رأي

فنجان الصباح

أحمد عبد الوهاب

حينما يضع (حميدتي) (مرواده الساخن) على موضع الأذى!!

دولة (مغفلة) تلك التي كانت كلما سفكت القبائل (الدم الحرام).. تدفع الدولة إنابة عنها (الديات) من المال العام.. فكانت بهذا الصنيع الغبي، كمن يجعل الدية الباهظة (غنيمة) تكافئ عمل (الجريمة) .. فكان طبيعياً أن يدفع ذلك العلاج المنكر قبائل للولوغ في الدم الحرام طلباً للمال العام الهامل.. وفي أحد اطراف البلاد يندلع الثأر بين فريقين.. أوسعا بعضهما قتلاً وجراحاً.. ومن بين الجرحى فتى عشريني يحتاج لإسعاف عاجل وزعلاج.. ولكن يتم ترك الفتى ينزف (عمداً) حتى الموت.. لكي يزيد (حصة) أهله في مال الديات الحرام.
وحده الفريق أول (حميدتي) الذي وضع (مرواده) الساخن على موضع الأذى.. ووضع (ملح) بورتسودان على جرح الوطن النازف.. وقالها مجلجلة وداوية، إن الدولة لن تسمح بأي (عبث) بعد اليوم.. وأي عبث أكثر من سفك الدم الحرام.. وبدم بارد.. ستكون قيادة القبيلة -أي قبيلة – أو هكذا ينبغي، مسؤولة أمام الدولة عن أي تفلت.. لن يفلت مجرم يتم افتداؤه بشيك من البنك المركزي.. سيتعين جلب الجناة للعدالة، وسوق المجرمين للقصاص.. فإما (عفو) كريم، بعد أو حبل( مشنقة) لئيم.. لأن بديل ذلك دم وثأرات.. وثكلى وأيتام وصورة بلد ﻻ يصدر سوى فيضانات الدم والدموع.
كان على وﻻة الأمر أن يقولوا كلاماً مراً كـ(ملح البحر).. حاراً كمرواد ساخن على مكان الألم .. وهو عين الذي قاله رجل الدولة (حميدتي).. لم ينتخب سيادته كلمات عن الحب والمحنة، في موضع الدماء والثأرات.. ﻻ يمكن القاء قصيدة عن (بورسودان عروس البحر يا حورية) في مأتم المدينة.. ﻻ يليق بالدولة أن تنشد أغنية لـ(عروس الروض) في مقابر (سلاﻻب).
إن الفريق (حميدتي) حين يضع (بروتكوﻻ دوائياً) جديداً لمكافحة أمراض العنصرية، ووباء الثأرات.. يفتتح عصر دولة القانون.. ويغلق للأبد باب الثأرات (مدفوعة الثمن) من جيب الحكومة.. وهو يعني ما يقول.. والدولة إذا قالت فعلت.. ﻻ أحد بمقدوره الوقوف في وجه دولة القانون، والعدالة الناجزة.. وفي دارفور يقولون (الدولة ما بتتشارع .. والشجر ما بتصارع).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية