ادعموا الجيش
الحقيقة المرة فشلت المفاوضات بين السودان وجنوب السودان وتلاشت فرص التسوية وتطبيق اتفاقيات التعاون بين انهيار اجتماعات القمة بين الرئيسين “البشير” و”سلفاكير”.. وأصبح السودان أمام حقيقة واحدة القتال.. القتال في المنطقتين وتأمين الحدود حتى تنقشع الغشاوة التي تعتري عيون وأفئدة حكام جنوب السودان ويدركون إن الغرور والرهان على القوى الدولية كحليف وصديق وداعم لهم لا يغني عن الحق شيئاً.
القضايا التي أدت لفشل كل المفاوضات بما في ذلك القمة الأخيرة.. هي قضيتا المنطقتين وأبيي وما دونهما ذرائع فقط.. ولما كان التفاوض في الوقت الراهن حول المنطقتين شبه مستحيل.. ولا تتوفر مقومات لعقد جولات التفاوض مع قطاع الشمال والرأي الغالب في الدولة، والشارع العام.. أن تبسط الدولة أولاً سيطرتها على الأوضاع في المنطقتين وتكسر شوكة التمرد فإن النصر في الميدان لا يتحقق بالأماني والتشجيع من المدرجات والحديث الحماسي في الندوات ، للنصر مقومات أولها أن ندعم القوات المسلحة مادياً ومعنوياً ونخوض معها حرب صيف عبور جديدة حتى نقهر التمرد من جبال النوبة ونقضي على ما تبقى من جيوب في النيل الأزرق. والتمرد في جبال النوبة يسيطر على محليات أم دورين والبرام وهيبان وكل أرياف محلية الدلنج وعلى بعد (20) كلم من كادقلي ونصف محلية دلامي وأجزاء من محليات الرشاد وتلودي.. ويتخذ التمرد من كاودة عاصمة حصينة له.
وحتى تخوض قواتنا المسلحة معركتها الطويلة مع التمرد فواجب القوى الاجتماعية والقطاعات الوظيفية في الخدمة العامة والخاصة أن تستقطع من حليب أطفالها.. وثمن الدواء ووجبة إفطار التلاميذ في المدارس ما يعين القوات المسلحة لأداء واجبها، لماذا لا تتبرع النساء بقنطارين من الذهب ويتبرع كل عامل وموظف في الدولة بمبلغ (2) جنيه لصالح القوات المسلحة لمدة عام ويتبرع كل عامل وموظف في القطاع الخاص بثلاثة جنيهات لصالح المجهود الحربي والقتالي.. ويتم تحسين شروط الخدمة في القوات المسلحة ويصبح راتب الضابط أعلى من الأطباء والمهندسين ورواتب الجنود أعلى من أي موظف في القطاعين الخاص والعام ، ومن يفدي الوطن بروحه يستحق أن ينال أجراً أعلى من غيره.. والسودان في مرحلة انتقالية إما أن تبتلعه القوى التي تتربص به أو ينتصر في معركته القادمة، والصيف قصير جداً.. والطريق للنصر يحتاج لعزيمة وصبر ونفرة عامة وسط الشعب لتعود كتائب الدفاع الشعبي تسرج خيول النصر.. وترفع بيارق العزة ويعتمد السودان على قدراته الذاتية فقط لخوض المعركة التي تنتظره بعد أن أصبح السلام مستحيلاً والتسوية بعيدة.
إذا كانت قناعتنا بالتسوية لا تتزحزح فإن الحرب الآن كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها.