الديوان

الشاعرة “منى حسن” تمثل السودان في جائزة سوق عكاظ للشعر العربي الفصيح

أعلنت لجنة تحكيم مسابقة جائزة (شاعر عكاظ الدولية للشعر العربي الفصيح) تأهل (10) شعراء للمرحلة ما قبل النهائية، بينهم الشاعرة السودانية “منى حسن” بجانب ثلاثة شعراء من السعودية هم “محمد يعقوب وشتيوي الغيثي وإبراهيم حلوش” إلى جانب “عبلة غسان” من الأردن، و”عبد الله بيلا” من بوركينا فاسو، و”عبدالله عبيد” من اليمن، و”شفيقة وعيل” من الجزائر، و”محمد أب” من موريتانيا، و”شيماء محمد” من مصر.
وتأتي مسابقة شاعر سوق عكاظ ضمن (موسم الطائف) لعام 1440هـ، ويزيد مجموع جوائزها عن مليوني ريال، ومنذ أن فتحت لجنة المسابقة الباب للمشاركة وصلتها من المشاركات التي انطبقت عليها شروط المسابقة (161) مشاركة من شعراءَ وشاعرات من جميع الدول العربية واستبعدت اللجنة المنظمة لجائزة (شاعر عكاظ) (20) مشاركة لعدم اكتمال المتطلبات والشروط، واختارت (22) شاعراً وشاعرة يمثلون (11) دولة عربية، وقالت إنها حرصت على إعطاء الفرصة لمشاركة الذكور والإناث من جميع الدول العربية؛ لتحقيق هدف المسابقة المتمثل في الوصول إلى شعراء الفصحى في أنحاء العالم العربي.
وتمت مشاركة الشعراء في المرحلتين التمهيدية والنهائية في سوق عكاظ خلال شهر أغسطس ليتأهل منهم (10) متسابقين إلى المرحلة النهائية، وتم الاتفاق على أن يتم تقييم مستويات القصائد من قِبل لجنة تحكيم تضم ثلاثة من النقاد المتخصصين وهم: الدكتور “صالح بن زيّاد الغامدي” من السعودية، والدكتور “رشيد يحياوي” من المغرب، والدكتور “علي بن جعفر العلاق” من العراق؛ وذلك من أجل اختيار الفائز الأول من بين المشاركين خلال فترة إقامة سوق عكاظ.
وتأتي جائزة (شاعر عكاظ) التي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بالتعاون مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشرة لسوق عكاظ 1440هـ، وستكون المراحل النهائية للمنافسة على الجائزة -ولأول مرة في تاريخها- مصورة ومنقولة تلفزيونيًا، بعد أن كانت تقتصر في النسخ السابقة على الإعلان عن الفائز بـ “بردة عكاظ” فقط.
وقالت مديرة موسم الطائف “نورة العكيل”، في تصريحات صحفية، إن جائزة (شاعر عكاظ) شهدت هذا العام تطويراً في طريقة المشاركة والتنافس، كما أنها سعت لإتاحة فرص التنافس المتكافئة بين شعراء العرب، مشيرة إلى أن هذا الأمر يتسق مع الأهمية التاريخية والحضارية التي يحملها سوق عكاظ باعتباره من أشهر أسواق العرب منذ عصر ما قبل الإسلام.
من جانبه، أوضح الدكتور “سعود السرحان”، أمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، في تصريحات صحفية نشرتها صحيفة عكاظ أن المسابقة ستكون مختلفة هذا العام.
يذكر أن الشاعرة “منى حسن” من الشاعرات صاحبات الحضور الكبير في السودان والدول العربية المختلفة من خلال البرامج التلفزيونية ومعارض الكتاب المهرجانات العربية وكانت آخر مشاركة لها هذا العام من خلال منبر مهرجان الشارقة للشعر العربي بالإمارات.
ولها من الإصدارات (حين تلوح عيناك) والكتاب الذي صدر عن دار جميرا للنشر والتوزيع بالإمارات، ونال الكتاب إشادة الدكتور “يوسف عيدابي” مستشار حاكم الشارقة للشؤون الثقافية المدير العام لمنشورات القاسمي .
وصدر لها قبله ديوان (لا اشتهي وطناً سواك) عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي عقب مشاركتها الناجحة في مسابقة أمير الشعراء، وبعد تأهلها ضمن قائمة الـ(20) شاعرا في موسمه الخامس ونشرت لها عدة قصائد ومقالات بالصحف والمجلات داخل السودان وخارجه.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، قد رعى نسخة العام 2018 الماضية الثانية التي أطلقها الأمير “خالد الفيصل”، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وحفل البرنامج الثقافي بالعديد من الفعاليات وذلك بمشاركة عدد من المثقفين والأدباء والشعراء العرب، وشهد ندوات ثقافية، وأمسيات شعرية، مسابقة للعروض المسرحية إلى جانب الخيمة الثقافية، مسابقات سوق عكاظ، معرض الخط العربي، معرض الفنون التشكيلية، عروض مسابقات سوق عكاظ المسرحية، معرض ألوان عكاظ والتصوير الضوئي ويشهد مشاركة أكثر من ( 8000 ) مواطن من مشاركين وعاملين ومنظمين، إضافة إلى ( 500 ) شاب متطوع من محافظة الطائف.
ويعد سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في فترة الجاهلية، بالإضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز، تعود بدايته إلى 501 للميلاد، وكانت العرب تأتيه لمدة (20) يوما من أول ذي القعدة يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد إلى يوم (20) من الشهر، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضي فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذي القعدة ثم تسير إلى سوق ذي المجاز فتقضي فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذي الحجة ثم تسير إلى حجها، وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة عدوان وقبيلة هوازن.
وسُمّي بعكاظ لاجتماع العرب فيه كل سنة، فيعكظ بعضهم بعضًا بالمفاخرة والتناشد: أي يُدعك ويُعرك وفلان يعكظ خصمه بالخصومة أي يمعكه وقال “الليث بن المظفر الكناني”: «سميت عكاظا لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة، وكل معاني الكلمة صالحة لتعليل التسمية، فالحبس والعرك والعراك والقهر والمفاخرة والدَّعك والدَّلك والمجادلة والمطل والاجتماع والازدحام والتمنع جميعها من أغراض عكاظ ووقائعه.
يقع سوق عكاظ على بُعد أربعين كيلو متراً إلى الشمال من الطائف، وعلى يمين المتجه إلى الرياض وجمع قديمًا وجهاء العرب وقادتهم فكانوا يجتمعون فيه شهرًا من كل سنة، يتفاخرون فيما بينهم ويرددون الشعر، ومثل السوق آنذاك دورًا اجتماعيًا وسياسيًا للقبائل وأعيان العرب، وكان السوق منبرهم الإعلامي الذي تعقد فيه وثائق وتنقض أخرى، إضافة إلى كونه مضمارًا للفروسية والمبارزة يتباهى فيه فرسان العرب فيما بينهم، ومنتدى تطلق فيه الألقاب على الشعراء والفرسان والقبائل، كما كان سوقًا تجاريًا لتبادل البضائع وأنواع التجارة ومكانًا يقصده التجار القادمين من بلاد فارس والشام واليمن وغيرها.
وكان السوق في أوج نشاطه في الفترة السابقة لظهور الإسلام، واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 129هـ، وهناك عدة عوامل أضعفت الحاجة إلى السوق مما أدى إلى نهايته ومنها: توسع الفتوحات الإسلامية، وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق وبغداد، إضافة إلى أن الحياة الجديدة التي أنبثقت في الشام والعراق ومصر.
كانت بداية الاهتمام بإحياء السوق في العهد السعودي حينما دعا الملك “فيصل” إلى تكوين لجان من الجغرافيين والأدباء والمؤرخين لتحديد موقع السوق واكتشاف آثاره الباقية وجدد رئيس رعاية الشباب سابقًا الأمير “فيصل بن فهد” الدعوة لإحيائه وبعد مرور حوالي 1300 سنة وفي عام 1428هـ أصبح سوق عكاظ في الوقت الحالي معلمًا تاريخيًا وسياحيًا له أهميته في المنطقة، وملتقى للشعر والفن والأدب، ومقصدًا للمثقفين والأدباء، ويقدم السوق لمرتاديه الندوات الأدبية والفنية للتعريف بالسوق ومكانته لدى العرب قديمًا. إضافة لحفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان تعريفًا بأحد شعراء المعلقات لتعيد إلى أذهان الناس مكانة الشعر والأدب عند العرب قديمًا، وتأكيدًا لاتصال التراث بالحاضر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية