ربع مقال

“حمدوك” في نيويورك .. قلوبنا معكم

د. خالد حسن لقمان

.. لا يجب على أي سوداني عاقل وحادب على مصلحة هذا البلد العظيم بأهله وتاريخه وحاضره، إلا أن يتمنى نجاح مشاركة وفد السودان بقيادة الدكتور “عبد الله حمدوك” – رئيس مجلس الوزراء الانتقالي الذي وصل (الأحد) الماضي، إلى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، للمشاركة في الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة .. هذه المشاركة التي تكتسب هذه المرة أهمية نسبية كبيرة للسودان، عطفاً على التحولات السياسية المفصلية التي شهدتها البلاد مؤخراً، والتي أبدى تجاهها كل المجتمع الدولي بدوله الكبرى ومنظماته الدولية والإقليمية الناشطة والمؤثرة في القرار الدولي اهتماماً كبيراً بها واعداً بالمساعدة في دفع خطى التطور السياسي والمعالجة الاقتصادية من أجل سودان جديد له دوره الفاعل ومكانته المرموقة في منطقته والعالم بأسره بعد غياب قسري عزله عن ممارسة جهده وحضوره لسنوات طويلة قضاها في حصار دولي قاسٍ ومدمر لبنياته الاقتصادية بمشروعاتها التنموية بمختلف قطاعاتها.. وما يؤمل حقيقة في مشاركة وفد السودان في هذه الدورة (وعبر خطابه الرئيسي وما سيعقده من لقاءات وملتقيات) وفي المقام الأول هو النجاح في الحصول على قرارات نافذة بفورية تقضي برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، تلك القائمة التي عبرها تم حرمان هذا البلد من كل ما هو معين لإحداث التنمية الاقتصادية والمجتمعية، بما أقعد بالجهود وأفشل الخطط وأحال البلاد إلى حالة من (التكلس) والانكماش، في وقت استطاع الآخرون من حولنا مِن مَن كانوا خلف الصفوف، النهوض بأوطانهم محققين قفزات نوعيةً مدهشة تركت وللأسف بيننا وبينهم مسافات بعيدة .. ولكن هاهو القدر يدفع بِنَا لنصعد على مسرح الإنجاز والتطور مرة أخرى وما علينا الآن سوى الاستفادة من هذا التقدير الدولي للسودان بثورته ومتغيراته الجديدة بعيداً عن الوقوع في شراك المحاور المتضادة، وهذه هي الرسالة التي يجب أن يؤكد عليها “حمدوك” للأسرة الدولية .. ليس لنا أية خصومات أو عداوات مع أي محور وأية دولة أو أي كيان .. نحن منفتحون على العالم كله .. لا نرجو سوى علاقات متوازنة طيبة مع الجميع .. هذه رسالتنا للأمم المنعقد مؤتمرها الآن بنيويورك متمنين أن يمنحنا العالم اهتمامه الإيجابي لينطلق قطار تنميتنا وتطورنا الهادف لخير مجتمعنا والمجتمع الدولي في مشارق الأرض ومغاربها دونما عنصرية إثنية أو تمايز عقدي يقصي أو يمنع أو يحجر على أحد حرية أن يعيش بفكره ومعتقده .. هذه مبادئنا ومبادئ ديننا الإسلام الحنيف بتسامحه وقبوله للآخر وتعايشه معه .. قلوبنا معك يا دكتور “حمدوك”.. وفقك الله وسدد خطاك وخطى مرافقيك وأعادكم للوطن ظافرين حاملين بشرى الخير لهذا الوطن العزيز ولأهله الصابرين الذين ينتظرون قدومكم الميمون واكفهم تلهج بالدعاء لكم بالنجاح والتوفيق والسداد..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية