«كير» و«موسفيني» ماذا يحملان في حقائبهما الـخلفية؟!
انعام عامر
استدعاء الخرطوم السفير اليوغندي الأسبوع الماضي يعيد إنتاج العديد من الأشرطة لمسلسل التوتر بين الخرطوم وكمبالا.. إلا أن العديد من المشاهد تؤكد وقوع “كمبالا” في شباك المخابرات الأجنبية .. وعندما حطت قدما «موسفيني» في مدينة جوبا بداية الشهر الجاري في مهمة تبدو رسمية وربما سرية لم تلتقط أجهزة التصوير الخاصة بعشرات الوكالات الإعلامية التي تضج بها مدينة جوبا صوراً توثيقية لتلك الزيارة ولاحقاً لجأت بعض وسائل الإعلام إلى القول إن الزيارة سرية ولم يعلن عنها، وكشف بعضها أن الرجل كان يحمل خمسة محاور صاغتها الولايات المتحدة لاجتماع أديس، إلا أن الدلائل ومعطيات الواقع تشير إلى أن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى حضور “موسفيني” إلى جوبا لفرض إملاءات على “سلفاكير”.. إذن لماذا زار “موسفيني” جوبا عاصمة دولة الجنوب بلا ضجة ولا زخم إعلامي، وماذا كان الرجل يحمل في حقيبته الخلفية؟ مصادر أكدت أن “موسفيني” زار جوبا بصفته مسؤول ملف الإرهاب الأمريكي في القرن الأفريقي!
المعلومات المتاحة حول شخصية الرجل تؤكد تكهنات مراقبين حول سعيه وراء تحقيق أطماع قديمة تقول بإنشاء إمبراطورية (التوتسي) والهيمنة على وسط أفريقيا بمساندة أمريكا والكيان الصهيوني، أما مشروعه الإستراتيجي، حسب خبراء، فهو إنشاء اتحاد كونفدرالي بينه ودولة جنوب السودان وسعيه إلى ذلك عبر ما سماه تحالف القوى التقدمية.
وكان “موسفيني” يأمل في السابق أن يضم ذلك التحالف زملاءه السابقين في مدرسة دار السلام بتنزانيا وكان من بينهم الراحل قرنق و(كاجيمي).
وبينما ظلت قوات جيش الرب المقاومة في شمال يوغندا تتمترس داخل أدغال الجنوب ظلت الحكومة اليوغندية تتهم الخرطوم بدعمها لتصير أمام ذلك يوغندا مورداً رئيسياً للسلاح المتدفق إلى عناصره في حركات دارفور.
إلا أن ما يثير الجدل الآن هو الزيارة التي قام بها كير نفسه الأسبوع الماضي إلى “كمبالا” ما يجعلنا نتساءل عن أجندة الزيارة وأسبابها في ظل التوتر الكبير بين الخرطوم وكمبالا ما يجعل الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام العديد من التكهنات خاصة عقب توقيع وثيقة (الفجر الجديد) من قبل أطراف معارضة للخرطوم مطلع الشهر الجاري بكمبالا وإقرارها إسقاط النظام في الخرطوم بالسلاح الأمرالذي اعتبرته الخرطوم تدخلاً سافراً في شئونها من قبل يوغندا واتهمت “موسفيني” مراراً بسعيه إلى تغيير النظام في الخرطوم.
وقبل الاستفتاء على مصير جنوب السودان كلف “موسفيني” شركة علاقات عامة ببدء حملة لإحباط جهود الخرطوم التي كانت تسعى لإقناع إدارة “أوباما” بتأجيل الاستفتاء إلى حين تأمين متطلباته! مراقبون أكدوا أن تلك الخطوات من قبل “موسفيني” مدفوعة القيمة، ووصفوا يوغندا بأنها الآن المسرح الخلفي للعديد من أجهزة المخابرات العالمية، وأرجعوا السبب إلى وقوعها في عمق الحزام الاستخباري الدولي الذي درج- حسب محللين- على التلاعب بأنظمة دول المنطقة بما فيها يوغندا.
وحسب تقارير أصدرتها مراكز دراسات إستراتيجية فإن مسؤولين سابقين عملوا في جهاز “الموساد” الإسرائيلي هم الآن نشطاء في دول بوسط وشرق أفريقيا ومن بينهم كبير موظفي حكومة “نتنياهو” الذي زعمت نشرة المخابرات التنفيذية، وهي نشرة محدودة التوزيع تصدر في الولايات المتحدة الامريكية، أن الرجل يعمل مستشاراً لدولة أفريقية مجاورة لدولة جنوب السودان ويظهر علانية مع رئيسها في العديد من المناسبات !
وقد صنف مسؤولون سودانيون “موسفيني” منتصف التسعينيات من القرن الماضي (بجالب الاستعمار إلى أفريقيا)، وقال حينها الدكتور “غازي صلاح الدين” إن “موسفيني” هو (حصان طروادة) في أفريقيا وأداة للاستعمار الغربي في رواندا، جنوب السودان وبورندي. وبينما تحدثت تقارير عن ابتلاع “موسفيني” رواندا والكنغو، بالإضافة الى إقامته قواعد عسكرية وخطوط اتصال واسعة في كل من “أنزاراً” ومقاطعة “أيزو” وأمبوبو” في أفريقيا الوسطي، رشحت أنباء عن إقامته (5) معسكرات لإيواء وتدريب متمردي دارفور في أفريقيا الوسطي العام الماضي.
وخلال يناير من العام 2011 أرسلت يوغندا وفداً ضم خبراء عسكريين برفقة (25) من قوات “خليل إبراهيم” إلى مناطق على المثلث الحدودي الواقع بين تشاد وأفريقيا الوسطي والسودان لبناء خطوط إمداد وتسهيل عمليات الحركات المتمردة في دارفور.
وأكدت مصادر أن المناطق التي طاف بها وفد الخبراء اليوغندي برفقة متمردي دارفور شملت (رس) و(دفان) وخلصوا إلى أن اختيار تلك المواقع روعي فيه سهولة وقصر الطرق ممايؤكد تورط كمبالا الرسمية وتدخلها في الشأن السوداني ما يجعله مدعاة لتوتر العلاقات بين البلدين.