمة الخبز والمواصلات وهل ما قامت به هيئة المخابرات بجهاز الأمن والمخابرات هل انقلاب أم عملية تمرد داخلي؟ نترك القارئ مع إجابات الأستاذ “خالد عمر” حول ما طرحنا عليه من أسئلة.
*ثورة ديسمبر قام بها الشباب ولكن يقال إنها سرقت ما حقيقة تلك السرقة؟
لقد استطاع الشارع أن ينجز ثورة عبر وحدته الجماهيرية، فالثورة لم تستكمل مهامها وحتى تستكمل مهامها لابد أن نظل موحدين فالسهام التي توجه إلى الحرية والتغيير هو تجريد الشارع من تحالفه الذي وحده ونظمه معها وبالتالي إضعافه، ومن ثم الانقضاض عليه، فالحرية والتغيير عندها نواقص وأخطاء يجب أن تعالج النواقص والأخطاء، ولكن يجب أن تحافظ على وحدتها وعلى قربها من الشارع وهذا هو الطريق الوحيد للعبور.
*هل الحرية والتغيير تتدخل في اختيار الوزراء؟
الحرية والتغيير قدمت قائمة من الوزراء إلى رئيس الوزراء وهو الذي يقوم بالاختيار.
*على الرغم من مضي عام على عملية التغيير لكن الشارع ينظر أن الوضع الاقتصادي مازال اسوأ من ذي قبل؟
الناس من البداية قالت تريد مرحلة انتقالية مدتها ثلاث سنوات لأنهم مدركون أن المهام كبيرة وصعبة، وبالتالي محتاجة إلى زمن حتى يتم إنجازها، لذلك ليس من اليسر أن يتم إنجاز تلك المهام خلال ثلاثة أشهر، ولكن الحكومة مطالبة أن تعطي اهتماماً أكبر إلى الملف الاقتصادي وتسعى لاتخاذ إجراءات أسرع لتخفيف الضائقة المعيشية.
*الدولار مازال في تصاعد مستمر كيف يتم كبح جماحه؟
موضوع الدولار موضوع كبير ومربوط بالاختلال في الميزان التجاري ونسبة وارداتنا أكبر من صادراتنا والمعالجة في الاختلال الاقتصادي السوداني تحتاج إلى زمن لحلها، ولكن ارتفاع الدولار أحياناً قد تكون أسبابه سياسية، ومعالجة سعر الصرف تأتي في إطار المعالجات الكلية ونلاحظ الآن في ميزانية 2020 فيها مؤشرات إيجابية كثيرة جداً إذا استطاعت الحكومة أن تطبقها.
*أسباب قيام الثورة مازالت قائمة وأزمة الخبز مازالت مستمرة ما هي أسباب تلك الأزمات؟
هناك أسباب عديدة لتلك الأزمات فالتغيير الذي حدث ورث تركة مثقلة من النظام البائد إضافة إلى أن النظام السابق مازال متغلغلاً في مفاصل الدولة ويعمل على وضع العراقيل في طريق الحكومة الانتقالية، إضافة إلى أن الحكومة الانتقالية في بداية تلمس خطواتها الأولى، ولكن يلازمها البطء فإذا وضعت معالجات للأسباب يمكن أن تصل إلى الحلول.
*الحكومة الانتقالية تعمل على تفكيك النظام بينما أهملت قضايا المواطنين؟
ملف تفكيك النظام كان في انتظار مسألة القانون، فبعد إجازت القانون اللجنة بدأت عملها وهي تنتظر عملاً كبيراً لأن النظام مازال متغلغلاً في مفاصل الدولة، فالنظام ظل حاكماً لثلاثين عاماً فمن المستحيل تفكيكه في شهر، وحتى عملية التفكيك لازمتها بعض العثرات، ولكن يمكن أن يسير بطريقة أفضل.
*هل عملية التفكيك قصد منها إزالة أي شخص له علاقة بالنظام السابق أم أن الصالح يبقى والفاسد يذهب؟
إن عملية التفكيك ليست موجهة إلى الإسلاميين، ولكن ضد الفاسدين، فكل شخص ترقى في الخدمة المدنية بدون وجه حق، وأي شخص نال مالاً بدون وجه حق فهؤلاء هم المقصودون، ولكن ليس المقصود كل الإسلاميين فأي إسلامي لم يسرق أو يقتل ولم يشارك في ارتكاب أي جريمة أو تم تعيينه بناءً على المحسوبية، فلن تسأله أي جهة، فنحن سرنا في طريق القانون لضمان العدالة، وإن تفكيك النظام لابد أن يقوم على العدالة.
*هل يمكن أن يكون هناك تصالح رغم الذي حدث؟
الآن تجري عملية السلام في جوبا وهي عبارة عن مصالحة ما بين أطراف عديدة، والثورة وضعت السلام من أولوياتها الأولى، ولذلك ما بعد مرحلة الثورة تأتي مرحلة المصالحة الوطنية، والجميع يتفق على مشروع وطني تعمل من أجله لكن التصالح لا يعني التصالح مع جرائم النظام السابق، فالمصالحة تقوم على مبدأ المحاسبة، فكل من أجرم أو ارتكب جريمة لابد أن يحاسب، وكل من لم يشارك في ارتكاب جريمة بالتالي هو جزء من المشروع الوطني.
*هل المعتقلون من النظام السابق تم إيداعهم السجون متهمين بجرائم؟
نعم.
*البعض يطالب إما أن يقدموا إلى المحاكمة أو إطلاق سراحهم؟
كل المعتقلين مفتوح ضدهم بلاغات وإجراءاتهم القانونية ماشة.
*”الصادق المهدي” يُطالب بانتخابات مبكرة؟
نحن نعمل على أن تكتمل الفترة الانتقالية خلال الثلاث سنوات، ومن ثم قيام الانتخابات.
*هل فترة الثلاث سنوات كافية لإنجاز مهامها؟
فترة الثلاث سنوات موضحة في الوثيقة الدستورية، لكنها لن تمكن من قيام النهضة بالبلد، ولكنها سوف تعمل على وضع الترتيبات اللازمة للاستقرار ما بعد الفترة الانتقالية.
*متى سينعم المواطن بالأمن والاستقرار والرفاهية؟
لقد انتقلنا من وضع في غاية الصعوبة لذلك يجب ألا نستعجل النتائج لكن في النهاية الذي نصت عليه الحرية والتغيير والوثيقة الدستورية على أن ينعم المواطن بالأمن والسلام والرفاهية.
*على الرغم من مضي عام من التغيير لكن الطرق مازالت مكسرة، الأزمات في مكانها مثل أزمة المواصلات وكثير من الأزمات التي كان يأمل المواطن أن تزول بعد سقوط النظام؟
أزمة المواصلات بدأت في عملية الحل بعد تولي الأستاذ “محمد ضياء” هذا الملف، فالأزمات التي يعاني منها المواطن هي تركة نظام ظل يحكم ثلاثين عاماً.
*هناك أحاديث حول النظام السابق وهو الذي يقوم بخلق تلك الأزمات وهو الذي يدفع إلى أصحاب المركبات لخلق تلك الأزمة إلى أي مدى صحة تلك الأقاويل؟
هذا وارد فالنظام السابق مازال متغلغلاً في مفاصل الدولة، ووارد أن يقوم بهذا العمل.
*تحرك هيئة العمليات لجهاز المخابرات العامة هي القصد منه تمرد أم مطالب بالحقوق؟
المعلومات الأولية هي تمرد من هيئة العمليات، وهناك تحرك من بعض الجهات ساهمت في نفس القضية، ولكن الأمر مازال طي التحقيق عند الأجهزة المعنية، ولكن في النهاية الأمور سوف تتكشف لاحقاً.
*هل تعتقد أن وراء تلك الهيئة جهات أخرى؟
أي حديث يُقال الآن يعتبر تحليلاً سياسياً لا يستند على معلومات، فالآن تجري عملية تحقيقات لاستكشاف المعلومات ومؤكد سيتم كشفها في وقتها.
*إلى أي مدى صحة دعم الثورة من قبل السعودية والإمارات؟
الثورة التي حدثت في ديسمبر ثورة سودانية خالصة، ولكن هذا لا يعني أننا منغلقون عن العالم الخارجي، فالسعودية ومصر والإمارات هم جيراننا، فالنظام السابق أفسد علاقاتنا مع العديد من الدول الخارجية، لذلك من مهام المرحلة الانتقالية إصلاح ما أفسده النظام السابق، ولذلك إصلاح العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات مهم جداً وعملية إصلاح العلاقات يقوم على الإخاء ونحن بدأنا علاقات مع مصر والسعودية والإمارات، فمن مصلحتنا ومصلحة تلك الدول أن يكون هناك استقرار في ما بينها والقاعدة المشتركة بيننا هي القيم ومصالح شعوبنا واستقرار المنطقة واعتقد هناك خطوات إيجابية سارت في هذا الطريق ونسعى أن نعمل على بنائها.
*هل تعتقد أن حزب المؤتمر السوداني سيكون الحصان الرابح الفترة القادمة؟
نأمل أن نقدم تجربة تكون نموذجاً للشعب السوداني.

(المجهر) في حوار مع القيادي بالحرية والتغيير “خالد عمر” (سلك) (1-2)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية