المجهر — عامر باشاب
{ إذا أخذت نظرة فاحصة إلى مجموعة صُور الفنانين الملصقة على زجاج المركبات العامة والخاصة وعلى أبواب وحوائط وفترينات المحلات التجارية المختلفة سوف تجد أن الصور الأكثر انتشاراً هي صور فنان الشباب الراحل المقيم “محمود عبد العزيز”، وبجانب كثافة صوره المنتشرة على طول الطريق في أي مكان في السودان تجد كذلك عناوين وأسماء أغنياته منتشرة بصورة مبالغ فيها في كل الزوايا والأركان هنا وهناك زنقة زنقة وحارة حارة بالإضافة إلى صوته الجهور المنطلق على مدار الساعة من على أجهزة التسجيل الالكترونية الحديثة في السيارات الخاصة والرقشات والتكتوك والبصات السفرية وفي الكافتريات والمطاعم السياحية لتؤكد بأنه ورغم سنوات الرحيل مازال يمثل المطرب الأكثر تأثيراً على إسماع وذوق الشباب من الجنسين بل لكثير من الأجيال
وهنا يقول الشاعر والإعلامي “مختار دفع الله” الذي التقى مع الأسطورة “محمود عبد العزيز” في أغنية ( عمري بعدوا بالساعات خاطر مواعيدك ) يقول بأن الراحل “محمود عبد العزيز” يعتبر من الفنانين الذين ساهموا في تطوير وتجديد الأغنية السودانية . هو مطرب متمكن في الأداء عرف بحضوره المتميز على المسارح واشتهر بقوة صوته وتأثير إطلالته على جمهوره، ولذلك ما زال صوته الأكثر تأثيراً ومازالت صورته في ذاكرة الناس ، انتشرت أغانيه وأعماله في كل مكان داخل وخارج السودان رغم مرور سنوات عديدة على رحيله من هذه الفانية وما زالت أغنياته عالقة بأذهاننا و راسخة في ذاكرتنا متداولة إلى الآن، يرددها الشباب بكل استمتاع وكأنهم يسمعونها منه مباشرة.
ويقول الموسيقار “عبد الفتاح الله الجابو” عن “محمود عبد العزيز” إنه سيظل المطرب الأكثر تأثيراً على أذواق جيل الشباب لأنه استطاع أن يقدم نفسه بالطريقة التي جعلته يسكن في وجدان الأجيال من خلال صوته الساحر وأدائه الباهر بالإضافة إلى أغنياته الخاصة التي لامست أشواق الشباب ومشاعرهم وحركت أحاسيسهم ، وأضاف قائلاً هذا الشاب المبدع رغم أنه لم يعش طويلاً ولكن سنوات تجربته القليلة كانت كافية لتجعل منه فناناً كبيراً ترك وراءه رصيدًا غنائياً هاماً وإنتاجاً غزيراً ساهم في إثراء الأغنية السودانية بأعمال أضافت .