شهادتي لله

الدولة العميقة .. حكايات وأوهام !!

أتابع سلسلة متناسلة من القصص والحكايات من نسج (الخيال الثوري) ، وربما تجد طريقاً للتصديق في ظل كثافة التداول الشعبي للشائعات في زمن القلق والحيرة والخوف على الحاضر من المجهول .
ومن هذه القصص المثيرة للضحك ، حكاية دلق (الكيزان) أو الدولة العميقة للجازولين والبنزين في عرض النيل ، ما أحدث تلوثاً في مياهه ، وأنتج بقعةً كبيرة رآها الكثيرون وصوروها من مختلف الزوايا !
آخرون روجوا لحكاية أخرى مفادها أن (الدولة العميقة) نشطت في شراء كميات من الدقيق من الوكلاء والمخابز ، وألقت بها بعيداً عن متناول أيادي المواطنين ، ليجوعوا !!
الحكاية الثالثة وهي أكثر سذاجة ، تقول إن أحدهم أبلغه أن سائق حافلة تعمل في المواصلات العامة قابله شخص لا يعرفه في الموقف ، وسأله عن إيراده اليومي ، فقال له : كذا ، فأغراه بسداد ضعف قيمة الإيراد ، بشرط ألا يعمل ، و(يركن) الحافلة ، وتكرر العرض مع عدد من سائقي الحافلات الوطنيين الغيورين !!
يا له من وهم يلد وهماً ، ويا لها من (شماعات) قديمة وبالية لم تعد مناسبة للاستخدام ، فقد مضى عهد الخرافات في زمن تدفق المعلومات ، ولا مجال للكذب على الناس تحت شمس الحقيقة الساطعة .
لماذا سقط النظام السابق ؟ ما هو سبب أول تظاهرة عفوية قادها تلاميذ مدارس مدينة “الدمازين” يوم (13) ديسمبر ؟ ما هو السبب الأساسي لخروج مظاهرات “عطبرة” و”بورتسودان” ؟
ألم يخرج الناس بسبب أزمة الخبز ، ورفع سعر الرغيفة في بعض الولايات إلى ثلاثة جنيهات ؟! ما هي الجهة التي صنعت أزمة الخبز وقتها وكانت نهاية الأزمات المتراكمة من شح الوقود إلى أزمة السيولة في البنوك ؟!
ألم يكن النظام السابق عاجزاً عن حل أزمات الخبز والوقود حيث تطاولت صفوف البنزين والجاز أمام محطات الخدمة ، وصارت مشهداً مألوفاً طيلة الأشهر التي سبقت سقوط النظام ؟!
ألم يعجز النظام السابق ، وكذلك عجز حكم الثورة الحالي طيلة الخمسة الأشهر الماضية في ظل إدارة المجلس العسكري المدعوم إقليمياً من دول ثرية ، عن حل مشكلة توفر النقد بالجنيه السوداني في البنوك حتى هذا اليوم ؟!
كيف يستطيع حزب البروفيسور المهذب “إبراهيم غندور” خلق أزمة في الخبز والوقود وشراء الجازولين ودلقه في النيل ، بينما عجز ذات الحزب وهو حاكم برئاسة “البشير” وتتبع له كل أجهزة ومؤسسات الدولة المالية والأمنية ، عن حل تلك الأزمات ، فسقط النظام ؟!
لأن حبل الكذب دائماً قصير ، فقد اتضح سريعاً أن البقعة التي ظهرت على سطح النيل منشأها مخلفات زيوت (الفيرنس) التي تستخدمها شركة توليد الكهرباء ، وأن تحقيقاً يجري حول الأمر ، حيث لا دولة عميقة ولا يحزنون !!
رجاءً .. أوقفوا بث هذه المسلسلات البايخة ، وشوفوا شغلكم .

سبت أخضر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية