“حمدوك” : نبدأ اليوم مرحلة جديدة في تاريخنا لبناء سودان نفخر به جميعاً
قال: نعيش شهر عسل مع العالم وحركات الكفاح شركاء أصيلون
رئيس الوزراء يعلن أسماء وزراء حكومته ويرجئ وزيري الثروة الحيوانية والبنى التحتية
تشاورات مع واشنطن لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب
الخرطوم – وليد النور – ميعاد مبارك
وسط حضور إعلامي وسياسي كثيف، دخل رئيس مجلس الوزراء دكتور “عبد الله حمدوك” إلى قاعة “بعانخي” بمجلس الوزراء مساء أمس (الخميس)،حيث استقبلته جموع السياسيين استقبالاً حاراً،لوح الرجل للحاضرين ثم ضم يديه على بعضهما البعض ملوحاً ثم جلس وهو يجول بعينيه على الحضور،بدأ حديثه بتحية الشهداء والجرحى والمفقودين ،ثم اعتذر عن تأخر تشكيل الحكومة عن الموعد المحدد لها لدواعي التشاور وما أسماه (تمرين الديمقراطية).
تورد (المجهر) تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي بدأ بالتصفيق وانتهى على آمال عراض بوطن خير يسع الجميع.
تقرير-وليد النور-ميعاد مبارك
رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” بدأ كلمته بتحية الجرحى والشهداء، وتمنى عودة المفقودين من شرفاء الثورة السودانية، مؤكداً أن تمثيل النساء كان من الأولويات في تشكيل الحكومة الانتقالية.
وقال: (تعلمون جيداً أن الدولة الناجحة هي التي تنبني على المؤسسات الفعالة والقوانين والخطط المدروسة)، معتذرا عن تأخر تشكيل الحكومة عن الموعد المقرر في جدول المصفوفة المعلن عنه سابقاً .
“حمدوك” برر ذلك بما أسماه (تمرين الديمقراطية) والمشاورات الواسعة العميقة التي تستصحب المعايير المتفق عليها المرتبطة بالكفاءات وتمثيل النوع، لافتاً إلى أن النساء في الثورة السودانية كن في الصفوف الأمامية، وأكثر من الرجال، فضلاً عن تمثيل السودان، لافتاً إلى الأنظمة الشمولية السابقة وإلى تفرد ثورة ديسمبر واختلافها عن غيرها وأنها لم تكن ثورة مركز بل امتدت لكل أقاليم السودان، قائلاً:( لذلك كان من اللازم أن يعكس تشكيل مجلس الوزراء هذا التنوع والتفرد والثراء السوداني لنرى أنفسنا كلنا كسودانيين في هذه الحكومة،وأظننا إلى حد كبير نجحنا في ذلك بالتعاون مع قوى الحرية والتغيير والمجلس السيادي) .
وأضاف (نبدأ اليوم مرحلة جديدة في تاريخنا ، إن أحسنا إدارتها سوف تفتح الطريق لبناء سودان نفخر به جميعاً ،سودان يحترم التعدد والتنوع والاختلاف وبلد ديمقراطي يسع الجميع) ، لافتاً إلى أن أهم أولويات المرحلة الانتقالية تتمثل في إيقاف الحرب وبناء السلام المستدام وأشاد بجهود حركات الكفاح المسلح،مهنئاً الجبهة الثورية على التوحد وعلى مؤتمرهم الذي انعقد هذا الأسبوع بعاصمة جنوب السودان جوبا، معبراً عن سعادته بتصريحات القائد “عبد العزيز الحلو” الإيجابية بدعم الثورة والاستعداد للسلام .
وزاد “حمدوك”: (حركات الكفاح المسلح شركاء أصيلون في هذه الثورة وهم خلقوا إمكانية وظرفاً مواتياً لتحقيق السلام).
وأكمل: بدأنا عملية التحضير للسلام بتشكيل لجنة مصغرة للتشاور مع المجلس السيادي ومجلس الوزراء مهمتها وضع إطار عام لشكل الهيكل لمفوضية السلام .
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى طموحهم لخلق لبنة قوية لبناء الاقتصاد وبناء مؤسسات الدولة ، مجدداً التزامهم بقضايا العدالة وارتباطها الوثيق بعملية السلام وسياسة خارجية تضع مصلحة السودان أولاً مبنية على الاحترام المتبادل مع المحيط الإقليمي والدولي، مؤملاً أن يعمل السودان مع شركائه في العالم على بناء عالم تسوده قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والتمثيل العادل والمستحق للنساء في كل هياكل السلطة الانتقالية. وزاد : (طموحنا أن نعمل معاً من أجل خلق مشروع وطني يقوم على إعادة هيكلة الدولة السودانية ومخاطبة جذور الأزمة منذ الاستقلال).
وأعلن عن المرسوم الدستوري لاعتماد تعيين وزراء الفترة الانتقالية وهم: “عمر بشير مانيس” وزيراً لوزارة شؤون مجلس الوزراء، والفريق أول ركن “جمال الدين عمر”وزيراً للدفاع، والفريق شرطة “الطريفي إدريس” وزيراً للداخلية، بالإضافة إلى دكتور ” نصر الدين عبد الباري” لوزارة العدل، و”أسماء محمد عبدالله” لوزارة الخارجية، ودكتور “إبراهيم البدوي” لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، ودكتور “أكرم علي التوم” لوزارة الصحة، فضلاً عن دكتور “محمد الأمين التوم” لوزارة التربية والتعليم، و”مدني عباس مدني” للتجارة والصناعة، “عادل إبراهيم” للطاقة والتعدين، “ياسر عباس” لوزارة الري والموارد المائية.
وأكمل “حمدوك”: “عيسى عثمان شريف”: الزراعة والموارد الطبيعية ، “لينا الشيخ” للعمل والتنمية الاجتماعية، و”انتصار صغيرون” للتعليم العالي والبحث العلمي ، “فيصل محمد صالح” للثقافة والإعلام،دكتور “يوسف آدم الضي” للحكم الاتحادي، “نصر الدين مفرح” للشئون الدينية والأوقاف ،”ولاء عصام البوشي” لوزارة الشباب والرياضة ، صدر المرسوم الدستوري بتوقيع رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” على أن يسري المرسوم فور إعلانه.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن كلاً من وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والبنى التحتية ، مازال التشاور جارياً مع قوى الحرية والتغيير والمجلس السيادي. وأكمل “حمدوك”: (حكمت هذه المسألة ضرورة تمثيل النيل الأزرق وشرق السودان).
وأكد “حمدوك”، أن الفحص الأمني إجراء طبيعي معمول به في كل العالم لمن يتقلد وظيفة عامة للتأكد من أن الشخص الذي يتولى المنصب غير مدان ولا يشكل خطراً على أمن البلاد، مشيراً إلى أن كل النتائج للقوائم كانت غير مزعجة، وأكدت نظافة سجلات الوزراء الذين تم تكليفهم ، متعهداً بالوصول إلى خدمة مدنية يفخر بها السودان .
عدم رضا
وكشف عن عقبات تواجه الإعلام الرسمي لأنه كان يعمل في وضع شمولي، وقال (ما كنا سعيدين بالدور الذي كان يقوم به التلفزيون القومي خلال الفترة الماضية ولابد أن تتغير العقلية التي تديره لتقبل الرأي والرأي الآخر) ، مشيرا إلى توقفه في القائمة الأولى للترشيح والتي تجاوزت ولاية النيل الأزرق واختارت ممثلاً واحداً لولايات دارفور ، وشدد على ضرورة تشكيل دولة مدنية تحترم التعدد ، والأديان .
وقال “حمدوك” إن المجلس السيادي ، ضم امرأتين إحداهما مسيحية ، مضيفاً إن قضية كيف يحكم السودان برلمانياً أم جمهورية رئاسية ، يحسمها المؤتمر الدستوري سواء كان الاختيار في الأقاليم أو الولايات، لافتاً إلى الشروع المستعجل في اختيار ولاة الولايات، وأكد أن من أوليات الحكومة الانتقالية أن هناك عدداً من الأكاديميين والخبراء وضعوا برنامجاً للستة أشهر الأولى أبرزها التركيز على السلام ، لافتاً إلى أن الحرب تصرف حوالي(70%) من الميزانية ، وأن هناك برنامجاً مفصلاً لمعالجة الخلل في الميزان التجاري عبر عدة مصادر .
ووصف علاقة السودان مع العالم هذه الأيام بـ(شهر العسل) بين السودان ودول الخارج مما يساهم في حل جملة من القضايا ، منها مشكلة الديون بالانفتاح على العالم الخارجي ، وتابع :إن قضية التعليم يجب أن تعطى أولوية والاهتمام بالكادر البشري في التعليم والصحة ، التي تحتاج إلى تخصيص موارد ضخمة للتعليم والبحث العلمي مما ينعكس إيجاباً علي التنمية، وتعهد بإعادة هيبة المعلم ، ووصف أوضاع المدارس (بالمخجل) ، ورحب بانتقاد المعارضة لحكومته، وقال إن المعارضة ظاهرة صحية ، مشيراً إلى أن الديمقراطية تمشي على رجلين وليس على رجل واحدة ، مشدداً على سلمية التداول السياسي .
وزاد “حمدوك”: (نطمح في القريب العاجل بتشكيل قضاء مستقل بعيداً عن التدخلات السياسية ).
وأعلن عن خطة لمعالجة الأزمات بمناطق الحرب وخلق البيئة الملائمة للإنتاج بمناطق الحرب ، مقراً بوجود تحديات أبرزها دفع استحقاقات السلام ، لأن الفرصة مواتية لتحقيق السلام ، متعهداً بانتهاج سياسة خارجية متوازنة بعيداً عن الصراعات والمحاور ، مشدداً على ضرورة معالجة وضع الأمطار واستنكر تكرار: (تفاجأنا بالأمطار ) ، مشدداً على استغلال مياه الأمطار ، مستبعداً إعلان السودان منطقة كوارث. وأضاف لو وصل الأمر إلى إعلان السودان مرحلة كوارث ستعلن في حينها ،لافتاً إلى أن إعلان الولاة سيكون بمعيار الكفاءة على غرار الحكومة الحالية ، وألمح إلى إمكانية تعيين سيدة في منصب والي الخرطوم ، مؤكداً أن وزيري الدفاع والداخلية سيكونان ضمن مكونات مجلس الوزراء .