كرتي: انحسار التمثيل الدبلوماسي للخرطوم في بداية الإنقاذ لم يكن مدروساً
أقر وزير الخارجية “علي كرتي” بالأثر السالب لتقليص التمثيل الدبلوماسي للسودان في أفريقيا إبان بداية عهد الإنقاذ على تبادل المنافع وبناء جدار ثقة قوية مع القادة والشعوب الأفريقية. وأعلن الوزير عن استئناف الخارجية لعملية التمثيل غير المقيم في (10) دول أفريقية و(10 دول) من بقية قارات العالم، بجانب إنشاء ثلاث سفارات في “بوركينا فاسو” و”موزمبيق” و”أنقولا”.
وانتقد “كرتي” بشدة خلال حديثه مع برنامج (مؤتمر إذاعي) بثته الإذاعة السودانية أمس (الجمعة)، انتقد الإجراءات المتعلقة بتسهيل الاستثمارات في البلاد، وقال إن العملية بحاجة إلى تعديلات وإصلاحات جذرية وإظهار قوة الدولة والقرار السياسي لتجنب النزاعات وتشديد المركزية.
وبدا وزير الخارجية يائساً من تحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وقال إن ما يحدث في “بروكسل” شيء مغاير تماماً عن ما يحدث على الأرض في علاقتنا مع دول الاتحاد الأوروبي التي تتعامل مع الخرطوم بشكل منفرد وإيجابي، وتابع: (نخطط لبناء العلاقات مع الدول الأوربية بشكل منفرد) .
وانتقد “كرتي” الضغوط التي مورست على ألمانيا لإلغاء المؤتمر الاقتصادي الخاص بالسودان، وقال إن عشرات الشركات الألمانية تتوق للدخول إلى السودان للاستثمار وبناء مصالح متبادلة.
واعترف “كرتي” بأن انحسار التمثيل الدبلوماسي للخرطوم في بداية عهد الإنقاذ كان قراراً غير مدروس بشكل صحيح، وأثر سلباً على تواجد السودان في أفريقيا، مؤكداً أن التحركات الأخيرة لإحباط قرار إحالة ملف السودان وجنوب السودان إلى مجلس الأمن كشف للقادة السودانيين أن بناء الثقة مع القادة الأفارقة وشعوبها أمر لا مناص منه.
وأوضح “كرتي” أن الاجتماعات الأخيرة لمجلس السلم والأمن الأفريقي خرجت بتوصيات كانت في صالح الخرطوم بعدم إحالة قضية “أبيي” والحدود إلى مجلس الأمن، وأضاف: (من كانوا يتلمظون وينتظرون أخذ السودان من تلابيبه إلى مجلس الأمن خاب ظنهم).