الحركات المسلحة .. صَرَع (القِسمة) !!
موقف الحركات المسلحة من الاتفاق العظيم المبرم بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ، موقف انتهازي ومتخاذل ، يثبت أن غالب قادة هذه الحركات مجرد تجار حروب ، وسعاة فتنة ، لا يفرحهم فرح الشعب السوداني ، ولا تهمهم وحدته واستقراره .
ما هي الأسباب المنطقية والمبررات السياسية التي دفعت هذه الحركات إلى رفض اتفاق المجلس وقوى الحرية ، وسحب ممثلها من طاولة التفاوض وتجميد عضويتها في تحالف التغيير ؟؟
ليس هناك من سبب غير أنهم شعروا أنه حان وقت (القِسمة) ، قسمة كيكة السلطة الانتقالية ، فانتابتهم حالة (الصَرَع) ، وداخلهم الهلع ، فنسوا الثورة التي هللوا لها ، وأرسلوا مناديبهم لساحة اعتصامها ، فدقوا صيواناتهم أمام مقر قيادة الجيش الذي حاربوه سنين عددا ، وأقاموا معارضهم عند بواباته ، وخاطبوا الشباب الثائر غير المنتمي، غنوا ورقصوا وهتفوا للحرية والسلام والعدالة .
انتهت تلك المشاركة التمثيلية ، وانقلب قادة الكفاح المسلح على شعارات الثورة ، خانوا العهد ، وخذلوا الثوار طلاب (المُدنية) عند اقتراب موعد (القسمة) وتنزل معاني دولة المدنية التي لا مكان فيها للسلاح ، وإن كان سلاح (الحركات) .
ولا يستحي قائدهم “مني أركو مناوي” أن يطالب بنسبة (35%) من مقاعد السلطة المركزية في الحكم الانتقالي ، متجاوزاً نسبة (جنوب السودان) في اتفاق (نيفاشا) المعيب (28%) ، بينما الجنوب كان يمثل (ربع) مساحة السودان ، و(ربع) عدد سكانه ، و(ثلاثة أرباع) ثروته النفطية أساس ميزانية الدولة .
أما الحركات المسلحة فهي لا تمثل (ربع) دارفور أرضاً وسكاناً ، ولا (ربع) جبال النوبة والنيل الأزرق !! فدارفور يمثلها اليوم الفريق “حميدتي” كما يمثل كل السودان .. هو والآلاف غيره من أبناء غرب السودان القياديين في الجيش والأمن والدعم السريع وكل مؤسسات الخدمة المدنية .
لا مجال لاستمرار نشاط حركات مسلحة والبلاد مقبلة على تحول ديمقراطي كبير ، يجب أن تتحول هذه الحركات إلى أحزاب وقوى مدنية لتخاطب الناس بالسياسة لا بالسلاح .
انتهى زمن التمرد .. جفت منابعه .. رفعت القوى الدولية والإقليمية أياديها عن كل حركة تمرد ، الدعم الآن للديمقراطية .. وللعدالة .. للتنمية والخدمات.