تقارير

(المجهر) ترصد المشهد السياسي من اجتماعات أديس أبابا إلى المفاوضات في الخرطوم

الجبهة الثورية تقنع وفد الحرية والتغيير بإدخال مسودة السلام ضمن الاتفاق مع المجلس العسكري

المبعوث الأمريكي يؤكد سعيه لمقابلة كل الأطراف ويلتزم بالدعم للوصول إلى التسوية السياسية
الخرطوم – طلال إسماعيل
جاء إلى الخرطوم مرة أخرى المبعوث الأمريكي للسودان “دونالد بوث” يبتغي حل الأزمة مابين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، والدفع بالمفاوضات حول إعداد المسودة النهائية للاتفاق، تزامناً مع تطورات مهمة داخل قوى إعلان الحرية والتغيير التي دفعت بوفدها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في محاولة منها للوصول إلى اتفاق مع فصائل الجبهة الثورية التي تضم عدداً من الحركات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وضم وفد من قوى الحرية والتغيير كلاً من د. “محمد ناجي الأصم”، و”وجدي صالح”، و”مريم الصادق”، و”يوسف محمد زين”، و”إبراهيم الشيخ”، و”عبدالله موسى”، فيما ضم وفد الجبهة الثورية “مني أركو مناوي”، و”مالك عقار”، وقيادات فصائل التحالف الأخرى.
“البرهان” و”بوث”…البحث عن رئيس وزراء مستقل
قال تعميم صحفي صادر عن إعلام المجلس العسكري مساء أمس (الإثنين) تلقت (المجهر) نسخة منه ،إن رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن” التقى بالقصر الجمهوري ، المبعوث الأمريكي الخاص للسودان ،وتناول اللقاء تطورات عملية المباحثات الجارية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير بهدف التوصل لاتفاق يتم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
وأشار التعميم الصحفي إلى أن المبعوث الأمريكي وصف اللقاء بأنه كان لقاءً جيداً ومثمراً. وعبر عن تفاؤله بقرب تحقيق السودانيين لأحلامهم بتشكيل حكومة بقيادة مدنية ورئيس وزراء مستقل.
وكشف المبعوث الأمريكي عن اتجاهه للقاء جميع الأطراف في هذا الشأن، وقال إن الولايات المتحدة مهتمة وملتزمة بمساعدة السودانيين في الوصول لاتفاق بشأن ترتيبات الفترة الانتقالية، وإنها تريد أن ترى السودان قد تجاوز المرحلة الحالية، مضيفاً إن الولايات المتحدة ستعمل مع شركاء السودان الدوليين الآخرين للتأكد من أن السودانيين حققوا اختراقاً في هذا الشأن ، حتى يتسنى دعمهم من المجتمع الدولي.
تفاؤل وسط الحرية والتغيير
وواصلت قوى إعلان الحرية والتغيير اجتماعاتها الداخلية ، الهادفة لإكمال دراسة وثيقة الإعلان الدستوري على أن تسلم ردها النهائي حولها إلى الوساطة الأفريقية الإثيوبية اليوم (الثلاثاء).

وقال القيادي في قوى إعلان الحرية والتغيير “حبيب العبيد”، لوكالة (سبوتنيك) الروسية، إن الاجتماعات متواصلة لدراسة تفاصيل بين اللجنة التنسيقية ولجنة التفاوض لقوى الحرية والتغيير.
وأشار إلى أن قوى إعلان الحرية والتغيير ستسلم ردها للوساطة (الثلاثاء).
وأوضح العبيد (أن هناك نقاطاً تتحفظ عليها قوى الحرية والتغيير، ظهرت منذ بدء الاجتماعات، الأحد، وهي نقاط لا يمكن تجاوزها مثل أنه لا يمكن إعطاء حصانات مطلقة لأعضاء المجلس السيادي).
وأضاف (يجب أن يكون اختيار رئيس مجلس الوزراء من حق قوى الحرية والتغيير وعلى مجلس السيادة المصادقة فقط، وأن تكون مهام جهاز الأمن والمخابرات فقط في جمع المعلومات وتحليلها وإعطائها للجهات المعنية، وتكون تحت إشراف مجلس الوزراء وليس المجلس السيادي، إلى جانب أن يكون اختيار حكام الولايات من مسؤولية مجلس الوزراء).
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن القيادي بقوى الحرية المهندس “محمد وداعة” قوله، إن مكونات قوى الحرية والتغيير لم تنته بعد من دراسة الوثائق التي تسلمتها من الوسيط الأفريقي، مبيناً أن المشاورات جارية لتحديد اجتماع مع المجلس العسكري، متوقعاً عقد اجتماع مع الوسيط الأفريقي والمجلس قريباً.
وفي تطور لافت، توافقت قوى الحرية والتغيير، والجبهة الثورية في الاجتماعات المنعقدة بأديس أبابا على مسودة لتحقيق السلام خلال الفترة الانتقالية توطئة لاعتمادها كباب داخل الإعلان الدستوري المنتظر التوقيع عليه مع المجلس العسكري الانتقالي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجبهة الثورية، “محمد زكريا فرج الله”، لـ (سودان تربيون)، إن الاجتماعات ناقشت قضايا السلام في إطار عملية الانتقال المدني، وتحديات تشكيل الحكومة الانتقالية، والهيكل الإداري لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير.
وأضاف (حتى صبيحة أمس الإثنين انتهت الأطراف من الموضوع الأول والأساسي المتعلق بتكييف عملية السلام في إطار عملية الانتقال الديمقراطي، ووجدت مسودة عرضتها الجبهة الثورية الترحيب والإشادة ومن المأمول اعتمادها بشكل رسمي وستضمن بشكلها المعتمد في مسودة الإعلان الدستوري وتتبناها قوى الحرية والتغيير باعتبارها تمثل رؤيتها وليست رؤية الجبهة الثورية).
وأكد “زكريا” أن الأطراف ستجلس إلى الوسيط الأفريقي لإطلاعه على ما تم التوافق حوله، مضيفاً (الأجواء والنقاشات إيجابية والروح الطيبة السائدة هنا تبشر بمعالجة مسألة هيكلة الحرية والتغيير).

وأوضح، أن الأطراف فور اعتمادها المسودة بشكل رسمي ستعقد مؤتمراً صحفياً للتبشير بما وصفه بالإنجاز التاريخي والتعريف بمضامينه وبمعناه وأثره على المشهد والقضية السودانية.
وذكر أن أجندة الاجتماعات تشمل إلى جانب قضية السلام، موضوعات هيكلة تحالف قوى الحرية والتغيير، تفادياً لما سماه الخلل الإداري الذي قاد إلى تعطيل اتخاذ القرار داخل التحالف وأفرز ممارسة معيبة غيبت رؤية كتل مهمة، حسب قوله.
وأضاف (ترى أطراف الحرية والتغيير ضرورة أن يتخذ القرار داخل التحالف بمشاركة جميع الكتل بجانب ضرورة التوافق على رؤية تفاوضية مرجعية).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية