رأي

فنجان الصباح..

أحمد ع الوهاب

لعناية د. “حمدوك”: رجاء لا تخسر الشارع الإسلامي

ربما يكون السيد “حمدوك” قد أعلن بعد ولادة عسيرة، تشكيلة حكومته عند مثول هذه الصحيفة للطبع.. ولابد لي من تهنئة الرجل على أناته وصبره وسعة صدره.. فقد صبر صبر جميلاً على نشطاء (قحت) وثقلاء (تجم ) ومردة الجن الحمر.. إنني أتمنى للرجل فريق عمل متجانساً متناغماً وشاطراً .. فريقاً بمثابة الاوركسترا ويكون هو قائدها وضابط إيقاعها ..
إن مشاكل السودان المزمنة ،أصعب وأعقد من أن يتصدى لها رجال يعدون على أصابع اليدين .. أو يزيدون.. أغلبهم بخبرة قليلة بالواقع السوداني وأوجاعه، وجلهم بتجربة شحيحة ، ورزق قليل ، في مداواة ومداورة الأدواء السودانية.. ولكن ماخاب من استخار ،وماندم من استشار..
من المهم جداً أن تكون بداية الحكومة بداية جادة وصحيحة، وأن يكون حكم القانون فيها هو الفيصل ..لا بد من تأكيد بأن في القانون ،وليس سواه دواء لكل مظلوم ،وشفاء لكل مغبون..
كانت بداية موفقة برأيي ،أن يرسل الدكتور “حمدوك” أكثر من رسالة حسن نوايا ،في صناديق بريد الإسلاميين .. و(النية زاملة سيدها).. شكراً لـ”حمدوك” وهو يتواصل مع رجل الدولة الدكتور “علي الحاج محمد”. . فرجل مثل دكتور “علي” يصلح رئيساً ممتازاً لحكومة ،وقائداً ممتازاً لحزب ممتاز، و زعيماً لمعارضة ممتازة..
وأنه لمن حسن حظ “حمدوك” ، أن يكون على رأس أكبر كتلة إسلامية معارضة ، رجل بوزن البروفيسور “إبراهيم غندور”.. “غندور” أيقونة تمثل السودان السمح الوسطي المعتدل.. انظر إلى أين يتجه “غندور”، وستجد أنه مقياس رسم سوداني حقيقي، وبوصلة سودانية لا تخيب..إن من جميل الصدف للدكتور “حمدوك” أن تكون المعارضة الأقوى له بقيادة حكيمة وعاقلة من عينة البروفيسور “غندور”.. ولو أن لي عدواً إسلامياً عاقلاً مثل غندور لفضلته على ألف صديق موالٍ أحمق ، ويساري جاهل.. إن قطبي المعارضة الإسلامية في الوطني والشعبي ،سيكونان أكثر فائدة لـ”حمدوك” من كل أحزاب الفكة اليسارية..
ولعلم السيد “حمدوك” فإنه لاتوجد معارضة سياسية يؤبه لها، غير المعارضة الإسلامية بتيارها الكاسح وخبرتها الممتدة.. توجد حركات نزق يساري ..وطيش شبابي فقط لا غير.. ولكن إن كسبت الشارع الإسلامي فقد كسبت نصف الجولة. فالتيار الإسلامي يمثل في المعارضة إبداعاً حقيقياً.. فهو معارضة بوزن حكومة ،وثقل دولة ، مع فهم متقدم ،وطرح متطور ، وخطى واسعة وواثقة على درب الجماهير . الإسلاميون في المعارضة فريق كتالوني يجيد الكرة الشاملة ، واللعبة الحلوة والباص القصير، والتمريرة القاتلة ،والهدف الذهبي..
رجاء سيد “حمدوك” من أجل سودان ديمقراطي ، وممارسة راشدة ، وفترة حكم رشيد إن لم تكسب الإسلاميين فلا تخسرهم ..لا تخسر نصف الماضي وثلاثة أرباع الحاضر وكل المستقبل..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية