الشرق شرقنا والثغر ثغرنا .. فليسمع الزعيم “موسى”
1
ما هذه التحركات الجهوية التخريبية المُريبة التي يقودها البعض في شرق السودان هذه الأيام ، فيرفع دون حياء شعار (تقرير المصير) ركوباً على موجة انفصاليي الحركة الشعبية – شمال ، “عقار” و”الحلو” و” جقود” و مَنْ لف لفهم من المخربين ؟! وما هي الدول التي تقف وراء هذا العمل المعادي لبلادنا وتستحق إعلان الحرب ؟!
لقد ساعد أعداء الوطن في الحركة الشعبية – شمال انفصاليي الجنوب على تقسيم السودان الكبير إلى دولتين ، وتشريد وتشتيت أهلنا الجنوبيين ثم تركهم على قارعة المجهول بعد حرب (الدينكا) و(النوير) التي قضت على الأخضر واليابس والبترول .
وظل السادة (الأمريكان) رعاة الانفصال يتفرجون من داخل مكاتبهم (البيضاوية) الفارهة على مشاهد مذابح الآلاف من الجنوبيين بعد عامين فقط من الانفصال الأسود ، وكأنما هي مقاطع من فيلم (آكشن) مثير أنتجته “هوليوود” ، وصوّرته في أحراش الاستوائية في العام (2013 م) !!
لا تلعبوا بالنار يا هؤلاء .. في شرقنا الحبيب .. إياكم وإياكم .. وإياكم أن تسمحوا لأحد من صغاركم أن يسمع ما تفوه به بعض جُهالكم في ثورة ظاهرها يستهدف قوى الحرية والتغيير ، وباطنها يحمل قنبلةً ذرية ، لن تبقي ولن تذر .
الشرق هو السودان ، هو أصله الراسخ وهو حضارته العميقة ، هو بحرُنا .. وسيفُنا وثغرنا ، هو رجالُنا .. جِبالُنا .. جَمالنا وجِمالنا و(بجانا) .. فمن هو ذاك الغرير الذي سيقرر مصير أهل البلد ، حتى وإن ظلمتهم (قحت) .. فما هي (قحت) وماذا تسوى ؟!
لا .. لا تلعبوا بالنار .. فلا حكم ذاتي .. ولا مشورة شعبية .. ولا تقرير مصير في السودان مرةً ثانية بعد العام (2011) ، انتهى درس الاتفاقيات الوضيعة ، ولا مجال لتكرار الفجيعة .
إنني أناشد زعيم الشرق الغالي الحبيب .. الرجل التقي الورع الذي أعرفه ويعرفني ، يودني وأوده كثيراً ، السيد “موسى محمد أحمد” ، أناشده بوقف هذا العبث باسم أهلنا في الشرق، وردع كل من تسوِّل له نفسه إطلاق دعوات جهوية وعنصرية .
كما أطالب بمحاكمة كل من ينادي بتقرير مصير أي (سنتيمتر) من أراضي جمهورية السودان بتهمة الخيانة العظمى ، وما دامت قوى الحرية والتغيير تعدِّل في الوثيقة الدستورية كل حين وآخر ، بعلم الكافة ودون علمها ، فإنني أطالبها بإضافة مادة جديدة بالغة الأهمية في التعديل القادم تختص بتجريم الدعوة لتقسيم الوطن وضرب وحدته تحت دعاوى الحكم الذاتي وتقرير المصير .
2
تجرأ المدعو “عبدالرحمن الأمين” ، وهو مِن الأمريكان السوادنة ، ومن (هلافيت) صحافة الأسافير ، على الأستاذ الكبير “أحمد البلال الطيب” مُستكثِراً عليه اتصالاً هاتفياً لبضع دقائق تلقاه من السيد رئيس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” ، فحسده عليه كعادة مِلة (اليسار) الحقود ، كما حسده قبل ذلك ، هو وغيره من رهط الخيبة والفشل ، على نجاحاته وزاهر مؤسساته التي بناها كفاحاً ومكابدة ، وصلاً لأشعة الصباح بالليالي الساهرات المضنيات أربعين عاماً ونيف من عمره الزاخر بالعطاء .
ولِمَنْ لا يعلم ، فإن “عبدالرحمن” هذا غير “عبدالرحمن الأمين” زميلنا الودود .. خفيف الظل ، رئيس تحرير صحيفة (الصيحة) وأخريات .. سابقاً ، فهذا صحفيٌ مهنيٌ معروف ، أما ذاك فيكتب في (رواكيب) الخريف ، من مهجره الاختياري في أمريكا ، ويزعمُ أنه (صحفي استقصائي) .. فقط لأنه هاتف كل من عرفه من أبناء دفعة الفريق “صلاح قوش” في جامعة الخرطوم نهاية سبعينيات القرن المنصرم ، ليسألهم عن سر تسمية (قوش) ، وعن صاحب الراديو (الترانزستور) الذي علا صوته فجأة أثناء محاضرةٍ ، فعلم المحاضر الهندي واسمه “قوش” أن طالبه “صلاح” إنما كان يتابع إذاعة أم درمان ، وربما يسمع أغنيةً “للكاشف” أو “عثمان حسين” ، ولا يتابع محاضرة الهندسة المدنية ، فصادر الراديو ، و ما يزال صاحبه المهندس السوداني المقيم في أستراليا يبحث عن مِلكه العظيم المُصادر ، فلا يجده لا عند “قوش” الأستاذ ، و لا طرف زميله “قوش” الطالب الذي صار بعد نحو ثلاثين عاماً على حادثة (الترانزستور) مديراً لجهاز الأمن والمخابرات .. ولا عزاء لصاحب (جهاز) الترانزستور!!
بالله .. دا استقصاء ؟! ماذا يستفيد الشعب السوداني من مثل هذا الاستقصاء العقيم يا “عبدالرحمن” يا ما “أمين” ؟!!